جاري التحميل الآن

رقصة الكَدرة 》فن يحضر بقوة في مهرجان الفنون الشعبية

مراكشمع الحدث

تعد رقصة “الكَدرة”، الحاضرة بقوة في الدورة الـ51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، من أشهر الألوان الفنية الشعبية العريقة، التي تتميز بها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأحد التعابير الجمالية عن ثقافة الإنسان الصحراوي، بحيث تمزج في تناغم، قل نظيره، بين الإيقاع الموسيقي، والإنشاد، ولغة الجسد.

وتتميز رقصة “الكَدرة”، والتي تتميز أيضا ببعدها الاحتفالي وطابعها الحماسي، لدى ساكنة الأقاليم الجنوبية وظلت حاضرة على مدار مختلف دورات المهرجان الوطني للفنون الشعبية، بأغان رمزية وحركات لها دلالتها التاريخية، والتي تمزج بين طقوس المنطقة، وتنطوي على رسالة للتعريف بالموروث الصحراوي كواحد من الفنون التي تجسد بامتياز تنوع وتعدد ألوان التراث الفني والثقافي للمملكة، كما أنها تشكل رمزا من رموز التعبير عن الجمال والحياة المعيشية للرحل بالمناطق الجنوبية .

 

وفي هذا الصدد، قال رئيس فرقة “الكَدرة باب الصحراء للرقص والطرب الحساني” بجهة كلميم – واد نون، رشيد الذهبي، إن رقصة “الكَدرة” تمثل “موروثا ثقافيا عريقا، توارثته الأجيال من أجل الحفاظ على سيرورته، وحضوره في مختلف المحافل الفنية وطنيا ودوليا”.

 

وأوضح السيد الذهبي، في تصريح صحفي، أن هذا الفن يمارس من طرف مجموعة صوتية تضم رجالا ونساء، تؤدي أغان لها رمزيتها التاريخية، وتتخلله رقصات تؤديها نساء ترتدين لباسا تقليديا تزينه تسابيح، ومجوهرات فضية، و”الخلاخل”، وغيرها من أدوات الزينة بالمنطقة.

 

وأشار إلى أن “الحركات التعبيرية التي تؤديها نساء المجموعة، تعبر أيضا عن الدور الفعال الذي ظلت تقوم به المرأة الصحراوية المغربية في الدفاع عن الوطن، من خلال إطلاع المقاومة عبر الإشارة إلى مواقع المستعمر ، دون إثارة الإنتباه ” .

 

وأكد السيد الذهبي أن فن “الكَدرة” كان معروفا لدى الرحل من خلال إستعمالهم لإناء كبير من الطين للطبخ في النهار، وتحويله، بعد تغليفه بجلد الماعز، إلى آلة للغناء خلال الليل، تستعمل كذلك في إحياء مختلف المناسبات، ومنها الزواج .

 

وشدد على ضرورة الحفاظ على هذا الموروث الثقافي من طرف أبناء المنطقة لحمل المشعل، ومسايرة الدور الإشعاعي لهذا الفن الذي أصبح له صيت دولي بفضل مجموعة من الفنانين الذين أبدعوا فيه، ومن بينهم الفنانة لمشاور دا المحمودي، التي أوصلت هذا التراث الفني إلى العالمية، من خلال مشاركتها في تظاهرات وملتقيات فنية بالعديد من دول العالم .

 

وتجدر الإشارة إلى أن رقصة ” فن الكَدرة”، التي يشارك فيها ما بين 20 و25 شخصا، بين نساء ورجال، هي فن صحراوي أصيل، تتميز بموسيقى إيقاعية ترتفع إيقاعات نغماتها من لحظة إلى أخرى، وتسمى “بالحماية”، أي “تسخين الإيقاع”، وهو تقليد حاضر في المناسبات بالأقاليم الصحراوية المغربية، وتراث حساني عريق، يجمع بين المدح وغناء الشعر العربي الأصيل .

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك