مع الحدث متابعة لحبيب مسكر
في الوقت الذي يحتل فيه المغرب المرتبة الثالثة عالميًا في تصدير الطماطم، خلف كل من المكسيك وهولندا، يواجه القطاع الفلاحي تحديًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في الاستنزاف الكبير للموارد المائية، ما يطرح تساؤلات جدية حول استدامة هذا النموذج الزراعي في ظل أزمة الماء.
المغرب ثالث مصدر عالمي للطماطم
خلال سنة 2024، سجلت صادرات المغرب من الطماطم أكثر من 424 ألف طن بين يناير ويوليو، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالفترة نفسها من 2023، وفق بيانات موقع Food Business Africa. وتتجه هذه الصادرات أساسًا إلى فرنسا، تليها المملكة المتحدة وألمانيا.
لكن هذا النجاح الاقتصادي يخفي واقعًا مائيًا مقلقًا؛ فإنتاج كيلوغرام واحد فقط من الطماطم يستهلك ما بين 160 إلى 200 لتر من الماء، حسب نوع التربة ونظام الري. وفي مناطق مثل سوس ماسة واللوكوس، التي تُعد من أكبر المنتجين، تتضاعف التحديات بفعل ندرة المياه وتسارع التغيرات المناخية.
البدائل الزراعية الممكنة
من أجل الحد من الضغط على الموارد المائية، يقترح عدد من الخبراء والفلاحين التوجه نحو محاصيل أقل استهلاكًا للماء وأكثر قدرة على التكيف مع الجفاف، نذكر منها:
التين الشوكي (الهندية): قليل الاستهلاك للماء، ويتوفر على فرص تسويق واعدة.
الزيتون واللوز: أشجار معمرة قادرة على الصمود في مناخ شبه جاف وتحقق عوائد اقتصادية محترمة.
الأعشاب العطرية والطبية: مثل الزعتر، النعناع، وإكليل الجبل، وهي مطلوبة محليًا ودوليًا.
الخضروات الموسمية الورقية: مثل الفجل والبقدونس، سريعة الدورة وقليلة استهلاك الماء.
الحل التقني: فلاحة ذكية وموجهة
إلى جانب تنويع المحاصيل، يُنصح باعتماد تكنولوجيات حديثة للري، مثل:
الري بالتنقيط
التسميد عبر المياه (fertigation)
الزراعة المغطاة
تجميع مياه الأمطار وإعادة تدوير مياه الري
نحو فلاحة مستدامة
في ظل ندرة المياه وتقلص التساقطات، لم تعد المعادلة قائمة على الربح فقط، بل على التوازن بين التنمية البيئية والاقتصادية. وقد يكون الوقت مناسبًا لإعادة هيكلة السياسة الفلاحية نحو نموذج أكثر مرونة واستدامة، يحمي الماء، ويضمن الأمن الغذائي، ويصون موارد الأجيال القادمة.
تعليقات ( 0 )