لا تلون لوحة وتسمي نفسك فنانا

فبراير18,2024
IMG 20240218 WA0018

 

متابعة كوثر بنصفية

أصبح من المألوف لنا رؤية أشخاص يحملون فرشاة ويشترون لوحة قماش ثم يقومون بتلطيخها بألوان مختلفة ويطلقون على أنفسهم لقب “أنا فنان تشكيلي”.

هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير و واسع في الفترة الأخيرة، حيث يقتدي الكثيرون بالفنانين المعروفين الذين ينشرون أعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحاولون تقليدهم دون أن يكون لديهم فهم حقيقي للفن.

في الواقع، يبدو أن عدد مقلدي الفنانين التشكيليين أصبح أكبر من عدد الفرش الفنية المتوفرة في الأسواق!

لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل يمكن لأي شخص يحمل فرشاة أو يستخدم ألوان الزيت أن يُلقب بفنان تشكيلي؟

عندما نتحدث عن الفن، فإننا نتحدث عن لغة تعبر عن المشاعر والأفكار وتثير الحوار والتأمل. إنها ليست مجرد تراكم للخطوط والألوان، بل هي تجربة فريدة تنبع من العمق الفكري والعاطفي للفنان.

يجب اولا على أي شخص يطمح ليكون فنانًا أن يفهم أن الفن ليس مجرد هواية يمكن امتلاكها في لحظة. بل هو ممارسة تتطلب عملاً واجتهادًا واستكشافًا مستمرًا. يجب أن يكون لدى الفنان رؤية فنية وموهبة فطرية تمكنه من إبداع أعمال فنية تلهم وتثير الدهشة لدى المشاهدين.

 

ولكن ما يجعل الأمر أكثر سخرية واستفزازا هو عدم وجود تفكير أو تعبير فني حقيقي في أعمال الفنانين المقلدين. إنهم يسعون فقط وراء الشهرة السريعة والاعتراف، دون أن يكون لديهم شيء فعلي أو مميز ليقدموه.

فبدلاً من أن يسعى المقلد لتحقيق تطور وتقدم في مجال الفن، فإنه يقتصر على تكرار ما هو مألوف ومسبق، مما يقلل من قيمة وأهمية التجريب والابتكار في المجال الفني.

فالهدف الرئيسي للمقلد هو الحصول على الشهرة والانتشار السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يكترث لجودة أو قيمة أعماله الفنية.

فهذا يقلل من قيمة الفن بشكل عام، حيث يصبح الجمهور متعبًا من الأعمال المكررة والخالية من الإبداع .

لا ننسى أن هذا التقليد يؤدي إلى فقدان الاحترام والتقدير للفن وللفنانين الحقيقيين الذين يبذلون جهودًا كبيرة لإبداع أعمالهم الفنية.

الفن هو تجربة شخصية تعبر عن هوية وروح الفنان. وليس كل من يلوّن لوحة يستحق لقب فنان تشكيلي. الفن الحقيقي يأتي من القلب ويعبر عن رؤية فريدة وأصيلة. لذا، قبل أن يطمح أي شخص ليصبح فنانًا، عليه أن يبحث داخل نفسه عن الشغف والتعبير الفني الحقيقي.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *