مع الحدث
المتابعة ✍️ : ذ محي الدين البكوشي
صوت شعري جديد ينبثق من المستوى الإعدادي
في وقت تتراجع فيه علاقة الأجيال الناشئة بالكتاب والقراءة، تطل من أعالي جبال تاونات موهبة شعرية استثنائية تُعيد للأدب شبابه، وتُثبت أن الإبداع لا يعرف سناً. إنها التلميذة أمينة الخبيزي، التي لا تزال تتابع دراستها بالسنة الثالثة من التعليم الإعدادي، وتستعد لإصدار أول ديوان شعري لها تحت عنوان “قلمي عنيد”، في تجربة تُعد سابقة على المستوى الوطني في فئتها العمرية.
ينتمي هذا العمل الأدبي إلى ما يمكن وصفه بـ”الكتابة الوجدانية المقاومة”، حيث تتقاطع الذات القلقة مع الأسئلة الكونية الكبرى، بلغة شفافة تنسج بين البراءة والعمق، وتكشف عن حس شعري مبكر ينذر بميلاد صوت واعد في المشهد الثقافي المغربي.
الديوان جاء ثمرة شهور من العمل والاحتضان التربوي والثقافي، تحت إشراف المفتش التربوي ورئيس جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات، الذي واكب الموهبة منذ بداياتها، مؤمناً بقدرتها على التحليق رغم صغر سنها.
وقد تبنت طبع الديوان مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث، في خطوة نبيلة لدعم الطاقات الشابة، بشراكة مع الأستاذ علي أوعبيشة، مدير النشر بالمؤسسة، الذي احتضن المشروع وأشرف على مراحله النهائية.
تدرس أمينة بثانوية 2 مارس الإعدادية بجماعة عين كداح، وهي مؤسسة احتضنت موهبتها برعاية خاصة من مديرها الأستاذ عبد الرحمان بورمطان، الذي كان صلة وصل مهمة ساهمت في تهيئة المناخ الثقافي والإداري لخروج هذا العمل إلى النور.
وليست هذه التجربة الأولى من نوعها في الإقليم، فقد سبق لنفس الإطار التربوي أن أشرف على تجربة أدبية لتلميذة أخرى، فاطمة الزهراء شراط، من ثانوية خالد بن الوليد ببني وليد، صاحبة رواية “جرعة أمل”، مما يعكس حركية ثقافية جديدة في المؤسسات التعليمية بتاونات.
ومع اقتراب صدور “قلمي عنيد”، يترقب محبو الأدب ومتتبعو الشأن الثقافي لحظة ميلاد هذا الصوت الشعري الجديد، الذي قد يشكل بداية مسار أدبي واعد لتلميذة اختارت أن تجعل من الكلمة طريقاً نحو الأمل، والتعبير، والتغيير.
تعليقات ( 0 )