متابعة
أعلن وزير الحرب الصهيوني المقال يوآف غالانت، مساء أمس الثلاثاء، أن إقالته من منصبه تأتي نتيجة خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول 3 قضايا.
جاء ذلك في كلمة متلفزة بثها غالانت عبر حسابه على منصة “إكس” في أول ظهور له بعد إقالته.
وقال غالانت إن إقالته تأتي نتيجة الخلاف مع نتنياهو حول 3 قضايا الأولى هي “موقفي الثابت بأن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يتجند”، في إشارة إلى رفضه الموافقة على تمرير مشروع قانون عبر الكنيست يعفي اليهود المتدينين “الحريديم” من التجنيد.
وأضاف غالانت: “لقد فقدنا مئات الجنود، رجالاً ونساءً، في هذه الحرب (…). في ظل هذه الظروف يجب على الجميع أن يخدموا في الجيش الإسرائيلي“.
ووصف مشروع قانون إعفاء “الحريدم” من التجنيد بأنه “تمييزي وفاسد”.
ورفض غالانت تشريع قانون يعفي “الحريديم” من التجنيد، وأصدر قبل أيام أوامر استدعاء لآلاف منهم؛ ما أثار غضب وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سيموتيرتش.
ومرارا هدد بن غفير وسيموتيرتش، وهما من اليمين المتطرف، بإسقاط الحكومة عبر الانسحاب منه؛ ما يعني احتمال فقدان نتنياهو لمنصبه، بينما يعاني من إخفاقات الحرب وتنتظره محاكمة مجمدة في 3 قضايا فساد.
وواصل غالانت في كلمته: “القضية الثانية التي كانت سببا في إقالتي هي الالتزام بعودة المختطفين (المحتجزين الصهاينة) من غزة”. وقال: “يجب أن نفعل ذلك بسرعة فمن الممكن إعادتهم مع تنازلات بعضها مؤلم”.
وأشار إلى أن القضية الخلافية الثالثة مع نتنياهو هي إصراره على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الإخفاقات العسكرية والمخابراتية في أحداث 7 أكتوبر 2023، في إشارة إلى هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته فصائل من قطاع غزة آنذاك على قواعد للجيش ومستوطنات محاذية للقطاع.
وفي أكثر من مناسبة أعرب نتنياهو عن رفضه تشكيل لجنة التحقيق الرسمية خلال الحرب، ووعد بتشكيلها بعد انتهائها.
وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، أعلن نتنياهو، إقالة غالانت، وتعيين كاتس محله، على أن يتولى رئيس حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر حقيبة الخارجية التي كان يتولاها كاتس.
ودون إيضاحات، أرجع نتنياهو الإقالة إلى أن “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين غالانت لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
ووفق الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الخاصة فإن نتنياهو أبلغ غالانت بقرار إقالته قبل 10 دقائق فقط من إصدار البيان.
وسبق أن تراجع نتنياهو، في أبريل 2023، عن قرار بإقالة غالانت فجّر احتجاجات شعبية في حينه، وذلك إثر خلافات بينهما.
وفيما احتشد محتجون في شارع أيالون بتل أبيب رفضا لقرار نتنياهو، تباينت ردود أفعال سياسيين إسرائيليين على إقالة غالانت ما بين مؤيد ورافض لها.
وعلى نطاق واسع يُنظر إلى غالانت على أنه رئيس محتمل للوزراء في حال تشكيل حكومة جديدة، كما أنه مقرب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتتزامن إقالته مع انتخابات رئاسة أمريكية.
ومنذ أشهر يرفض نتنياهو الاستجابة لدعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة، على خلفية الإخفاقات العسكرية والمخابراتية منذ هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويشن كيان الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
Share this content:
إرسال التعليق