بائعات مشتقات الحليب بمنطقة أم عزة بضواحي الرباط: فرحة غامرة بمشروع ملكي أنقذهن من لهيب الشمس

مع الحدث / أم عزة نواحي الرباط 

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

 

على قارعة الطريق الرئيسية المؤدية إلى مدينة الرباط، لطالما كانت النساء بائعات مشتقات الحليب بمنطقة أم عزة مشهدا مألوفًا لدى المارة. يفترشن الأرض في ظروف مناخية صعبة، ويتحملن قساوة الشمس الحارقة صيفًا وبرودة الطقس شتاءً، من أجل توفير لقمة عيش كريمة لأسرهن. لكن اليوم، أصبحت ملامحهن أكثر إشراقًا، وابتسامتهن لا تُخطئها العين، بعد أن استفدن من مشروع ملكي تنموي وفر لهن فضاءً تجاريًا منظّمًا يحفظ كرامتهن ويوفر لهن شروط العمل اللائق.

 

مشروع ملكي برؤية إنسانية للمبادرة الملكية للتنمية البشرية، وضمن برامجها الموجهة لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قامت بإحداث فضاء مهيكل لعرض وبيع مشتقات الحليب ومختلف المنتوجات الفلاحية المحلية بأم عزة. ويتوفر هذا الفضاء الجديد على أكشاك مظللة ومجهزة، ما سمح لهؤلاء النسوة بالانتقال من العشوائية والتعرض لعوامل الطقس إلى بيئة أكثر أمانًا وتنظيمًا.

وقد عبّرت بائعات الحليب عن امتنانهن العميق لهذا المشروع الذي وصفنه بـ”المنقذ”، حيث قالت فاطمة، وهي سيدة في الأربعينات من عمرها تعيل أسرة من خمسة أفراد:”كنا نشتغل في الشمس والبرد، نضع المنتجات على الأرض، ونعاني مع الغبار والحر، أما الآن فلنا مكان نظيف ومظلل نشتغل فيه بكرامة.”

 

 

 

لا يقتصر أثر المشروع على الجانب الإنساني فحسب، بل انعكس إيجابًا على المردودية الاقتصادية لهؤلاء النسوة. إذ أن توفير بنية تحتية ملائمة ساهم في تحسين جودة العرض، وزيادة الإقبال من طرف الزبناء الذين أصبحوا يثقون أكثر في نظافة المنتجات المعروضة. كما أن وجود تنظيم رسمي ساعد في حماية البائعات من المضايقات التي كانت تحدث أحيانًا من قبل السلطات أو بعض المستغلين.

في هذا السياق، أوضحت السيدة خديجة، وهي بائعة قادمة من دوار مجاور:

“كنا نخاف كل يوم من أن يتم طردنا من المكان، واليوم نحس أننا نحظى بالاعتراف والتقدير، وهذا يزيد من حماسنا للعمل والإنتاج.”

يمثل هذا المشروع أكثر من مجرد فضاء للبيع، بل هو خطوة في اتجاه التمكين الاقتصادي للمرأة القروية، خصوصًا في المناطق المحيطة بالعاصمة. وتطمح النساء المستفيدات إلى تطوير أنشطتهن من خلال التكوين في مجالات التسويق والتدبير، وتسعى الجمعيات المحلية إلى مواكبة هؤلاء البائعات بدورات تدريبية تهدف إلى تعزيز مهاراتهن وتحسين جودة منتجاتهن .

يمثل هذا النموذج التنموي تجسيدًا حيًا لفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تضع الإنسان في صلب اهتمامها، وخصوصًا الفئات الهشة. وفي منطقة أم عزة، باتت الشمس الحارقة لا تُرهق جباه بائعات الحليب، بل تضيء عليهن فضاءً جديدًا من الكرامة والأمل.

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)