منصف الإدريسي الخمليشي
أصاب العالم وباء الكوفيد19، إلا أن أبناء و شباب قصبة بني عمار, لم تصبهم الأزمة الصحية بقدر ما فكروا في تزيين منطقتهم التاريخية و تلبيسها بلوحات فنية جميلة, فكان الإبداع هو لغة الأطفال و الشباب الذين قاموا بدورهم بالتعبير عن مواهبهم و تم تفجيرها في الجدران التاريخية التي بنيت في غابر الأزمان.
لم يكن هذا الوباء محنة بقدر ما كان منحة لسكان المنطقة الأوفياء، المناضلون والشجعان وذلك من أجل ترقية بلدتهم التاريخية التي هي أقدم منطقة في المغرب، إلا أن طالها تهميش الحداثة على حساب المدن العصرية.
فنانون بصموا على حسن نواياهم، هم سكان البلدة الشباب والشياب، وبسلوكهم هذا مثلوا الاعتراف بالجميل و التربية التي تربوا عليها في أبهى تجلياتها.
ألبسوا رداء, فقط بالصباغة بالوعاء, من دون رياء, فكانت النفس تعترف بالنقاء, إنهم سكان القارة الصغيرة، الذين أحبوا البهاء يعترفون، فكانت هذه قيمة الوفاء, ولروح الزرهوني الإخلاص و الولاء.
التطوع و روح المبادرة الحرة إحدى أهم مميزات سكان القصبة, و الشباب “ثروة و ثورة” يهتمون ببلدتهم التي يكنون لها خالص الود و الاحترام, بالرغم من الامكانيات المنعدمة، حيث هناك تقبير هذه القصبة من طرف البعض بالرغم من أن القصبة تعتبر من المعالم الأثرية في المملكة المغربية إلا أنها طالها النسيان, و الآن شباب هذه القرية الصغيرة الكبيرة, كبيرة في العمر و صغيرة المساحة, فهي تعتبر قطبا مهما, و يسعى سكانها لجعلها إحدى المناطق السياحية في المغرب, و هذا ما جعلهم يزينونها و في عز الأزمة الأممية “جائحة كورونا” بوسائل لوجيستيكية و بموارد بشرية ذاتية بدون مساعدة أي جهة رسمية.
شكل التطوع وروح المبادرة الحرة وسيلة واحدة لتعبير الشباب عن حب القصبة وذلك بإعادة الرونق والجمالبة لبلدتهم التي تستحق هذا الحب، فحب الأوطان يولد من رحم الأوفياء المناضلين, شباب من قصبة بني عمار بمدينة زرهون التاريخية و هي قصبة تتواجد بمدينة مولاي ادريس زرهون كما أنها تشكل نقطة نهاية جبال الأطلس و بداية سلسلة جبال الريف يمتد قدمها إلى عشرة قرون تقريبا.
بنى عمار زرهون إقليم مكناس- وهي قصبة تتواجد قرب مدينة مولاي ادريس زرهون بحوالي 12 كلم،-
الكبار و العنب و الزيتون يعتبر إحدى أهم منتوجات القصبة،التي تم ربطها بالماء الصالح للشرب سنة 1963 و ربطها بالكهرباء سنة1967 و لها قنوات الماء للصرف الصحي والقصبة بها أربع معاصر الزيتون التقليدية و عرفت ازدهارا ثقافيا مع فرقة المسرح العماري و فرقة الملحون. والعمل الجمعوي التطوعي الثقافي و التربوي و الرياضي و البيئي والاجتماعي موجود في القصبة منذ الستينيات .
وفي القرية توجد أقدم جمعية قروية التي تأسست سنة 1978 تسمى جمعية قدماء تلاميذ بني عمار زرهون التي تعمل باستمرار لتقديم خدمات ثقافية واجتماعية و تربوية و بيئية من خلال الاهتمام بالطفل القروي بتقديم الدعم المدرسي والخرجات التربوية و صبحيات للأطفال وتنظيم المخيم على مدار 15 دورة في مختلف المدن المغربية. و تكريم فعاليات بصمت القرية بعطاءاتها وتوزيع الكتب في الدخول المدرسي، وأيضا القيام بحملات طبية لفائدة النساء و الرجال و الأطفال، وتوزيع الهدايا على التلاميذ المتفوقين في الدراسة و تمكين ذوي الدخل المحدود من النقل المدرسي.
هذه الجمعية رسخت لدى الأطفال و الشباب روح التطوع و التضامن والتعاون منذ الأزل، و الآن تجني الثمار بالاهتمام بالقصبة و بسكانها بدعم أطر و وموظفين و مستخدمين و فلاحين و جميع السكان المنتسبين للقرية، دعم مادي و معنوي و لوجستيكي حسب الإستطاعة.
قصبة لها مواصفات المدينة الصغيرة، بها مستوصف و مركز تجاري يحمل اسم “السويقة” و مدرسة ابتدائية بناها السكان هي الأخرى عن طريق التطوع و قد كان تطوعا ماديا و لوجيستيكيا، و بها ثلاثة طرق معبدة الأولى باتجاه مولاي ادريس زرهون, و الثانية في اتجاه جماعة نزالة بني عمار و الثالثة بطريق مدينة فاس, و هناك مسجد كبير بناه المرينيين منذ ما يقارب خمسة قرون, , كما أن تعداد سكانها حوالي 2000 نسمة تقريبا, القصبة محاطة بسور و لها ثلاثة أبواب رئيسية واحد منهما انهار و بقي اثنان, تعرضت القصبة للقصف من طرف المستعمر سنة 1911 وقت عبوره إلى مدينة فاس.
أوفياء بني عمار يزينون القصبة بألوان زاهية
منصف الإدريسي الخمليشي أصاب العالم وباء الكوفيد19، إلا أن أبناء و شباب قصبة بني عمار, لم تصبهم الأزمة الصحية بقدر ما فكروا في تزيين منطقتهم التاريخية و تلبيسها بلوحات فنية جميلة, فكان الإبداع هو لغة الأطفال و الشباب الذين قاموا بدورهم بالتعبير عن مواهبهم و تم تفجيرها في الجدران التاريخية التي بنيت في غابر الأزمان.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق