فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي * الناطق الرسمي للحكومة يغرد خارج السرب * العدد(72) 02/09/2023
هو الحاج مصطفى بيتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة ، وهو من ينقل إلينا مادار في اجتماعاتها ، واخبارها ، وهو المكلف بالإجابة عن تساؤلات الصحافة.
مهمة ليست بالسهلة كما يبدو ذلك من الوهلة الأولى. الناطق الرسمي للحكومة ، وجب عليه التحلي بنوع من الذكاء ، وحضور البديهة ، واستباق الأحداث ، والنهل من قاموس الدبلوماسية عند تصريحاته ، واجوبته على الصحفيين. والأهم من ذلك ، أن يكون ” خاثر ” سياسيا.
للأسف هاته المؤهلات غابت عن الحاج مصطفى بيتاس حين سئل عن واقعة الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات خفر السواحل الجزائرية بإعدامها لأربعة شبان كانوا يمارسون هواية ركوب البحر بشاطئ السعيدية بواسطة الدراجات المائية ، حين وجدوا أنفسهم داخل المياه الاقليمية الجزائرية. هنا تم اصطيادهم كاسماك وقعت في شباك صياد ، وهي جريمة بكل المقاييس.
الناطق الرسمي للحكومة هنا لم يتوفق في الإجابة ، بل وقع في سقطة لا تبرير لها ، حين أجاب أن هذه القضية من اختصاص القضاء.
ربما لم يكن مصطفى بيتاس يتوفر على جميع حيثيات القضية ، وتحاشى الخوض فيها مخافة أن يقول ما كان محضورا عليه ، خاصة وأن الحكومة المغربية لم تشر إلى هذا الحادث. لكن وأنت وزير وناطق باسم الحكومة ، كان عليك ، وهذا أضعف الإيمان ، أن تدين الحادث لأنه جريمة ضد الانسانية ، وتقدم عزاء الحكومة لعائلات الضحيتين ، في انتظار ما سيؤل إليه البحث الجاري من طرف السلطات المغربية.
مصطفى بيتاس ربما لا يعلم أن القضية دبلوماسية بامتياز ، وجريمة مخالفة للقانون ، حتى ولو تبث أن فرنسا همها الشباب تعمدوا دخول المياه الإقليمية. القضاء كان سيدخل على الخط لو ان الجريمة وقعت داخل الشواطى المغربية بغض النظر عن مرتكبها…
الحادث هنا ذو صبغة دبلوماسية ، والرد سيكون دبلوماسيا ، لأن الطرف هنا دولة أخرى. ومن حق المغرب ان يرفع القضية إلى القضاء الدولي ، والمنظمات ذات الصفة والمختصة في هكذا حوادث حدودية ببن بلدين.
وما بالكم ان كان البلد الحدودي هنا هو الجزائر. ليعلم العالم مع من حشرنا الله في الجوار ، كما قال ذلك الراحل الحسن الثاني.
هاذي فهامتي و هذا
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق