تغيير موعد البكالوريا يربك التلاميذ و يؤثر على نفسياتهم

مع الحدث

المتابعة ✍️:ذ لحبيب مسكر

 

يعيش التلاميذ المغاربة هذه الأيام وضعًا تربويًا غير معتاد، بعدما أقدمت وزارة التربية الوطنية على تقديم موعد امتحانات البكالوريا الوطنية إلى ما قبل استكمال اختبارات المراقبة المستمرة، في إجراء جديد دخل حيّز التطبيق هذا الموسم، وخلّف موجة من الانتقادات وسط الأطر التربوية والتلاميذ على حد سواء.

 

ورغم أن القرار كان معروفًا منذ بداية السنة الدراسية، إلا أن عواقبه النفسية والتربوية لم تظهر إلا مع انطلاق الامتحانات، حيث عبّر كثيرون عن ارتباكهم وشعورهم بفقدان التوازن داخل الموسم الدراسي.

 

تقليديًا، اعتاد التلاميذ أن يُنهوا المراقبة المستمرة، باعتبارها محطة تقويمية تساعد على قياس جاهزيتهم، قبل التفرغ للتحضير لاجتياز الامتحان الوطني الذي يُختتم به الموسم الدراسي.

لكن التعديل الجديد عكس الترتيب التربوي، مما جعل التلميذ يمر من امتحان مصيري، ثم يُطلب منه العودة إلى القسم لاستكمال ما تبقى من الدروس والاختبارات، في تجربة لم يعهدها من قبل.

 

عبّر عدد من التلاميذ عن إحساسهم بالإحباط والفراغ بعد اجتياز الامتحان الوطني، خاصة أولئك الذين شعروا بعدم التوفيق. بالنسبة لهم، العودة لمقاعد الدراسة صارت شكلية، لأنهم يعتبرون أن مصيرهم قد تحدد بالفعل.

 

قال أحد التلاميذ:

“من الصعب التركيز في المراقبة المستمرة وأنت تعتقد أنك رسبت في الباكالوريا. الأمر محبط نفسيًا.”

بينما أضافت تلميذة أخرى:

“نشعر وكأننا في نهاية الطريق، رغم أن الموسم لم ينتهِ بعد. لا نعرف كيف نتعامل مع ما تبقى.”

 

الأطر التربوية كذلك لم تُخفِ استياءها من هذا التعديل، واعتبرته خرقًا للتسلسل البيداغوجي المنطقي. فالمراقبة المستمرة، التي كانت تُعد تدريبًا فعليًا للامتحان الوطني، فقدت الكثير من معناها التكويني بعد أن أصبحت تأتي بعده.

 

قال أستاذ في التعليم الثانوي:

“كيف نقنع تلميذًا بمواصلة الاجتهاد في المراقبة المستمرة بعد أن اجتاز الامتحان الوطني؟ لقد خُلطت الأوراق، وهذا يؤثر على الجودة والمردودية.”

 

رغم أن هذا التغيير يدخل ضمن إصلاحات تقويم الزمن المدرسي، إلا أن ما خلفه من ارتباك يدفع إلى ضرورة إعادة تقييم أثره البيداغوجي والنفسي، وفتح حوار واسع مع الفاعلين التربويين من أساتذة، إداريين، وتلاميذ.

 

الإصلاح مطلوب، لكن بشرط أن يكون تدريجيًا، مدروسًا، ومبنيًا على مصلحة المتعلم أولًا، لا أن يتحوّل إلى عبء جديد داخل المدرسة العمومية المغربية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)