Categories
ثقافة و أراء

صدور رواية “بين ترادم وأندلسيا” للكاتب ياسين باهي

أعلن الكاتب ” ياسين باهي عن صدور روايته الجديدة “بَيْنَ ترَادم وأَنْدَلُسْيا” خلال شهر شتنبر الحالي، و قد بين ياسين باهي عبر صفحته الرسمية على فايسبوك أن الرواية ستذهب بالقارئ في رحلة تجمع بين الصمت والبوح، الحب والحنين، الدفاع عن الأرض والهوية، والغوص في أعماق النفس البشرية عبر الفلسفة والتحليل النفسي.

الرواية تسبر أغوار الذاكرة الفردية والجماعية، متكئة على تقاطعات التاريخ والأنثروبولوجيا، ومستلهمة موروث “ترادم” حيث يُعتبر كتمان الحب والوفاء من ركائز الحشمة والعفاف والطهارة والوقار، وهي عادة متأصلة الجذور في الشعر والأدب والحكايات الشعبية.
وتستحضر فضاءات “أندلسيا” بروح الغريب المندهش أمام حضارة عريقة، ليعيد وصل الصلة بين تقاليد وأعراف ” ترادم” بما تحمله من مشاهد للتاريخ الحي، وبين البعد الأندلسي الغني بالثقافة والفن.

من خلال هذا المزج، تطرح الرواية أسئلة عميقة حول المعنى، والهوية، والانتماء، وتدعو القارئ إلى التأمل وإعادة التفكير في جدلية البوح والكتمان، الماضي والحاضر، الفرد والجماعة….

ويأمل الكاتب أن تشكل روايته الجديدة إضافة نوعية إلى المكتبة العربية، وأن تفتح نقاشات نقدية وثقافية حول قضايا الحب والذاكرة والتاريخ والهوية.

Categories
متفرقات

الدكتورة ليلى مزيان عميدة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك

عبد الصمد عراك

نشرت الصفحة الرسمية لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء منشورا تهنئ فيه الدكتورة ليلى مزيان بمناسبة تعيينها عميدة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك من طرف حكومة جلالة الملك.
يذكر أن الدكتورة ليلى مزيان كانت تشغل منصب رئيسة شعبة التاريخ و الحضارة بنفس الكلية و منسقة لماستر الدبلوماسية في تاريخ العلاقات الدولية للمملكة المغربية، و تعتبر من المؤخرات القليلات اللواتي اثبتن أنفسهن في مجال التاريخ الحديث و خصوصا التاريخ البحري، حيث لها عدة إصدارات بعدة لغات كالعربية و الفرنسية و الإسبانية، الشيء الذي جعلها جديرة بهذا المنصب الذي تم اختيارها له عن كفاءة عالية و زاد بحثي و أكاديمي غني و ثري جدا.
الدكتورة ليلى مزيان تجيد الحديث والكتابة بالعربية والفرنسية والإسبانية، الشيء جعلها أكثر حضورا وشهرة داخل الجامعات الغربية، خصوصا مع قدرتها على الحفر في الأرشيفين الفرنسي والإسباني، وطريقتها المميزة في إيجاد أهم اللحظات التاريخية التي كان فيها المغرب قويا على مستوى علاقاته الدبلوماسية مع دول العالم، وهو أمر يكلف الباحث وقتا وجهدا كبيرين في التنقل بين الأرشيفات و البحث عن المعلومة، وهو ما كانت الدكتورة ليلى مزيان تقوم به بدقة عالية.
تعيين الدكتورة ليلى مزيان في شهر المرأة ماهو إلا دليل على أن المغرب يزخر بعديد الكفاءات النسائية التي تحتاج فقط إلى التشجيع و البروز، و ماهو إلا اعتراف صريح للدكتورة ليلى مزيان بكل الإنجازات التي حققتها خلال مسارها كأستاذة جامعية و مشرفة على عديد الاطروحات و الانتاجات البحثية.
فكل التوفيق للدكتورة ليلى مزيان في منصبها الجديد.

Categories
ثقافة و أراء

تجربة ملهمة في الإعلام والإنتاج: لقاء تفاعلي مع الأستاذ أحمد بوعروة

فاطمة الزهراء سهلاوي
في إطار الأنشطة التكوينية التي ينظمها محترف الممارسة والمعرفة الصحفية، شهد فضاء عبد الواحد خيري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك يوم الجمعة 28 فبراير 2025 لقاءً تفاعليًا مع المنتج والمخرج أحمد بوعروة، الذي شارك الطلبة تجربته المهنية الغنية في مجال الإنتاج التلفزيوني والإخراج.

افتتح اللقاء الأستاذ أحمد طنيش، الذي قدّم الضيف بكلمات تعكس عمق ارتباطه بالكلية، مشيرًا إلى أنه أحد أبنائها ومن المساهمين في تأسيس المسرح الجامعي بها. وأكد أن بوعروة لم يتردد في تلبية الدعوة، تقديرًا للمكان الذي كان له أثر كبير في مسيرته. وبعد ذلك، ألقت الطالبة آية الحمري كلمة ترحيبية باسم الطلبة، نوهت فيها بأهمية هذا اللقاء، مشيرة إلى أن تجربة الأستاذ بوعروة تمثل مصدر إلهام للطلبة الطامحين لدخول المجال الإعلامي.

تحدث الأستاذ أحمد بوعروة خلال اللقاء عن مسيرته الأكاديمية والمهنية، مبرزًا كيف بدأ رحلته من شعبة الفيزياء والكيمياء قبل أن ينتقل إلى دراسة الأدب العربي، حيث حصل على الإجازة. كما استعرض بحثه الجامعي الذي تناول “أثر ما هو غربي على ما هو عربي”، مؤكدًا أن دراسته الأكاديمية كانت حجر الأساس لفهم أعمق للثقافة والفن. وأوضح أن تجربة المسرح الجامعي كانت محطة أساسية في حياته، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل في أحد المهرجانات، مما رسّخ لديه شغف الأداء والتعبير الفني.

انتقل الحديث بعد ذلك إلى تجربته في الإعلام والإنتاج التلفزيوني، حيث أشار إلى برنامجه “الحبيبة مي” الذي اعتبره تجربة إنسانية مؤثرة، ناقلًا من خلاله قصصًا تمس المشاعر الإنسانية بصدق. وأكد أن الفن يجب أن يكون نابعًا من الواقع، يعكس حياة الناس وقضاياهم الحقيقية، بدلًا من السطحية والميوعة التي أصبحت طاغية على المشهد الإعلامي. كما شدد على أهمية أن يكون الإعلامي صاحب رؤية ورسالة، وألا ينجر وراء الإثارة الفارغة، بل يسعى إلى تقديم محتوى يثري المجتمع.

شهد اللقاء تفاعلًا حيويًا بين الأستاذ بوعروة والطلبة، حيث طرحوا أسئلة متعلقة بالنجاح في المجال الإعلامي والتحديات التي تواجه الشباب الراغبين في دخول عالم الإنتاج والسينما. أجاب الضيف على جميع الأسئلة بروح تشجيعية، مقدمًا نصائح قيمة حول أهمية التدريب المستمر، والاستفادة من الفرص المتاحة لاكتساب الخبرة، والحرص على المزج بين الجانب النظري والتطبيقي. وأكد أنه مستعد لدعم الطلبة من خلال توفير فرص تدريبية لهم، حتى يتمكنوا من تطبيق ما يتعلمونه في بيئة عمل حقيقية.

في ختام اللقاء، عبر الطلبة عن امتنانهم لهذه التجربة القيمة، التي أتاحت لهم فرصة التعرف عن قرب على مسار أحد أبرز الفاعلين في المجال الإعلامي بالمغرب. كما عبّر الأستاذ أحمد طنيش عن شكره للأستاذ بوعروة على حضوره ومشاركته تجربته، قبل أن يتم التقاط صورة جماعية توثيقًا لهذه اللحظة المهمة، التي شكلت إضافة نوعية في المسار التكويني لطلبة المحترف، ورسخت لديهم أهمية التعلم المباشر من رواد المهنة.

Categories
أعمدة الرآي متفرقات

هل أخطأت حماس ؟

عبد الصمد عراك

تفجر خلال الساعات الماضية خلاف يهدد بنسف اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الوسطاء بين حركة حماس و جيش الاحتلال الاسرائيلي، هذا الأخير اتهم حماس بخرق الاتفاق من خلال عدم إطلاق سراح رهينة مدنية تقول انها تعمل في مركز الرصد الفضائي و الفلكي و هي ” اربيل يهود “، حركة حماس تعتبر الرهينة عسكرية لكونها تلقت تكوينا عسكريا و خدمت خدمة عسكرية قبل ذلك و تعهدت بإطلاق سراحها يوم السبت المقبل، الاحتلال الاسرائيلي أكد أنه لن يتمم اجراءات الانسحاب من محور نيتساريم ولن يسمح للنازحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة كما كان متفقا عليه حتى تطلق حماس الرهينة ” أربيل يهود “.

المحللون السياسيون رأوا أن الاحتلال الاسرائيلي يناور من أجل وضع نفسه في موقف القوي الذي يحدد الشروط ، وان موضوع الرهينة عبارة عن فقاعة فارغة خصوصا بعد أن أكدت حماس أنها لا تزال حية و أن اطلاقها سيتم كما هو متفق عليه، غيران المتأمل فيما حدث بعد وقف إطلاق النار و الطريقة التي سلمت بها حماس الدفعة الأولى من الرهائن و بعدها الدفعة الثانية، سيجد مما لا يدع مجالا للشك أن الشكل المهيب الذي وضعت في إطاره حماس تسليم الرهائن كان مستفزا للاحتلال الإسرائيلي ولكل من كان يدعمه من دول الغرب على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها الجديد ” القديم ” دونالد ترامب.

فبعد سنة ويزيد من الحرب الطاحنة و بعد التهجير و القصف و الغزو و استعراض القوة برا وبحرا و جوا ، ظهرت حركة حماس في كامل قوتها العسكرية، وأملت شروطها التفاوضية و استطاعت جعل حكومة الاحتلال الاسرائيلي برئيسها المطلوب لدى محكمة العدل الدولية يتراجع عن وعود القضاء على حماس و عدم إنهاء الحرب إلا بعد استعادة الرهائن بالقوة…، ما زاد الوضع تأزما هو عرض برنامج ” ماخفي أعظم” على شاشة الجزيرة الجمعة ولعله النقطة التي أفاضت كأس التحمل لدى كل من حاول القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، البرنامج أظهر حقائق صدمت الجميع سواء كان معارضا أو مؤيدا لحماس، ما سبب جرحا غائرا في كبرياء من سمى نفسه دولة تملك اقوى جيش واقوى جهاز استخباراتي في العالم، وأظهر بالملموس أن الذي كان يحارَب هو شعب مدني تم تهجيره قسرا من منازله و الذين ظلوا تم اسقاط المنازل على رؤوسهم، أما المقاتلين فلم يقوى جيش الاحتلال عليهم و كلما حاول الوصول إليهم وجد أماكنهم مفخخة فانفجرت في وجوههم. بالعودة للوضع الحالي و لأزمة ” أربيل يهود “، يمكن وضع الخلاصات الآتية:

-اسرائيل: بعد أن رضخت لشروط حماس و بعد أن وقف العالم على أن الحركة لها ثقلها في المنطقة و أن جيش الاحتلال لم يستطع الوصول لمكان الرهائن رغم كل أشهر الحرب وظهور الرهائن بصحة جيدة كأنهن كن في عطلة، لم يتبقى لها إلا أن تفتعل أي مشكل على غرار أزمة ” أربيل” من أجل وقف الاتفاق ووقف استعراضات قوة حماس و تأييد الغزاويين لها، وذلك على غرار ما حدث من قصف و اعتقالات و اقتحامات لمخيم جنين بالضفة الغربية، وفي جنوب لبنان أيضا، ولن يستغرب أحد أن قام الاحتلال بخرق الاتفاق و ايجاد دريعة لعودة القصف و الحرب.

-الولايات المتحدة الأمريكية و ترامب: أولا اظن ان الحرب في غزة يعود لها الفضل الكبير في ترجيح كفة ترامب على حساب منافسته هاريس، و كأن الأمريكيين عاقبوا بايدن و حزبه على دعم الاحتلال الاسرائيلي و ازهاق أرواح آلاف من المدنيين العزل خصوصا من الاطفال والنساء كضحايا بأسلحة أمريكية، فعزف ترامب بشكل جيد على الوتر الحساس ووعد بإنهاء حرب غزة فور فوزه، وكان لا بد له من الوفاء بالوعد، غير أن نفس الصور التي شاهدها العالم هي التي عجلت بتغير نبرة ترامب و عودته إلى الخطاب الراديكالي الذي عهدناه عليه، وما تصريحاته الأخيرة حول تهجير سكان غزة نحو الأردن و مصر و تصديقه على قرار تسليم جيش الاحتلال قنابل ثقيلة الوزن إلا دليل على ان ترامب لم يرقه تطور الأحداث في المنطقة و أنه يسعى لإعادة استقرار صورة الاحتلال التي تمت زعزعتها.

هنا جاز لنا التساؤل حول إمكانية استعمال حركة حماس لطريقة أقل تأثيرا و حدة، و أن تقوم بتسليم الرهائن بعيدا عن مهرجان استعراض القوة الذي تم، فحماس عسكريا استطاعت إبهار العالم من خلال الحفاظ على قوتها و على رهائنها، غير أن التعاملات السياسية لها تحليلات مقاربات و دراسات أخرى، بعيدا عن الاندفاعية و الحماسة وكل هذا من أجل الحفاظ على المكتسبات و من أجل استمرارية النصر المحقق عسكريا، أم أن حماس كان لابد لها من تأكيد نصرها و إرعاب أعدائها و بهذه الطريقة ستجعل الاحتلال يفكر ألف مرة قبل إعطاء وعود كاذبة و رفع تحديات صعبة كالقضاء على حماس مثلا.

فهل اخطأت حماس في طريقة إعادة الرهائن ، أم من حقها إظهار قوتها للعالم ؟

Categories
ثقافة و أراء

مهرجان المسرح العربي في مسقط: تتويج الإبداع التونسي واحتفاء بالشباب والنساء في عالم المسرح

متابعة عبد الصمد عراك
بقلم : إيمان وليب

اختتمت فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته المتميزة التي استضافتها العاصمة العمانية مسقط، بإعلان العرض التونسي “البخارة” للمخرج المبدع صادق الطرابلسي كالفائز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي متكامل. القرار جاء من لجنة تحكيم رفيعة المستوى برئاسة الفنان اللبناني القدير رفيق علي أحمد وعضوية نخبة من أبرز الشخصيات المسرحية العربية، منهم الدكتور عبد الكريم جواد.
أكدت لجنة التحكيم في بيانها الختامي أن هذه الدورة مثلت علامة فارقة، حيث أظهرت العروض الـ 15 المشاركة – 10 منها من توقيع مخرجين شباب – رؤى جديدة تنسجم مع تطورات التكنولوجيا والرقمنة، دون إغفال الهوية الثقافية والأصالة التي تميز المسرح العربي. ودعت اللجنة الجيل المسرحي الشاب إلى مواصلة البحث والتجريب لاكتشاف آفاق إبداعية جديدة، مع الحفاظ على القيم السوسيو-ثقافية التي تميز المسرح كفن هادف.
تميزت هذه الدورة بحضور لافت للإبداع النسائي، حيث تضمنت 6 عروض من إخراج مبدعات عربيات طرحت قضايا معاصرة عايشتها مجتمعاتنا، مزجت فيها بين الألم والأمل بمهارة فائقة. وقد أشادت اللجنة بهذه الجهود المبدعة التي تعكس حساسية جمالية وفكرية تسهم في تطور المشهد المسرحي العربي.
في جو من التنافس القوي، تابعت لجنة التحكيم المسرحيات المشاركة باجتماعات مكثفة تضمنت تحليلات نقدية دقيقة لرصد الإبداعات المتميزة في الأداء والإلقاء والبناء الدرامي والمحمولات الفكرية. واعتبرت اللجنة أن كل من تأهل للمشاركة في المهرجان هو فائز بحد ذاته، لما قدموه من رؤى متعمقة تجسد تيارات وعي متجددة.
شهدت النسخة الحالية من المهرجان تنافسًا حاميًا بين خمسة عروض تأهلت للمرحلة النهائية، وهي:
1. “أسطورة شجرة اللبان” (فرقة مزون – سلطنة عمان) إخراج يوسف البلوشي.
2. “سيرك” (الفرقة الوطنية للتمثيل – العراق) إخراج جواد الأسدي.
3. “البخارة” (خطاب المسرح – تونس) إخراج صادق الطرابلسي.
4. “هم” (مسرح أنفاس – المغرب) إخراج أسماء الهوري.
5. “كيف نسامح” (مسرح الشارقة الوطني – الإمارات) إخراج محمد العامري.
بعد تقييم علمي دقيق وموضوعي، أعلنت لجنة التحكيم أن العرض التونسي “البخارة” هو الأكثر تحقيقًا لمتطلبات الفوز، بفضل رؤيته الإبداعية المتكاملة التي جمعت بين العمق الفني والالتزام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
توجهت لجنة التحكيم برسالة تقدير لجميع المسرحيين والمسرحيات المشاركين، مؤكدة أن هذا المهرجان يمثل منصة تعزز الإبداع، وتدعم تطور المسرح العربي ليظل حيًا ومتألقًا.
عاش المسرح العربي!

ايمان وليب

Categories
ثقافة و أراء

مهرجان المسرح العربي في دورته 15 بمسقط، سلطنة عمان يعلن نجاحه قبل إعلان نتائجه

إعداد: أحمد طنيش مسؤول مركز المؤتمرات الصحفية
بمساعدة: سيف الجابري، وسعيد العزري

متابعة عبد الصمد عراك
عاش مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشر والمنظم بمسقط عاصمة سلطنة عمان، مهرجان واحد في مهرجانات متكاملة ومتداخلة ومتعددة الهويات والتيمات، بدء من العروض المسرحية بلجن تحكيمها وتواصلها وتلقيها على مستوى التواصل والإبداع والحوار وباقي الجلسات الفكرية والتواصلية والإبداعية منها المبرمجة والمدرجة داخل البرنامج العام، ومنها الأخرى التلقائية والتي عقدت هنا وهناك عبر فضاءات العاصمة مسقط الجميلة والمبتسمة والرحبة بقلب يسعنا جميعا، هي فضاءات تذكرنا بالمربد وسوق عكاض والفضاءات العربية التاريخية التي أسست للمؤتمرات العربية قبل زمن انطلاقتها، في هذا الإطار شهدت مسقط ولادة عدة مشاريع سترى النور في الأوطان العربية والإعلام العربي والذهنية العربية باتساع حلمها ورقعتها، هذه الذهنية التي لها الانفتاح على العالم من خلال الذات، وقد وصلت الآن والهنا، إلى تأكيد هذه الذات.
موقع المؤتمرات الصحفية:
للمهرجان تعدد الوجهات والمقترحات، خدمة واحتفاءً بالعرض المسرحي أساسا، هذا العرض القادم من أوطان وثقافات ومرجعيات خاصة وعامة، لذا خص لهذا العرض المسرحي ثلاثة محطات تواصلية رئيسية، وللإشارة فمنطلق تعاقد هذا المهرجان مع كل فعالياته وجمهوره يكمن في العروض المسرحية القادمة من تأهيل قطري ومرورها بتقييم لجنة المشاهدة والاختيار تم تأهيلها لأحد المسارين الأول أوالثاني، وفي حضرة العرض المسرحي هناك المحطة القبلية مع المؤتمرات الصحفية، والمحطة البعدية من الندوات النقدية التطبيقية.
تنطلق المحطة الأولى صباح اليوم المهرجاني بالمؤتمر الصحفي لتقيد العرض من وجهة وتصور خارج العرض أطلقنا عليها اسم ميتا عرض، وطبيعة هذه المحطة تقديمية خدمة للعرض من خارج العرض من خلال صناعة، بمعنى أن الخط التحريري للمؤتمر الصحفي يركز على أن يقترب من صناع العرض وأهله والتعرف على المرجعيات والتأثيرات وصولا إلى التعرف على المرجعية الجغرافية العربية المتعددة وفق كل قطر عربي على حدى، هذه المحطة التي أغنتنا وعرفت تجاوبا وتداولا صنع أفق انتظار مواز للعرض المسرحي، لذا نتخذ المشترك والتقاطع مدخلا لإعداد هذا البيان الذي توصل إلى مخرجات هي خلاصات تركيبية عامة مشتركة بين كل ضيوف هذه المؤتمرات الصحفية الممثلة للأجيال والإبداعات والحساسيات الثقافية العربية من هنا ومن هناك من الماء للماء.
مخرجات المؤتمرات الصحفية
تحققت لنا في هذه المؤتمرات جغرافيات متعددة، على مستوى الهويات والإبداع والمجايلات الفنية، وعبر هذا التلاقي الذي ترقى إلى مؤتمر مسرحي عربي فوق العادة، كان الترافع فيها حول نقاط الاختلاف والائتلاف تم التقاطع والتباعد إلى جانب الجديد والمتجدد، التي هي سبب هذا التلاقي العربي المسرحي، وقد جاءت التخريجات التي تضم مشروعها وشرعيتها كالتالي:
– أتبت اللقاءات ذاك الحضور القوي لأسئلة الأمس واليوم والغد حول النص والممثل، ومن خلال جدلية التواصل لامسنا أنه ما زالت هناك أصوات تميل إلى النص بمعناه القوي حضورا وفعلا وتفاعلا وليس شذرات، وهناك من يعتد بالنص ما بعد الشفهي وأنه متمثل في نصوص أخرى موازية قوية قد تكون اشارات او تلميحات او جسد إلى غيره، كما أن للممثل حضوره القوي لأنه كان وسيبقى ويضل سيد الخشبة ومرسل خطابها.
– في حضرة المجايلات الفنية هناك جيل مع المسرح بوجهة نظر جيله ومسرح جديد متجدد ينظر للمستقبل في تحاور مع تقنيات جديدة وخلق شراكة إبداعية مع الذكاء الاصطناعي، ومع أي تطوير وجديد يكمل رسالة هذا المسرح، وبالمناسبة هذا التحاور التواصلي تزامن مع أحد محاور الندوة الفكرية عن الذكاء الاصطناعي.
– أكدت الأجيال المسرحية أنها مواكبة وتواكب أسئلة واقعها ومستجيبة للنبض العربي والكوني، من خلال ما طرح من مواضيع وقضايا واشكاليات دعمها انفتاح هذا الدورة الجديدة حتى على العروض المعدة من إبداعات عالمية.
– الوقوف على ضرورة التكوين واعادة التكوين والتكوين المستمر، وهو سر تواجد الورشات التكوينية في برمجة المهرجان.
وعليه،
يعلن مهرجان المسرح العربي نجاح الدورة الخامسة عشر، ويعلن نجاحه قبل إعلان نتائجه، ومن ثم نقترح باسم كل فعاليات المؤتمر الصحفي، من منظمين ومسيرين وحضور ومشاركين، أن هذه المحطة خادمة للعرض المسرحية وهي أرضية أمام الدارس بثلاثي الجوانب، حيث يتم الافتحاء بالعرض المسرحي بدء من صناعه تم إبداعه وبعد ذلك تلقيه وتأويله؛ لذا نعتبر أن المؤتمرات الصحفية محطة يشارك ويساهم فيها صناع العرض والمبدعون والنقاد والدارسون وأهل الإعلام وعموم الجمهور نحو مشروع توثيق للتجارب والخبرات المسرحية عبر جغرافياتها المسرحية.

Categories
ثقافة و أراء

نساء لوركا.. نساء المسرح العربي

متابعة عبد الصمد عراك
من اعداد ايمان وليب
في قلب الإبداع المسرحي العربي، تبرز “نساء لوركا” كعمل درامي يستنطق الألم ليصنع منه شعلة أمل. المسرحية، التي أبدعتها الكاتبة والمخرجة العراقية الدكتورة عواطف نعيم، تمثل رحلة فريدة من التحدي والمقاومة الفنية. هي ليست مجرد عرض مسرحي، بل رسالة إنسانية تجسد معاناة المرأة العراقية في ظل الظلم والقهر، وتُبرز قوتها الكامنة التي قد تتحول إلى طوفان يغيّر الواقع.
عام 2007، قدمت الدكتورة عواطف نعيم “نساء لوركا” لأول مرة على خشبة المسرح العراقي، ثم أُعيد تقديمها عام 2008، في خطوة تعكس رغبة ملحّة في طرح تساؤلات وجودية عن القهر والاستبداد وتأثيرهما على الإنسان. استلهمت الكاتبة العمل من شخصيات الشاعر الإسباني الكبير فيديريكو غارثيا لوركا، حيث اختارت “يرما” و”مريانا” و”العروس”، لتكون رموزاً معبّرة عن نساء العراق الجريحات في حقبة مريرة من تاريخهن.
تطرح المسرحية سؤالاً عميقاً: “هل يمكن للظلم المتوحش أن يحول الإنسان المسالم إلى مستبد؟”، وكأنها تعيد صياغة معادلة الحياة في ظل القمع، حيث يتحول الألم إلى غضب قد يصنع طاغية من قلب المظلوم.
فريق العمل: حينما يجتمع الإبداع بروح الجماعة
لأن المسرح فعل جماعي، فقد استعانت الدكتورة عواطف بفريق من أبرز المبدعين والفنانات العراقيات، ممن شكّلوا أعمدة العرض المسرحي. كان من بينهن:
فاطمة الربيعي: التي عادت إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل، حاملةً شغفها وحبها للمسرح العراقي.
الدكتورة إقبال نعيم: المسرحية الملتزمة التي عُرفت بدقتها وانضباطها في إدارة الأعمال الفنية.
الدكتورة شذى سالم وسمر محمد: اللتان أضفن طابعاً خاصاً من الرقي الفني.
بالإضافة إلى ذلك، شارك الفريق الفني أسماء لامعة مثل سهيل البياتي وعلي السوداني وعصام كاظم، الذين عملوا جميعاً بتناغم وانسجام لتحقيق الرؤية الإبداعية.
لم يكن “نساء لوركا” مجرد عرض مسرحي محلي، بل استطاع أن يعبر حدود العراق ليصل إلى الجزائر وتونس، وحتى إلى ألمانيا وهولندا. في كل محطة، تكيّف العمل مع طبيعة المكان، من المسارح المفتوحة إلى المغلقة وحتى العروض على سفن ثقافية. أظهرت المسرحية مرونة كبيرة في تقديم رسائلها، مؤكدةً قدرة المسرح على محاورة الأمكنة والجمهور على حد سواء.
اعتبرت الدكتورة عواطف المسرح فضاءً للحوار والتعبير عن المخاوف والأحلام. ومن خلال “نساء لوركا”، نقلت حكايات النساء العراقيات اللواتي صرن رموزاً للنضال والصمود. في الوقت نفسه، كان المسرح وسيلة لطرح قضايا سياسية واجتماعية شائكة، مثل الدكتاتورية والقمع. أكدت المسرحية أن الفن يمكن أن يكون مرآة تعكس أوجاع الشعوب، ووسيلة لتحدي الصمت وإعادة صياغة المصير.
في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، الذي جمع مبدعين من أنحاء العالم العربي، كانت “نساء لوركا” محطة مميزة ضمن 11 عرضاً مسرحياً تنافست بقوة. الملفت أن الحضور النسائي كان بارزاً، حيث قادت ست نساء عربيات أعمالاً استثنائية، في تأكيد على دور المرأة كمبدعة ومناضلة في المسرح العربي.
الدكتورة عواطف نعيم أبدت فخرها بالعمل ضمن هذا المحفل الذي يعدّ منصة للفنانين العرب للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم. وبالنسبة لها، المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاء للحلم الذي يتحول إلى واقع ملموس من خلال الإبداع.
بعد سنوات من تقديمها، تبقى “نساء لوركا” علامة بارزة في المسرح العراقي والعربي، إذ جمعت بين الفن الراقي والرسائل العميقة. المسرحية لا تكتفي بعرض الألم، بل تُبرز دور المرأة كمبدعة ومناضلة، قادرة على إحداث تغيير في واقعها. هذا العمل يذكرنا بأن المسرح ليس مجرد ترف، بل هو أداة للتعبير عن الذات والجماعة، وشعلة تضئ عتمة الواقع.
هكذا، تظل “نساء لوركا” شهادة حية على أن الفن، مهما كان بسيطاً، يمكن أن يغير العالم حين ينبع من قلوب تحمل أحلاماً لا تعرف حدوداً.

من اعداد ايمان وليب

Categories
ثقافة و أراء

المسرح في سلطنة عمان نحو رؤى وآفاق جديدة في إطار مهرجان المسرح العربي الدورة 15

متابعة عبد الصمد عراك
بقلم : رحاب رحيم

في إطار مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة، الذي أُقيم في مسقط، سلطنة عمان في يناير 2025، انعقد المؤتمر الفكري تحت عنوان “المسرح في سلطنة عمان. رؤى وآفاق جديدة”، وهو حدث بالغ الأهمية جمع عددًا من المفكرين والمسرحيين العرب لمناقشة مستقبل المسرح في المنطقة. وكان التركيز في المؤتمر على ضرورة تطور المسرح العربي، بما يتناسب مع طبيعة المجتمعات العربية واحتياجاتها الثقافية.

مسرح عمان: رؤية جديدة نحو المستقبل

توزع المؤتمر الفكري إلى قسمين رئيسيين، تناول الأول “المسرح في سلطنة عمان” وركز على الأفق المستقبلي لهذه الفنون، متطرقًا إلى التأثيرات المعاصرة والاحتياجات التطويرية الخاصة بالمسارح العمانية. أما القسم الثاني فناقش العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمسرح، وكيف يمكن لهذا المجال التكنولوجي أن يسهم في تجديد طرق التعبير المسرحي مستقبلاً.

الموضوع الذي توحدت حوله كافة المناقشات كان إبراز أهمية المسرح كأداة حية تنبع من الواقع العربي، بعيدًا عن التنظيرات الغربية التي لا تعكس هويتنا الثقافية ولا تنغمس في طبيعة الحياة في المنطقة العربية. أثيرت في هذا السياق أهمية العمل على مسرح يعكس الواقع الشعبي ويقاوم المظالم الاجتماعية، مسرح ينبض بالصدق ويكون مرآة للمجتمع بكل تحدياته.

التطور الكبير للمسرح العماني

استهل الدكتور عبد الكريم جواد، المتحدث الرئيسي في المؤتمر، حديثه عن تجربته الشخصية في مجال المسرح العماني، التي تمتد على مدار 45 عامًا. بدأ مع تأسيس “مسرح الشباب” عام 1980، ليضع اللبنة الأولى لمسيرة مسرحية عمانية معاصرة. تحدث عن تحديات البدايات وصعوبات التأسيس، كما استعرض أبرز المحطات التي شهدها المسرح العماني، ومنها تطور العديد من الفرق المسرحية العمانية التي وصلت اليوم إلى أكثر من 60 فرقة على مستوى السلطنة.

كما سلط الضوء على مشروع “المسرح الوطني العماني” الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تأصيل الثقافة المسرحية في عمان، مشيرًا إلى ضرورة وجود إدارة شابة ذات كفاءة تقود هذا المشروع نحو أهدافه المستقبلية، بالإضافة إلى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي لتطوير الأداء المسرحي في المستقبل.

المسرح وتحديات التحديث: مواجهة التنظيرات الغربية

خلال النقاشات، عبّر العديد من المشاركين عن قلقهم من هيمنة التنظيرات الغربية على المسرح العربي، معتبرين أن هذه النظريات قد تكون بعيدة عن واقع المجتمعات العربية. أكدوا على ضرورة أن ينبثق المسرح من داخل البيئة العربية، ليكون أكثر التصاقًا بالقضايا المحلية ومعبرًا عن حياة الإنسان العربي في مختلف مناطق العالم العربي.

كما أشار المتحدثون إلى أن المسرح لا بد أن يكون قوة تحفز الإبداع وتوجه الشباب نحو التفاعل مع واقعهم الثقافي والاجتماعي، وأنه يجب أن يبقى بعيدًا عن النظريات البراقة التي لا تمس جوهر المجتمع العربي.

أصوات شبابية: المستقبل يبشر بالخير

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان شهد مداخلات من عدة شخصيات فاعلة في المجال المسرحي العربي، منهم غادة كمال الإعلامية المصرية التي تساءلت عن توثيق تجربة مسرح الشباب العماني، وهي نقطة كانت محط تقدير من الدكتور عبد الكريم، الذي أكد على أهمية توثيق هذه التجارب الرائدة في مسرح الشباب العماني، والتي تعد مصدرًا غنيًا للفكر المسرحي العربي.

وفي ختام الجلسة، شدّد المشاركون على أهمية دعم المؤسسات الشبابية وإفساح المجال لهم لإبراز أفكارهم وتجاربهم على خشبة المسرح، مؤكدين أن المستقبل سيكون مشرقًا إذا استمرت الجهود في هذا الاتجاه.

Categories
ثقافة و أراء

المسرح في عُمان: حيث تلتقي الظلال بالضوء

متابعة: عبد الصمد عراك
تحرير :ايمان وليب

على أرض سلطنة عُمان، تلك التي تنام على صوت البحر وتستيقظ على أنين الجبال، يُولد المسرح كل يوم في أعماق الروح الثقافية للأمة. إنه فنٌ يشبه قصيدة معلقة، تروي قصة الناس والأرض، وتحاكي أحلام المستقبل. وفي عالم المسرح العُماني، تتشابك خيوط الماضي بآمال الحاضر، لتصنع رؤى جديدة وآفاقاً أكثر رحابة.
البداية: حلم الضوء في أرض الأصالة

كان المسرح في عُمان أشبه ببذرة زرعت في أرض خصبة، حيث استقت ماءها من ينابيع التاريخ العريق. بدأت الرحلة الأولى مع المدارس السعيدية في أربعينيات القرن الماضي، حينما كانت تلك المدارس أكثر من مؤسسات تعليمية؛ بل ساحاتٍ لتشكيل الوعي وإشعال جذوة الإبداع في قلوب الشباب.
تلك البدايات لم تكن مجرد خطوات عابرة، بل كانت ولادة لرؤية جعلت من المسرح أداةً للتعليم والتواصل الثقافي. ومن هنا، بدأت التجربة تتوسع لتشمل مسارح الأندية الثقافية ومسرح الشباب، حيث كان العرض المسرحي لقاءً بين القلوب قبل أن يكون مجرد فنٍ على الخشبة.
المسرح: مرآة الماضي وعدسة المستقبل

منذ نشأته، حمل المسرح العُماني هاجس الجمع بين الحفاظ على التراث والبحث عن الحداثة. العروض المسرحية الأولى كانت تنبض بروح الأصالة، تعكس قصص الصحراء وملامح الحياة اليومية، وتحاكي أمجاد الماضي العريق.
لكن مع مرور الوقت، أدرك المسرحيون العُمانيون أن المسرح لا يجب أن يبقى أسيراً للماضي. كان لابد من الانطلاق نحو مستقبل يتكئ على التراث، لكنه يفتح نافذة على العالم. وهكذا، بدأت الحركة المسرحية في السلطنة تأخذ منعطفاً جديداً، تسعى فيه لدمج التراث المحلي بالتقنيات الحديثة، لتقدم للجمهور تجربة مغايرة تستلهم الأصالة وتحتفي بالإبداع المعاصر.
الرؤية العمانية للمسرح: دروبٌ نحو التجديد

المسرح العُماني اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، يتطلع فيها إلى العالمية دون أن يتخلى عن هويته. أعمال كثيرة شهدناها في السنوات الأخيرة قدمت تجربة بصرية ومضمونية فريدة، مثل تلك التي استلهمت قصائد الشعراء العُمانيين، أو التي استعانت بالتكنولوجيا لإضفاء أبعاد جديدة على العروض.
في مهرجان المسرح العربي الأخير، الذي استضافته السلطنة، أُثيرت تساؤلات مهمة حول كيفية تحقيق التوازن بين الهوية المحلية والانفتاح على الحداثة. المشاركون أجمعوا على أن المسرح العُماني قادر على المنافسة عربياً وعالمياً، إذا ما واصل الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل السينوغرافيا الرقمية، وأبدع في تقديم النصوص التي تعكس الواقع المعاصر بأسلوب ممتع وهادف.
المرأة العُمانية: شريكة المسرح وصانعته

في أعماق المسرح العُماني، هناك صوتٌ آخر يعلو، هو صوت المرأة التي تركت بصمتها الواضحة في مسيرة هذا الفن. لم تكن المرأة العُمانية مجرد متفرجة أو داعمة للمسرح، بل كانت حاضرة كممثلة وكاتبة ومخرجة، تشارك في صنع القصص التي تسرد أحلام المجتمع وطموحاته.
حضور المرأة في المسرح العُماني كان انعكاساً لرؤية السلطنة في دعم المساواة الثقافية وتشجيع المرأة على الإبداع. وقد أثمرت تلك الجهود عن أسماء نسائية بارزة ساهمت في تشكيل ملامح المسرح الحديث، وأسهمت في إثراء الحوارات الفنية من خلال وجهات نظر مختلفة وغنية.
المسرح والرقمنة: رحلة نحو المستقبل

في زمن تسود فيه التكنولوجيا وتتحكم فيه السرعة، يقف المسرح العُماني أمام تحدٍ كبير: كيف يمكنه أن يظل قريباً من قلوب الناس في عصر العروض الرقمية؟
لقد أدرك المسرحيون في السلطنة أن التكنولوجيا ليست عائقاً، بل يمكن أن تكون أداة لفتح آفاق جديدة. خلال المؤتمرات وورش العمل، قُدمت مقترحات عديدة لتوظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي في العروض المسرحية.
تخيل عرضاً مسرحياً يبدأ في قاعة العرض، لكنه يمتد إلى هواتف الجمهور، حيث يمكنهم التفاعل مع الشخصيات من خلال تطبيقات ذكية. أو تخيل سينوغرافيا تستبدل الديكور التقليدي بتقنيات ثلاثية الأبعاد، تجعل كل مشهد أقرب إلى لوحة فنية حية.
المسرح كجسر بين الثقافات

لم يكن المسرح العُماني يوماً حبيس حدود الجغرافيا. على العكس، كان دائماً جسراً يربط عُمان بالعالم. من خلال المشاركة في المهرجانات العربية والدولية، استطاع المسرح العُماني أن يُعرّف العالم بقصصه وحكاياته، ويجلب تجارب جديدة تغني حركته الفنية.
في مهرجان المسرح العربي، تكرست فكرة أهمية التعاون بين الفرق العُمانية ونظيراتها العالمية. هذا التعاون لا يقتصر على تبادل النصوص والعروض، بل يمتد ليشمل ورش العمل المشتركة وتبادل الخبرات في مجال الإخراج والتمثيل والتقنيات.
توصيات: خطوات نحو النهضة

ختاماً، كان المؤتمر الفكري الذي نُظم ضمن مهرجان المسرح العربي بمثابة خريطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً. خرج المشاركون بتوصيات عدة، أبرزها:
تأسيس أكاديميات متخصصة للفنون المسرحية تتيح للشباب تعلم أصول هذا الفن.
دعم النصوص المسرحية التي تستلهم قضايا المجتمع العُماني.
تعزيز الإنتاج المشترك مع الفرق العربية والدولية.
تبني التكنولوجيا الحديثة كوسيلة لإثراء العروض المسرحية.
دعم المبادرات التي تعزز دور المرأة في المسرح.
ختام بألوان الأمل

المسرح في عُمان ليس مجرد فن، بل هو نبض أمة وقصة أرض. إنه فضاء تلتقي فيه الأصوات والظلال، ليصنع حواراً ممتداً بين الماضي والمستقبل.
وفي رحلة الضوء التي يسلكها المسرح العُماني، ستظل السلطنة منارةً تُضيء الدروب، حاملةً على خشباتها حلم الإنسانية ورسائل الجمال والسلام.
ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن للمسرح العُماني أن يبقى رائداً في ظل التغيرات السريعة في عالم الفن والثقافة، محافظاً على هويته ومرحباً بكل جديد؟

Categories
ثقافة و أراء

المؤتمر الفكري لمهرجان مسقط للمسرح يقتحم عالم الذكاء الاصطناعي

متابعة: عبد الصمد عراك

تحتضن العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة الممتدة بين 9 و 15 يناير 2025 فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي ، ففي كل سنة تكون عاصمة عربية على موعد مع ابي الفنون و مع مهرجان خاص بالمسرح تسهر على تنظيمه ” الهيئة العربية للمسرح “، و في العاشر من يناير من كل دورة يتم اختيار شخصية تلقي كلمة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف نفس التاريخ، هذه السنة وقع الاختيار على الفنان الفلسطيني ” فتحي عبد الرحمن” كي يلقي الكلمة خلال الدورة 15 لمهرجان المسرح العربي بالعاصمة العمانية ” مسقط” .

المهرجان يعتبر حدثا فنيا و ثقافيا مهما على المستوى العربي و العالمي، حيث أنه يربط حبل الود بين عشاق الثقافة و الفن العربيين بأبي الفنون ” المسرح” هذا الجنس الأدبي و المجال الفني الذي كلما غاب عن الواجهة زاد تعلق المتابع به، و كلما زاد الحنين إليه، غير ان مهرجان المسرح العربي، لازال محافظا على هذه العادة الحميدة من خلال لم شمل عشاق الركح و الأداء فوقه في عادة سنوية تساعد مسرحيي الدول العربية على تبادل الخبرات و تعزز الروابط الثقافية بين دول وطننا العربي.

من بين ما يميز الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي بمسقط ” المؤتمر الفكري”، هذا المؤتمر الذي يشارك فيه تلة من جهابدة البحث المسرحي و قامات فكرية و ثقافية ذات مكانة عالية تناقش مواضيع ذات صلة بالمسرح، و تربط بين الثقافة و الفن داخل حلقات نقاش جدي و مثمر.

هذه السنة اختار القيمون على المهرجان موضوع ( المسرح و الذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة و ثورة الإبداع الانساني)، موضوع يواصل نقاش العالم و جداله حول الطفرة التكنولوجية و خصوصا مع غزو الذكاء الاصطناعي لكل مجالات الحياة بما فيها المجالات الفنية، و المسرح ليس استثناءا، لذلك اختار المسؤولون على المهرجان هذا الموضوع من أجل ذلك أيضا اختاروا ان يناقش الموضوع في المؤتم الفكري متخصصون عرب و آخرون صينيون، و الكل سيدلي بدلوه في هذا الصدد حسب تخصصه المسرحي ” سينوغرافيا / إضاءة / كتابة مسرحية …”، و لا شك أن كل هذه التخصصات نالت نصيبها من تدخل الذكاء الاصطناعي، و تأثرت بشكل أو بٱخر بتطوره و امتداده.

الدورة الخامسة عشرة من المهرجان العربي للمسرح بمسقط ستكون مميزة على جميع المستويات ، وخصوصا على مستوى المؤتمرات الفكرية التي اختارت هذه الدورة اقتحام مجال الذكاء الاصطناعي.