مقاطعة الديربي بين الاحتجاج و التخوين

إبراهيم الزوين

أسال قرار مقاطعة، الفصائل المساندة لفريقي الوداد والرجاء البيضاويين، مدادا كبيرا، و تضاربت الأراء، بين مؤيد و مساند لموقف الفصائل، ومعارض للقرار، لدرجة تخوين متخديه ومنفذيه.
ديربي العاصمة الاقتصادية، حين فقد لاعبو الفريقين، القدرة على إمتاع منابعيه، و صنع الفرجة والمتعة فوق أرضية الملعب، انتقل الامتاع و الابداع إلى المدرجات، عشاق “المكانة” ومريدي “فريميجة”، أذهلوا العالم، بلوحات فنية “تيفوهات”، غاية في الروعة و الإبداع، بالألوان الزاهية “الأحمر والاخضر”، التي تزين شعار الفريقين والغريمين.
كلنا نتذكر الديربي العربي، حين امتزجت الفرحة والمتعة، وتوازت بين البساط الأخضر والمدرجات، حينها تغنى الجميع، بديربي المغرب، وقف الجميع مذهولا، من هول ما رأى وسمع، رفع الجميع داخل وخارج المغرب، قبعة الاحترام والتقدير، لجماهير الفريقين، ظننا حينها أنها بداية عهد جديد، و عودة الروح لديربي مغربي “كازاوي”، امتدت بعض الايادي لآغتياله و وأده، إستمر التهجير، و التفنن في تحديد توقيت ومواعيد المباراة، التي ينتظرها الجميع.
صار الديربي غريب بين أهله، هجر معقله، تنقل بين مدن المملكة، ليس حبا في ترويج منتوج كروي وطني، ولكن لأسباب يعلمها طبعا، أصحاب الحل والعقد، فقدت الجماهير الحماس والرغبة، أحست بأياد تمتد لتخنق متنفسها الوحيد، أيقنت أن هناك من يزعجه، دوام تألق وتوهج ممثلي العاصمة الإقتصادية، من يقلقه إبداع وحماس جماهير الغريمين.
نتذكر جميعا، اي دور لعبته جماهير الدار البيضاء، في سنوات ومناسبات خلت، خاصة كلما تعلق بمباريات حاسمة وفاصلة لأسود الاطلس، ولعل رأسيتي الغريسي وراغيب، شاهدتان على هذا الدور، إسأل لاعبي المنتخبات والأندية عربيا قاريا و حتى دوليا، أي دور و أية قيمة إضافية لجماهير العاصمة الاقتصادية، و أية قوة وجبروت لها في المعقل “دونور” ؟.
فصائل الفريقين، قررت مقاطعة الديربي، لأنها أحست بالغين والحيف.
قررت المقاطعة لأنها رفضت أن تكون أداة للتأتيث.
قررت المقاطعة لما أحست بالظلم والاستهداف.
قررت المقاطعة لنها منعت بالأمس و سمح لها اليوم، وهي تتساءل ماذا تغير ؟
الجماهير تمتلك حق الحضور أو الغياب أو المقاطعة، لكن لا وصاية لأحد عليها، و لا حق لأحد في تخوينها، أو تقزيم دورها، قرارها بالمقاطعة، أكيد له أسبابه و مسبباته، و على المسؤولين عن الرياضة والكرة، فتح نقاش جدي وجاد حول هذه الأسباب، و محاولة إيجاد الحلول، وتقريب وجهات النظر، عوض سياسة التخوين ولي الدراع.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)