مع الحدث :ذ لحبيب مسكر
في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شهد المغرب خلال 26 سنة الماضية انطلاقة قوية لمجموعة من المشاريع الكبرى التي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة على المستويين الإقليمي والدولي. هذه المشاريع لم تكن فقط بنى تحتية صلبة، بل تحولات استراتيجية عميقة ترجمت رؤية ملكية سديدة تهدف إلى تنمية مستدامة وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
من بين هذه المشاريع البارزة، قطار “البراق” فائق السرعة الذي يربط بين المدن الكبرى، ومحطة “نور” للطاقة الشمسية العملاقة التي تضع المغرب في مقدمة الدول في مجال الطاقة النظيفة. إلى جانب هذه الإنجازات، يتصدر ميناء طنجة المتوسط المشهد كميناء صناعي ولوجستي متطور، يشكل بوابة أساسية للمغرب نحو الأسواق العالمية.
يقع ميناء طنجة المتوسط على بعد 45 كيلومترًا شمال شرق مدينة طنجة، في موقع جغرافي فريد عند ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وقرب مضيق جبل طارق، مما يمنحه أهمية استراتيجية عالمية. وقد تطور الميناء عبر عقود من الزمن منذ نشأته في القرن السابع عشر، ليصبح اليوم أكبر ميناء في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بطاقة استيعابية تصل إلى 9 ملايين حاوية سنويًا.
في عام 2024، سجل ميناء طنجة المتوسط معالجة 10.24 مليون حاوية، متجاوزًا موانئ عالمية كبرى مثل نيويورك وهامبورغ، محتلاً المرتبة 17 عالميًا في تصنيف “ألفا لاينر” والمرتبة الثالثة عالميًا في مؤشر أداء الموانئ، ما يعكس جودة وكفاءة هذه المنشأة الحيوية.
ويضم الميناء منصة صناعية تضم أكثر من 1100 شركة عاملة في قطاعات السيارات، الطيران، الصناعات الغذائية، النسيج والخدمات اللوجستية، بصادرات سنوية تجاوزت 8 مليارات يورو، كما يوفر أكثر من 113 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يجعل منه رافعة تنموية حقيقية للمملكة.
هذا النجاح ليس سوى انعكاس للرؤية الملكية المتبصرة التي جعلت من البنية التحتية المينائية ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي الوطني، ومركزًا لوجستيًا دوليًا يربط بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، ويدعم تطوير الصناعات الوطنية ويخلق فرص الشغل للشباب.
في عيد العرش المجيد، يستحق ميناء طنجة المتوسط أن يكون نموذجًا يحتذى به في الطموح والتنمية، ومصدر فخر لكل مغربي، يعبر عن حكمة القيادة الملكية التي لا تكلّ عن العمل من أجل مستقبل أفضل للمملكة وشعبها.
تعليقات ( 0 )