تُعد المدرسة العليا واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية التي عرفت تطورات كبيرة عبر السنوات بفضل حنكتها وأسلوبها المتميز في التدريس والتكوين العلمي. فهي ليست مجرد فضاء أكاديمي لتلقي المعارف، بل هي مدرسة حقيقية لصقل المهارات وصناعة الكفاءات في ميدان علم النفس الإكلينيكي، وهو مجال يكتسب أهمية متزايدة في عالمنا المعاصر لما له من دور كبير في فهم النفس البشرية وعلاج اضطراباتها.
منذ تأسيسها، سعت المدرسة العليا إلى أن تكون رائدة في تكوين الطلبة على أعلى مستوى علمي وتطبيقي، مع الحرص على دمج أحدث النظريات والممارسات الإكلينيكية في برامجها التعليمية. وقد جاء هذا التميز نتيجة لرؤية استراتيجية واضحة تقودها قيادة أيقونية في الميدان الأكاديمي، على رأسها الأستاذ عبد الكريم بلحاج، الرائد في مجال علم النفس الإكلينيكي، والدكتورة أسية إقصبي، القائدة الملهمة، حيث جمع هذان القائدان بين الخبرة العميقة في علم النفس وبين القدرة على الابتكار والإدارة الأكاديمية الحديثة، مما منح المدرسة حضورًا متميزًا على الساحة الوطنية والدولية.
تتميز المدرسة العليا بمنهجية تعليمية فريدة، تراعي الموازنة الدقيقة بين الجانب النظري والتطبيقي، فتغرس في طلبتها القدرة على التحليل النفسي الدقيق، والتفكير النقدي، ومهارات التعامل مع الحالات النفسية المختلفة بطريقة علمية ومهنية. إن تركيز المدرسة على الجانب العملي يعكس فهمها العميق لأهمية تجهيز الطالب لمواجهة تحديات الحياة المهنية بكفاءة، فكل جلسة علمية، وكل ورشة عمل، وكل تجربة ميدانية تُعد خطوة نحو صقل الكفاءة وتحقيق التفوق.
كما أن المدرسة لم تقتصر على تدريب الطلبة فقط، بل ساهمت بشكل فعّال في تطوير البحث العلمي في علم النفس الإكلينيكي، من خلال دعم الدراسات والأبحاث التي تتناول قضايا الصحة النفسية المعاصرة، والاضطرابات السلوكية والعقلية، وسبل التدخل العلاجي الأمثل. هذا الاهتمام بالبحث يجعل المدرسة مصدرًا للإبداع العلمي ومركزًا لتبادل الأفكار والخبرات بين الأكاديميين والممارسين والخبراء في هذا المجال الحيوي.
لا يمكن الحديث عن المدرسة العليا دون الإشارة إلى قيمها التعليمية والثقافية، فهي غرسّت في طلابها روح المسؤولية المهنية والالتزام الأخلاقي، مع التأكيد على أن علم النفس الإكلينيكي لا يقتصر على المعرفة النظرية، بل يتطلب قدرة على الاستماع، التعاطف، وفهم أعماق النفس البشرية، وهذا ما يجعل خريجيها مؤهلين ليس فقط للعمل الأكاديمي أو العيادي، بل لأن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.
في الختام، تظل المدرسة العليا نموذجًا فريدًا للمؤسسة التعليمية التي تجمع بين الحكمة والخبرة، بين الابتكار والرصانة، وبين القيادة الأكاديمية الرائدة والحرص على تكوين جيل متكامل قادر على خدمة مجتمعه بإتقان وكفاءة. إنها مدرسة أثبتت عبر الزمن أنها رائدة ليس فقط في التعليم، بل في صناعة الكفاءات وصقل العقول، وتجسيد رؤية علمية متقدمة في علم النفس الإكلينيكي، بقيادة أيقونات بارزة الدكتور مربي الاجيال والايقونة العلمية الأستاذ عبد الكريم بلحاج والدكتورة أسية إقصبي الذين جعلوا من نجاحها حكاية للتفوق والريادة في عالم العلم والمعرفة



تعليقات
0