بقلم: عبد الجبار الحرشي
في حادثة غير مسبوقة، غرقت مدن إسبانيا والبرتغال وأجزاء من جنوب وغرب فرنسا اليوم في ظلام دامس، نتيجة انقطاع واسع ومفاجئ للتيار الكهربائي، مما أدى إلى شلل شبه كامل في البنية التحتية الحيوية، وأثار حالة من الفوضى في الشوارع والمطارات.
وتفيد المعطيات الأولية بأن ملايين السكان تأثروا جراء هذا الانقطاع، حيث توقفت حركة قطارات المترو والقطارات السريعة، وشُلت إشارات المرور في كبريات المدن مثل مدريد وبرشلونة ولشبونة ومرسيليا، مما تسبب في حوادث سير متعددة وحالة ازدحام خانقة.
وامتد تأثير الانقطاع إلى المطارات الدولية، حيث تعطلت أنظمة التسجيل والتفتيش الإلكترونية، ما أدى إلى تأخير وإلغاء العديد من الرحلات، وسط تكدس آلاف المسافرين في قاعات الانتظار.
ولم تصدر بعد السلطات الرسمية في البلدان المعنية توضيحًا نهائيًا حول سبب هذا الخلل غير المسبوق، إلا أن مصادر تقنية رجحت احتمال وقوع عطل كبير في شبكة الربط الكهربائي الأوروبية، فيما لم تستبعد بعض التقارير الأولية فرضية تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني منظم.
وتواصل فرق الطوارئ وشركات الكهرباء تحقيقاتها لمعرفة خلفيات الحادثة واستعادة التيار تدريجيًا، وسط تحذيرات من تكرار مثل هذه الأعطال وتأثيرها المحتمل على قطاعات حيوية أخرى.
يُذكر أن هذا الانقطاع يأتي في وقت حساس تعرف فيه أوروبا تحديات متزايدة على مستوى البنية التحتية الطاقية، مما يطرح تساؤلات جدية حول جاهزية الشبكات الوطنية لمواجهة الأزمات الطارئة.
تعليقات ( 0 )