فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي *من المسؤول عن حوادث السير بالمغرب* العدد (69) 18/08/2023
كل واحد منا مسؤول عن حرب الطرق التي تزهق سنويا أرواح ما يفوق ثلاثة ألف مواطن ، وعشرات الآلاف من المصابين بإصابات منها عدد كبير من العاهات المستدامة.
إضافة الى كونها تكبد ميزانية الدولة خسائر بملايير الدراهم سنويا. ميزانية كان بالإمكان استثمارها في البنية التحتية للطرق بالمغرب ، وخاصة تلك المتواجده بالعالم القروي ، وكذلك فك العزلة عن المناطق الجبلية التي تتحول إلى جزر مقطوعة عن العالم ، خاصة في فصل الشتاء.
أمام هذه الكوارث ، نكتفي بحملات تحسيسية ، وكبسولات إشهارية يزول مفعولها مباشرة بعد بثها على القنوات التلفزية لتعود حليمة لعادتها القديمة، المتمثلة في مواصلة إرتفاع عدد حوادث السير ، والتي للأسف نحتل فيها مراتب متقدمة عبر العالم.
مشكلة حوادث السير بالمغرب ، مشكلة هيكلية وبنيوية لا تخص وزارة بعينها ، أو لجنة وطنية محدودة الوسائل المادية والبشرية.
حوادث السير تهم الدولة بكافة مؤسساتها ، بما فيها المؤسسات المنتخبة ، وميزانية توفر وسائل دعم برامج تهيئة البنية التحتية مركزيا وجهويا بواسطة المجالس المنتخبة ، لتتولى مسؤولية صيانة الطرق ، وتشييد القناطر داخل مجالها الترابي….
قبل هذا وللتخفيف على الأقل من إرتفاع عدد حوادث السير بالمغرب ، أصبح لزاما على الدولة إعادة النظر في قوانين مدونة السير ، وكذلك الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بحياة المواطنين عبر طرقات المملكة.
وجب أولا الرفع من القيمة المالية لمخالفي قانون السير ، وسلب حرية كل من ازهق روحا على الطريق ولو عن غير عمد. وسحب رخص السياقة بصفة نهائية لكل من تبث أنه كان السبب الرئيسي في حادثة سير اودت بحياة ولو مواطن واحد…
والأهم كذلك تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ، لدى من خولهم القانون الصفة الظبطية لمراقبة حركة السير والتنقل عبر طرقات المملكة ، وتغريم المخالفين لقانون السير عند ظبطهم مهما كان مستواهم ، ووضعهم الإعتباري داخل المجتمع ، عوض التسامح والتواطئ أحيانا مع مرتكبي المخالفات. وأعني هنا بالمراقبين رجال الأمن الوطني ، والدرك الملكي….
قرأت في أحد الجرائد أن عربة النقل المزدوج التي أودت بحياة أربعة وعشرين راكبا قبل أيام ، مرت عبر أربعة سدود قضائية( باراجات )
وأتممت رحلتها إلى أن وقع ما وقع.
للأسف ستستمر حوادث السير في إزهاق أرواح المواطنين ما دام هناك سائق متهور ، ومراقب مرتشي….
هاذي فهامتي و هاذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق