الحجاج المغاربة بين التشرد والمعاناة

معاناة الحجاج المغاربة في موسم حج 2024.

عاش المئات من الحجاج المغاربة خمسة أيام مأساوية في ظروف كارثية، بدءًا من يوم التروية وحتى اليوم الثاني من أيام التشريق، مما جعلهم يفضلون التعجل وعدم إكمال اليوم الثالث من رمي الجمرات.

بدأت المعاناة بمجرد وصول الحجاج إلى منى يوم التروية، الموافق لثمانية من ذي الحجة، حيث كان من المفترض أن يقضوا ليلة الجمعة في منى استعدادًا للوقوف بعرفة يوم السبت، وهو ما يعد سنة متبعة أثناء مناسك الحج. فوجئ الحجاج بعدم توفر أماكن كافية للمبيت في الخيام المخصصة لهم، والتي تفتقر لأدنى شروط الراحة مقارنة ببعثات دول أخرى. أدى ذلك إلى حالة من الفوضى العارمة، حيث اندفع الحجاج بشكل هستيري نحو الخيام القليلة المتاحة، تاركين العديد منهم، خاصة كبار السن والعجزة، بدون مأوى يقيهم من حرارة الشمس المفرطة، في غياب شبه تام لمؤطري وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

استمرت المعاناة في عرفات، حيث تجاوزت درجة الحرارة الأربعين، مما زاد من صعوبة الوضع. وعند التحلل الأصغر بعد رمي الجمرة الكبرى، لم يتمكن الحجاج من خلع ملابس الإحرام في الهواء الطلق، مما دفع الكثيرين إلى الاستمرار في ارتداء ملابس الإحرام التي تغير لونها بسبب الأوساخ.

كان الوضع أكثر سوءًا مع تراكم الأزبال وانسداد دورات المياه، مما تسبب في روائح كريهة وحرم الحجاج من حقهم الأساسي في التخلص من الفضلات بسبب الازدحام الدائم وتعطل معظم المراحيض.

لم تقتصر المعاناة على الحجاج فقط، بل طالت الحجاج المحسوبين على الوكالات، بالإضافة إلى البعثة الصحية والإعلامية المرافقة للحجاج، حيث عانوا من التشرد وعدم توفير أماكن مناسبة لهم من قبل الوزارة الوصية.

ختامًا، تجسد معاناة الحجاج المغاربة في موسم حج 2024 فشلاً ذريعًا في التنظيم والإشراف، مما أدى إلى ظروف غير إنسانية وحرمانهم من أساسيات الراحة والرعاية. هذا الوضع المؤلم يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة النظر في ترتيبات الحج وضمان توفير الخدمات الضرورية لكل الحجاج، بما في ذلك أماكن خاصة للبعثات الصحية والإعلامية. يبقى الأمل أن تتخذ الجهات المعنية الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه المأساة في المستقبل، وضمان أن يتمكن الحجاج من أداء مناسكهم بكرامة وسلام.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *