مع الحدث
المتابعة ✍️ : لحبيب مسكر
تتزايد الانتقادات الموجهة إلى طريقة إنجاز المشاريع الطرقية بالمغرب، في ظل تنامي ظاهرة غياب معايير السلامة الأساسية في الأوراش المفتوحة، التي تُشرف عليها شركات نالت صفقات عمومية من وزارة التجهيز.
ورغم الميزانيات الضخمة المخصصة لتأهيل وصيانة الطرق، إلا أن واقع الحال يكشف عن ضعف واضح في التشوير الطرقي وغياب الإشارات التحذيرية الضرورية، إلى جانب وجود حفر فجائية تظهر أثناء الليل دون سابق إنذار، ما يشكل خطرًا كبيرًا على السائقين ومستعملي الطريق.
وما يزيد الوضع تعقيدًا هو لجوء بعض المقاولات إلى تسريع وتيرة الأشغال بهدف إنهاء المشاريع بأقل تكلفة وفي زمن قياسي، على حساب شروط السلامة الطرقية التي تُعتبر حقًا أساسيًا لا يمكن التنازل عنه. هذا التسرع غالبًا ما يؤدي إلى إهمال وسائل التشوير المؤقت، وعدم تأمين ورش الأشغال، وترك مسالك غير جاهزة للاستعمال.
الطريق الوطنية رقم 13 بين خنيفرة وتيغسالين نموذجًا
في الطريق الوطنية الرابطة بين خنيفرة وتيغسالين، تتجلى بوضوح مظاهر الإهمال، حيث يفاجأ السائقون، خاصة خلال الليل، بوجود حفر وأشغال غير معلن عنها، تُركت دون أية إشارات أو حواجز، ما يتسبب في حوادث متكررة، في ظل غياب الإنارة العمومية.
دعوات متصاعدة للتقويم والمحاسبة
أمام هذه الاختلالات، تطالب فعاليات مدنية وحقوقية بمراجعة دفاتر التحملات التي تضبط صفقات التجهيز الطرقي، بما يضمن احترام معايير الجودة والسلامة خلال كافة مراحل الإنجاز. كما يُطالب المواطنون بتفعيل آليات الرقابة الصارمة على الشركات المنفذة، وربط المسؤولية بالمحاسبة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
فمشاريع الطرق ليست مجرد أشغال تقنية، بل هي فضاءات يومية لحركة المواطنين، ويجب أن تُنجز بروح المسؤولية واحترامًا لحقهم في الأمن والسلامة.
تعليقات ( 0 )