فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي *الحكومة ” كتزيد الشحمة في ظهر المعلوف* العدد (57) 09/06/2023
بادرت الحكومة في نهج سياسة الدعم العمومي لبعض القطاعات الإنتاجية التي تضررت من أزمات فيروس كورونا ، والحرب الروسية الاوكرانية ، والجفاف.
لست ضد هذه السياسة والتي بالمناسبة ، تنهجها حتى الدول المتقدمة عند الحاجة إليها.
ما لا أستسيغه هو أن يتحول عندنا هذا الدعم إلى ريع مقنن ، وامتياز يحظى به بعض تجار الأزمات والانتهازيين عوض وصول الدعم لمن يستحقه بالدرجه الأولى وأعني به المستهلك.
هنا لا يختلف إثنان في كون الدعم الذي خصصته الحكومة على الأقل لقطاعين حيوين ، وهما قطاع المحروقات وقطاع الفلاحة والعالم القروي ، شابتهما خروقات قانونية ومسطرية ، استغلها البعض من دون وجه حق. والخسارة هنا كانت مزدوجة: خسارة لاموال دافعي الضرائب ، وخسارة الدعم الذي لم يصل لمن يستحقه.
في ما يخص دعم المحروقات ، قدمت الحكومة دعمها لمهنيي النقل ، الفكرة كانت ستكون إيجابية لو أن السائق والمستهلك هما من توصلا باالحصة الكبرى من هذا الدعم. للأسف بعض منه ذهب إلى جيوب أصحاب ” لكريمات” وا رباب وسائل النقل بمختلف أنواعها. النتيجة أن أثمنة النقل والتنقل ظلت مرتفعة ، ولم يستفد من هذا الدعم من يستحقه ، وهو المواطن العادي.
بخصوص دعم الحكومة لقطاع الفلاحة وتربية المواشي ، حصل للأسف تلاعب في كيفية صرف هذا الدعم ، ووصل جله إلى جيوب كبار منتجين اللحوم. كما أن اثمنة العلف لم تعرف انخفاضا برغم دعمها من طرف الحكومة. في حين استغل بعض كبار مربي المواشي دعم الدقيق اللين ، وحولوه بقدرة قادر إلى علف بيع بأثمان غالية للكسابة الصغار. حتى دعم الحكومة لبعض مستوردي الأغنام بما قدره 500 درهم للرأس لم يفد في شيء، بحيث تعرف اثمان أضحية هذا العيد ارتفاعا غير مسبوق ، حتى في عز أزمة كورونا.
ناهيك عن ريع المخطط الأخضر ، والذي استمر ما يفوق عشر سنوات ، واستفاد من جل أمواله كبار الفلاحين ، وأصحاب الضيعات الكبرى ، و مصدري الخضر ، و الحوامض ، والفواكه ، في حين ظل العالم القروي في حاله في انتظار أمطار أصبحت شحيحة بفعل التحولات المناخية.
بالمختصر المفيد ، فشلت الحكومة في نهج سياسة الدعم العمومي لقطاعين من أهم شريان الاقتصاد الوطني ، وعليها مستقبلا إعادة النظر قولا وفعلا في كيفية صرف ملايير الدراهم قبل أن تدعم هذا القطاع أو ذاك….
في حوار تلفزي قبل يومين مع وزير الفلاحة ، نهل وزيرنا بما فيه الكفاية من قاموس” لغة الخشب” وتكلم عن كل شيء ، إلا ما كان ينتظر منه المواطن من تطمينات وهو المسؤول الاول عن قطاع الفلاحة بما فيها تربية المواشي. لا شيء يستحق الذكر ، مجرد تطمينات بدى الوزير بنفسه غير مقتنع بها ، ونحن على بعد ايام من عيد الأضحى…
إذا كانت الحكومة غير قادرة على ابتكار حلول لحل الأزمات ، الأحرى بها أن تحيي من جديد صندوق المقاصة ألذي اقبره رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران مقابل تقاعد سمين يصل الى سبعة ملايين سنتيم شهريا…
المضحك المبكي ، وفي ظل هذه الأوضاع المتازمة سيستفيد الوزراء والبرلمانيين بخروف عيد الاضحى مجانا يعني ” بيليكي ”
واش عرفتو را هذا هو التجسيد الفعلي لزيادة الشحمة في ظهر المعلوف..
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق