مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ فيصل باغا
تشهد بعض الأحياء والنقاط الحيوية بمدينة بوسكورة في الآونة الأخيرة انتشارًا مقلقًا لظاهرة التسول، خاصة باستخدام القاصرين والأشخاص في وضعية إعاقة، وهو ما يثير حفيظة عدد من المواطنين الذين عبّروا عن استيائهم من هذه المشاهد التي تحزّ في النفس وتمسّ بصورة المدينة.
ورُصدت حالات عديدة في محيط الأسواق، وعند إشارات المرور، وأمام المساجد، حيث تُستغل فئة من الأطفال الصغار، أحيانا لا يتجاوز عمرهم خمس أو ست سنوات، بالإضافة إلى أشخاص يعانون من إعاقات جسدية واضحة، في ممارسة التسول بطريقة ممنهجة توحي بوجود شبكات منظمة تقف وراء هذه الظاهرة.
وأعرب مواطنون عن قلقهم الشديد إزاء هذا الوضع، معتبرين أن استغلال فئات هشة في المجتمع، تحت غطاء الحاجة والعوز، يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وخصوصًا حقوق الطفل وكرامة الأشخاص في وضعية إعاقة. كما طالبوا بتدخل الجهات المعنية من سلطات محلية وأمنية وجمعيات المجتمع المدني من أجل الحد من هذه الظاهرة ووضع حد لاستغلال الفئات المستضعفة.
في هذا السياق، دعا فاعلون جمعويون إلى تفعيل الآليات القانونية الرادعة لمثل هذه الأفعال، وتكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية، بالإضافة إلى تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية وإدماج الأسر الهشة في برامج الدعم والتمكين الاقتصادي.
وتبقى المسؤولية مشتركة بين السلطات، والمجتمع المدني، والمواطنين، من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي لا تمس فقط بالنظام العام، بل تضعف أيضًا الروابط الإنسانية وتكرّس صورة سلبية عن المدينة وساكنتها.
ظاهرة تستدعي وقفة جادة قبل أن تتحول إلى مشهد اعتيادي مألوف لا يُحرك الضمائر.
تعليقات ( 0 )