إعداد: أحمد طنيش مسؤول مركز المؤتمرات الصحفية
بمساعدة: سيف الجابري، وسعيد العزري
متابعة عبد الصمد عراك
عاش مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشر والمنظم بمسقط عاصمة سلطنة عمان، مهرجان واحد في مهرجانات متكاملة ومتداخلة ومتعددة الهويات والتيمات، بدء من العروض المسرحية بلجن تحكيمها وتواصلها وتلقيها على مستوى التواصل والإبداع والحوار وباقي الجلسات الفكرية والتواصلية والإبداعية منها المبرمجة والمدرجة داخل البرنامج العام، ومنها الأخرى التلقائية والتي عقدت هنا وهناك عبر فضاءات العاصمة مسقط الجميلة والمبتسمة والرحبة بقلب يسعنا جميعا، هي فضاءات تذكرنا بالمربد وسوق عكاض والفضاءات العربية التاريخية التي أسست للمؤتمرات العربية قبل زمن انطلاقتها، في هذا الإطار شهدت مسقط ولادة عدة مشاريع سترى النور في الأوطان العربية والإعلام العربي والذهنية العربية باتساع حلمها ورقعتها، هذه الذهنية التي لها الانفتاح على العالم من خلال الذات، وقد وصلت الآن والهنا، إلى تأكيد هذه الذات.
موقع المؤتمرات الصحفية:
للمهرجان تعدد الوجهات والمقترحات، خدمة واحتفاءً بالعرض المسرحي أساسا، هذا العرض القادم من أوطان وثقافات ومرجعيات خاصة وعامة، لذا خص لهذا العرض المسرحي ثلاثة محطات تواصلية رئيسية، وللإشارة فمنطلق تعاقد هذا المهرجان مع كل فعالياته وجمهوره يكمن في العروض المسرحية القادمة من تأهيل قطري ومرورها بتقييم لجنة المشاهدة والاختيار تم تأهيلها لأحد المسارين الأول أوالثاني، وفي حضرة العرض المسرحي هناك المحطة القبلية مع المؤتمرات الصحفية، والمحطة البعدية من الندوات النقدية التطبيقية.
تنطلق المحطة الأولى صباح اليوم المهرجاني بالمؤتمر الصحفي لتقيد العرض من وجهة وتصور خارج العرض أطلقنا عليها اسم ميتا عرض، وطبيعة هذه المحطة تقديمية خدمة للعرض من خارج العرض من خلال صناعة، بمعنى أن الخط التحريري للمؤتمر الصحفي يركز على أن يقترب من صناع العرض وأهله والتعرف على المرجعيات والتأثيرات وصولا إلى التعرف على المرجعية الجغرافية العربية المتعددة وفق كل قطر عربي على حدى، هذه المحطة التي أغنتنا وعرفت تجاوبا وتداولا صنع أفق انتظار مواز للعرض المسرحي، لذا نتخذ المشترك والتقاطع مدخلا لإعداد هذا البيان الذي توصل إلى مخرجات هي خلاصات تركيبية عامة مشتركة بين كل ضيوف هذه المؤتمرات الصحفية الممثلة للأجيال والإبداعات والحساسيات الثقافية العربية من هنا ومن هناك من الماء للماء.
مخرجات المؤتمرات الصحفية
تحققت لنا في هذه المؤتمرات جغرافيات متعددة، على مستوى الهويات والإبداع والمجايلات الفنية، وعبر هذا التلاقي الذي ترقى إلى مؤتمر مسرحي عربي فوق العادة، كان الترافع فيها حول نقاط الاختلاف والائتلاف تم التقاطع والتباعد إلى جانب الجديد والمتجدد، التي هي سبب هذا التلاقي العربي المسرحي، وقد جاءت التخريجات التي تضم مشروعها وشرعيتها كالتالي:
– أتبت اللقاءات ذاك الحضور القوي لأسئلة الأمس واليوم والغد حول النص والممثل، ومن خلال جدلية التواصل لامسنا أنه ما زالت هناك أصوات تميل إلى النص بمعناه القوي حضورا وفعلا وتفاعلا وليس شذرات، وهناك من يعتد بالنص ما بعد الشفهي وأنه متمثل في نصوص أخرى موازية قوية قد تكون اشارات او تلميحات او جسد إلى غيره، كما أن للممثل حضوره القوي لأنه كان وسيبقى ويضل سيد الخشبة ومرسل خطابها.
– في حضرة المجايلات الفنية هناك جيل مع المسرح بوجهة نظر جيله ومسرح جديد متجدد ينظر للمستقبل في تحاور مع تقنيات جديدة وخلق شراكة إبداعية مع الذكاء الاصطناعي، ومع أي تطوير وجديد يكمل رسالة هذا المسرح، وبالمناسبة هذا التحاور التواصلي تزامن مع أحد محاور الندوة الفكرية عن الذكاء الاصطناعي.
– أكدت الأجيال المسرحية أنها مواكبة وتواكب أسئلة واقعها ومستجيبة للنبض العربي والكوني، من خلال ما طرح من مواضيع وقضايا واشكاليات دعمها انفتاح هذا الدورة الجديدة حتى على العروض المعدة من إبداعات عالمية.
– الوقوف على ضرورة التكوين واعادة التكوين والتكوين المستمر، وهو سر تواجد الورشات التكوينية في برمجة المهرجان.
وعليه،
يعلن مهرجان المسرح العربي نجاح الدورة الخامسة عشر، ويعلن نجاحه قبل إعلان نتائجه، ومن ثم نقترح باسم كل فعاليات المؤتمر الصحفي، من منظمين ومسيرين وحضور ومشاركين، أن هذه المحطة خادمة للعرض المسرحية وهي أرضية أمام الدارس بثلاثي الجوانب، حيث يتم الافتحاء بالعرض المسرحي بدء من صناعه تم إبداعه وبعد ذلك تلقيه وتأويله؛ لذا نعتبر أن المؤتمرات الصحفية محطة يشارك ويساهم فيها صناع العرض والمبدعون والنقاد والدارسون وأهل الإعلام وعموم الجمهور نحو مشروع توثيق للتجارب والخبرات المسرحية عبر جغرافياتها المسرحية.
Share this content:
إرسال التعليق