جيلِ الظّاهرةِ الغيوانيةِ
البشير حاتم
عبدالواحد طويل
من الوجوهِ المسناويّة المألوفةِ و العزيزةِ على قلوبِنا و الّتي أبدتْ رغبتَها في السّير على خُطى و نهجِ أبناءِ جيلِ الظّاهرةِ الغيوانيةِ أسلوباً متّبعاً ، وجهٌ فنّي ارتقى به حسُّه الفنّي و هو يخوضُ في رحابِ اللّونِ المسناوي أداءاً استمدّ منه رحلتَه و مغامرتَه المُتّعبة و الشّاقة و التي استلهم منها هويّتَه كفنانٍ يخطو بثباتٍ و عزّة نفس و في بحثٍ مُضني و محفوفٍ بالمغامرات رغبةً منه في إيجاد الذّاث المسناوية المبحوثِ عنها في أدغالِ اللّون المسناوي و في بداية مشوارٍ فنّي كَهَاوٍ موهوبٍ بالعشقِ المسناوي الذي رافق مسيرتَه و في رحلاتٍ تِجوالية عزّزت صداقتَه المتينةَ وارتباطَه الوطيد بالأسرةِ المسناوية منذ ُ أن كان فتى يافعاً يترقّب مقدمَ الأسودِ و في مناسباتٍ استوقفتْه ذاكرة الزمن الجميل كان له نصيبٌ من بصيصِ جلساتٍ مقتبسةٍ من كواليسِ حفاوةِ استقبالٍ كان يُكِنُّها له جلُّ أعضاء مجموعةِ مسناوة و بشرفِ احتضانٍ من طرف الرّاوي المسناوي ميلود الوحداني ، إنّه ممّا لاشك فيه الفنّانُ الشرقي المسناوي و الإبنُ البارّ للمدرسةِ المسناوية و أحدُ أبناءِ الجيل الأوّل للظّاهرة و أحدُ دعائمِ هذا الصّرحِ المِشيدِ الذي لا زال يحملُ على عاتِقِه استكمالَ رسالتِه الفنّيةِ و قد تأتّى له في كسبِ الرّهان في أولى تجاربِه النّاجحة رفقةَ مجموعة “أولاد المسناوي” و في نسختِها الخريبكية كبدايةٍ لمشوارٍ حافلٍ بالعطاءِ و ضمن تجربةٍ استحسنَها الجمهورُ الخريبكْْْي و المسناوي بالخصوص ، تجربةٌ يغلبُ عليها طابعُ التّقليد و النّديةِ ليس إلا حبّاً في مقارعةِ اللّونِ المسناوي ، هي رحلةٌ من ضمنِ رحلاتٍ استوقفتْه بعضُ محطّاتها كالّتي عاشها بالأمسِ القريبِ و في سابقةِ نسخةٍ نموذجيةٍ رفقةَ مجموعة “لرياح” التي فرضتْ وجودَها كتكملةٍ و تبعيّة لمجموعة “أولاد المسناوي” التي لم تُكتبْ لها الاستمرارية ..
رحلةُ هذا الفنّان لم تتوقّف عند هذا الحدّ بل أمكنَ لنا من الوقوفِ على أبرزِ محطّة فنّيةٍ تألّق فيها فنّانُنا الشرقي المسناوي ضمنَ عملٍ فنّي كبيرٍ أبطالُه فتيةٌ من أبناءِ جيلِ الظّاهرةِ ارتقى بهمْ حسّهُم الفنّي في الذّهاب بعيداً و هم يُجادلونَ و يُقارعونَ لوناً مسناويا استعصى على العديد من أبناء جيلِه الخوضُ في أبحُرِه و قد لا يختلفُ منا الإثنان في كونِه عملٌ لا يُستهانُ به ، قطعةُ “الفلاح” بأهازيجِها و علوّ مقاماتِها الإنتقاليةِ و عمقِ رسالتِها الفنّية النّبيلة ذاث الصّبغةِ المسناوية المحضةِ كعملٍ فنّي زكّى به تواجُدَه وسط هذا الزخم الهائل من الألوانِ الغنائية المجموعاتية و انفردَ به لوناً شبيهاً لا يعتريه شُبهة و لا نقصانٌ و أمكنَ له أيضاً من الخوضِ في تجاربَ و موزاةً مع مجموعة “لرياح” و في مناسباتٍ عديدةٍ رُفقةَ مجموعة “الشفق”و”النغمة الفوسفاطية” بمدينة اخريبكة حيث أمكنُ له من الإندماج في رحابِ لونِها لباساً تمخّض عنه عملٌ فنّي كبيرٌ و بنكهةِ و طعمِ اللّون “السّهامي” في قطعةٍ وجدانيةٍ تغنّتْ بالهويّةِ المغربية “بلادي” ضمن فيديو تصويري استحسنتْه الأوساط الفنّية …
لا يفوتُنا أيضاً أن يكونَ لنا مرورٌ طيّبٌ ونحن نستدرجُ بعضاً من طموحاتِه و بآمالٍ معقودةٍ تكلّلتْ بميلادِ صحوةٍ جديدةٍ تزامنتْ و مسيرةَ مجموعةَ مسناوة و في إحدى أوجهِ مبادراتِه النّاجحةِ و قد تأتّى له ذالك و هو يُناشدُ جميعَ المسناويين على صفحةٍ مسناويةٍ عزيزةٍ على قلوبِنا جميعا ً كانت له اليدُ الممدودةُ في المُضِيّ بها قُدُما ضمنَ رحلةِ البحثِ عن الذّاث المسناويةِ التي أُطلِق لها العنانُ بتسميةٍ أنيطتْ مجهوداتُها و التي ما فتِء هذا الفنّان الأبيُّ الخلوق و المعطاءِ من بدلِ قصارى جُهدِه من أجلِ تفعيلِ النُهوضِ بمجموعة مسناوة و اللّونِ المسناوي بجميعِ أطيافِه ليس إلّا امتثالاً منه لروحِ وفاءِه و اخلاصِه للمدرسةِ الأم التي ترعرعَ في كنفِها مستمداً إلهامَه الفنّي الذي استنبطَه من فيضِ جودٍ و عطاءٍ لابأس به اكتسبَ من خلالِه قسطاً لا يُستهانُ به من الأحاسيسِ و المشاعرِ الوجدانية ، و أمكنَ لنا نحن كمُتتبّعين للشّأن المسناوي من إدراكِ حقيقةِ وعمقِ رسالتِه الفنّية على ظُهرانِ صفحة “أصدقاء مجموعة مسناوة” التي أسهمتْ بشكلٍ كبيرٍ و ملفتٍ للأنظار في ردّ الإعتبارِ لهذا اللّون المسناوي و أمكن لنا أيضا من الخوض في تجربةِ كسبِ الرّهان والتحدّي و برؤيةٍ صادقةٍ منه للرّفعِ من القيمةِ الفنّيةِ لمجموعة مسناوة أفراداً و رُوّاداً و جمهوراً ، و لا يسعُنا إلّا أن نقِف لهذا الفنان الذي يخطو بثباتٍ و تأنّي مسيرتَه الفنّيةَ و قد أخدتْ منه ريحُ “التامسناويت مأخذَ الجدّ و العرفانِ بالجميل ، فهنيئاً لنا جميعا بشخصيةٍ قويّةٍ قد لا يجرؤ أحدٌ منّا على التنكّرِ و الجحودِ لما أسداهُ من مجهوداتٍ كلّها كانتْ تصبّ لِصالحِ المدرسةِ المسناويةِ و بشهادةِ حقٍّ أيضا من شخصياتٍ فنّيةٍ مسناويةٍ رأتْ فيه نُبلَ و حُسنَ الخُلق و نُضجَ الفكرِ و الحِس الفنّي …
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق