هاذي فهامتي و هذا جهدي ” فوق طاقتك لا تلام”

comite al qods sm le roi m vi

فريد حفيض الدين
هاذي فهامتي و هذا جهدي” فوق طاقتك لا تلام”

تقاس مواقف الدول من خلال مبادئها القيمية، في انسجام تام مع هويتها الحضارية، وعمقها التاريخي على امتداد خارطة العالم.
المغرب لا يخرج عن هذا المعطى فيما يخص نصرته للقضية الفلسطينية.
التاريخ يشهد للمغرب بأدواره النضالية عبر عقود، وخاصة في نصرة إخوانه المقدسييين ، والمسجد الأقصى إلى جانب ناصر صلاح الدين الأيوبي من خلال معاركه ضد الصليبيين واليهود بفلسطين . ولعل باب المغاربة والمركز الثقافي المغربي في القدس خير دليل على نصرة سلاطين وملوك المملكة المغربية لأرض فلسطين ، وثراثها ، وهويتها .
هذا النضال تجسد على الارض إلى جانب العرب في حروبهم مع إسرائيل سنة 1967 و 1973، ولا زال مستمرا إلى حدود الساعة. وما قدمه المغرب من مساعدات لأهل غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ، لم تقدمه الدول التي تدعي نصرة فلسطين . المغرب هو أول بلد عربي وإسلامي أدان غزو إسرائيل لغزة بعد السابع من أكتوبر 2023 . المغرب هو أول بلد عبر العالم استطاع خرق الحصار وإدخال مساعداته الغدائية والطبية إلى غزة عبر البر . المغرب هو البلد الوحيد الذي يحافظ على تراث القدس والمقدسيين من خلال بيت مال القدس. المغرب هو أول بلد عربي شيد بنيات تحتية ، و جامعات و مدارس في الضفة الغربية وغزة .
المغرب هو البلد الذى احتوى معظم القمم العربية والإسلامية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
التاريخ وحده من سيشهد للمغاربة بإنجازاتهم لصالح فلسطين.
وكما يقال ” فوق طاقتك لا تلام ”
المغرب الذي يوجد جغرافيا أبعد الدول العربية إلى فلسطين ز، ما قدمه لهذه القضية ، لم تقدمه الدول المجاورة ، والدول التي تطلق على نفسها دول الممانعة ، والرافضة لكل تسوية لهذه القضية..
إذا المغرب ليس في حاجة لدروس في نصرة إخوانه الفلسطينيين.
الغريب والمؤسف أن هناك إلى جانب بعض الدول التي تناصر فلسطين بالشفوي والشعارات الفارغة، هناك قوم من بنو جلدتنا يسلخوننا ليل نهار لكون المغرب طبع مع العدو الصهيوني . وكأن هذا التطبيع هو من سهل غزو غزة. لنكن واقعيين ، من وقع في فخ إسرائيل هم قياديو حماس والجهاد الإسلامي ، هم من تسببوا في هذا الدمار الذي لحق بأهل غزة ، والمسؤلية الأولى تقع على عاتقهم.
لنعد إلى بعض الفئات من المغاربة الذين أمطرونا بشعارات من أجل نصرة فلسطين، وإدانة ” تطبيع ” المغرب مع إسرائيل. لهؤلاء ، اقول لهم اذا كانت كل الطرق تؤدي إلى روما ، فكل الطرق تؤدي كذلك إلى غزة ، ومن أراد تحريرها ما عليه سوى التوجه إلى مصر أو سوريا أو لبنان برا ومن هناك التسلل إلى فلسطين وحمل السلاح ، وهو بالمناسبة متوفر ويمكن لفصائل المقاومة في غزة أو جنوب لبنان من توفيره لهؤلاء المناصرين للقضية الفلسطينية.
حينها سأرفع لكم القبعة، وسأطالب إلى جانبكم بوقف التطبيع . للأسف ليست لكم الشجاعة السياسية ، ولا قوة إيمان تدفعكم إلى اتخاد مواقف على الأرض . من سيحرر فلسطين ليست شعاراتكم الجوفاء في الساحات العمومية أمام قطيع ما فاهم حتى ” وزة ” في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، و تمطرونه بشعارات لن تحرر أرضا ولا إنسانا.
للأسف نعرف توجهاتكم الايديولوجية، وأهذافكم السياسية.
نعرف ان نصرتكم لغزة والقضية الفلسطينية هي في الحقيقة ” تقلاز من تحت الجلابة ” للنظام الملكي . وأنتم في هذا الإتجاه أخطأتم العنوان، وفقدتم البصيرة.
إسألوا مناضلي اليسار المغربي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، حين خططوا ، وتآمروا مع أعداء من الخارج ومن بينهم الجزائر ، وليبيا ، ومصر ، والعراق ، وسوريا من أجل قيام نظام جمهوري بالمغرب.
كل هؤلاء مجتمعين يقبعون الان في مزبلة التاريخ . وحدها المملكة المغربية الشريفة ستظل قائمة ، شامخة في وجه الحاقدين من الداخل والخارج .
انتهى الكلام…
“هاذي فهامتي”

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *