ملتقى مولاي علي الشريف دفين مراكش: أدوار المغرب في إفريقيا
متابعة مع الحدث.
أفادت مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي- باب هيلانة، يوم أمس الجمعة، بأن “الملتقى الروحي الدولي الأول لمولاي علي الشريف دفين مراكش”، المقرر يومي 30 و31 أكتوبر الجاري، بمراكش، بمشاركة ثلة من العلماء والشيوخ من إفريقيا والولايات المتحدة، يهدف إلى إبراز أدوار المغرب الريادية، الروحية والدينية والثقافية، في إفريقيا.
وأوضحت المؤسسة، خلال ندوة صحفية عقدتها لتسليط الضوء على محاور وأهداف هذا الملتقى، الذي سيتناول موضوع “أصول المدد الروحي والامتداد الصوفي المغربي في العمق الإفريقي انطلاقا من بيت النبوة”، “رعاية الدولة العلوية الشريفة للزوايا والطرق الصوفية”، أن الملتقى يهدف إلى “إبراز الأدوار الريادية للمملكة المغربية الشريفة في العمق الافريقي، الروحية والدينية والثقافية، إلى جانب الأدوار الاقتصادية والسياسية”.
ويروم الملتقى، المنظم بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي – باب هيلانة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة القاضي عياض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والمديرية الجهوية للثقافة لمراكش – آسفي، بيان “قيمة ودور النسب الشريف والانتساب لبيت النبوة في ترسيخ المحبة والصلاح وضمان الأمن الروحي في بلاد إفريقيا، والتعرف على الجذور التاريخية لهذه الريادة المتميزة للمملكة المغربية الشريفة، والكشف عن ظهائر التوقير السلطانية للزوايا والطرق الصوفية في عهد الملوك العلويين”.
ويروم هذا اللقاء أيضا، بحسب المؤسسة، “إبراز دور الملوك العلويين في بناء وترميم أضرحة شيوخ الصلاح والعارفين، ودور صالحات مراكش في نشر العلم والصلاح، ودور التصوف في تهذيب السلوك وبناء الإنسان ونماء العمران، وتحقيق الأمن الروحي للأوطان، وتنمية وتعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين المملكة المغربية الشريفة وبلدان افريقيا، بما فيه خدمة للشعوب، وكذا ابراز قيمة ودور الإمامة العظمى في المملكة في رعاية وتوطيد هذه العلاقات المغربية – الافريقية، وإظهار أدوار الطرق الصوفية في بناء وصيانة هذه العلاقات، وجرد مظاهر الاهتمام والرعاية للامتداد الديني وللطرق الصوفية من طرف المملكة”.
وأكد رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي – باب هيلانة، مولاي سلامة العلوي، خلال هذه الندوة، أهمية موضوع الملتقى، وما يكتسيه من قيمة روحانية، انطلاقا من الهوية المغربية المتعددة بتعدد روافدها الروحية والدينية، مشيرا الى أن “هذا الموضوع أساسه التأصيل والترسيخ والانطلاق من المراجع الحقيقية، لإبراز أن هذه الهوية الروحية لها أصول ومنطلقات أصيلة ومتأصلة”.
وأضاف أن هذا اللقاء يعد مناسبة لإبراز هذا “المدد الروحي والامتداد الصوفي المغربي في العمق الافريقي، لكن بطريقة متجددة ومنفتحة على مختلف الثقافات والحضارات، لاسيما وأن القيمة التي تمتاز بها المملكة المتمثلة في هذا المدد الروحي، هي قيمة يختص بها المغرب في القارة الافريقية، ولها وزنها في القارة، وفي علاقاته بجميع البلدان الإفريقية”.
من جهته، أوضح رئيس جامعة القاضي عياض، السيد الحسن أحبيض، أن الجامعة بانخراطها في هذه السلسلة من الملتقيات الثقافية والروحية، تسعى إلى العمل مع مؤسسة مولاي علي الشريف وكل المتدخلين، لتنوير والتعريف بكل المحطات التاريخية والأدوار الريادية للدولة العلوية الشريفة، وإبراز التراث الروحي المغربي والتراث اللامادي، الذي يحظى بعناية ملوك الدولة العلوية.
وذكر، في هذا الصدد، بدور الجامعة، في علاقتها بمحيطها السوسيو – اقتصادي، في التعريف بالتراث ونشر الثقافة، ودورها في تصحيح، من خلال الأساتذة والعلماء، مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالمواضيع التي سيتناولها هذا الملتقى الدولي الروحي.
أما المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش آسفي، السيد عزوز بوحميد، فأبرز، من جانبه، أنه في إطار التوجهات العامة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) الرامية الى الرقي بمثل هذه التظاهرات العلمية، التي من شأنها أن تعرف بالثوابت العامة للمملكة، تعمل المديرية بمعية مؤسسة مولاي علي الشريف وكلية الآداب والعلوم الانسانية على تنظيم مجموعة من الملتقيات العلمية، الهادفة إلى ترسيخ قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
بدوره، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش، السيد عبد الرحيم بن علي، على الأثر الكبير والدور الفعال لملوك الدولة العلوية في إشعاع المملكة الروحي، برعاية الطرق الصوفية قديما وحديثا، ودعم جهودها في الدعوة وأيضا في التربية، وهو ما تبرزه العلاقات الروحية الوطيدة بين المملكة، تحت رعاية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبين البلدان الافريقية، والتي يلعب فيها التصوف الدور الأساس.
وثمن عدد من العلماء والشيوخ الأفارقة ومن الولايات المتحدة الامريكية، في مداخلات عن بعد، الأهمية التي يكتسيها موضوع الملتقى، والذي سيتيح الفرصة للمشاركين لتقاسم المعرفة، وإبراز دور المملكة المغربية في ترسيخ القيم الروحية والدينية، المبنية على مبادئ التسامح والاعتدال، في البلدان الافريقية.
وستتمحور أشغال الملتقى حول مواضيع تهم “النسب الشريف وبيت النبي الكريم، أصل العرفان والمحبة والصلاح وأثر ذلك في الوحدة الروحية والثقافية والسياسية”، و”دور السلوك ومحبة الرسول في رعاية أمن الأوطان ونماء الإنسان في بلاد إفريقيا”، و”الدور العرفاني الصوفي في ترسيخ العلاقات بين المملكة المغربية الشريفة وبلاد إفريقيا والعالم”، و”المملكة المغربية الشريفة وأدوارها الريادية في رعاية الطرق الصوفية ببلاد إفريقيا”.
Share this content:
إرسال التعليق