بعد هدم منازلهم بدوار الكوارث ببوسكورة… أين المحاسبة؟!

فيصل باغا

استفاق سكان دوار الكوارث بمنطقة بوسكورة على وقع صدمة حقيقية بعد تنفيذ عمليات هدم طالت منازلهم، بدعوى محاربة البناء العشوائي. وبينما رحبت فئة من الرأي العام بأي خطوة لضبط التعمير غير القانوني، يبقى السؤال المؤرق هو: لماذا لم تُحاسب الجهات التي تواطأت وسهّلت هذا البناء أصلاً؟

فوجئ عدد من المتضررين من الهدم برد الجهات المسؤولة عند محاولة الاستفسار عن وضعيتهم القانونية، إذ جاء الجواب الصادم: “راكم ما طالعينش في السيستيم، وانتظر حتى نعيط عليكم!”. وكأن مصير العائلات يختزل في جملة مبهمة تكرس التهميش واللامبالاة.

اليوم، تُطرح أسئلة مشروعة وبإلحاح:

من سمح بانتشار البناء العشوائي في دوار الكوارث؟

أين كانت أعين السلطة المحلية حين كانت هذه البنايات تُشيد أمام الملأ؟

لماذا لم يُحاسب أعوان السلطة الذين يُشتبه في تواطئهم أو تغاضيهم؟

 

هل يتم تحميل المسؤولية فقط للمواطن البسيط، بينما يفلت المتورطون الحقيقيون من العقاب؟

في ظل هذه التساؤلات، نوجه نداءً مستعجلاً إلى وزارة الداخلية لفتح تحقيق جاد، نزيه، وشفاف لتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل من ثبت تورطه في هذه الفوضى، سواء بالصمت أو بالتسهيل.

إن إنقاذ ما تبقى من ثقة المواطن في مؤسسات الدولة يبدأ بإعادة الاعتبار للعدالة، لا بالاكتفاء بهدم الحيطان وترك الأسباب قائمة.

 

دوار الكوارث يطلب الإنصاف، لا الانتقام.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)