مع الحدث
تحرير ✍️: ذ براهيم افندي
في مشهد يعكس حجم التسيب والتجاوزات الخطيرة في تدبير المجال البيئي والصحي، تم مؤخرًا تحويل معصرة زيتون قديمةبالقرب من دوار كراكسو ، بجماعة سعادة، إلى معمل سري لتصنيع مواد كيماوية مجهولة، فوق أراضٍ سلالية فلاحية، دون أي ترخيص قانوني أو احترام لأدنى معايير السلامة البيئية أو الصناعية.
ووفقًا لمصادر محلية متطابقة، فإن هذا المشروع الملوث يُشرف عليه شخص نافذ معروف بنفوذه الواسع في المنطقة، حيث يُمارس نشاطه الصناعي خارج أي رقابة، وفي تحدٍ سافر للقوانين التنظيمية التي تحكم استغلال الأراضي السلالية، وتحمي صحة وسلامة المواطنين.
ويؤكد سكان دواوير كراكسو ولقرية أنهم باتوا يعانون يوميًا من انبعاث روائح كريهة خانقة مصدرها هذا المعمل السري، الذي يُنتج موادًا كيماوية مجهولة، ويُخلف نفايات سامة يتم التخلص منها مباشرة في الأراضي الفلاحية المحيطة، دون أي معالجة أو تدابير وقائية.
وقد تسببت هذه الأوضاع في ظهور مشاكل صحية خطيرة، خاصة لدى الأطفال، حيث تم تسجيل عدة حالات ضيق تنفس، التهابات رئوية، ونوبات ربو متكررة، مما زاد من حالة الهلع وسط الأسر التي تعيش على مقربة من هذا النشاط الملوث.
الخطير في الأمر، حسب شهادات الساكنة، أن المعمل يعمل تحت أنظار السلطات المحلية، التي لم تحرك ساكنًا رغم الشكايات المتكررة، مما يُثير شبهات حول وجود تواطؤ أو تساهل مقصود، خاصة مع تقارير تشير إلى أن المشرف على المشروع يتمتع بحماية خاصة من جهات نافذة.
وأكد عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين بالمنطقة أن الأمر لا يتعلق فقط بخرق قانوني، بل بتهديد مباشر للبيئة، وللصحة العامة، ولسلامة أراضٍ فلاحية تعتبر مصدر عيش لعدد كبير من العائلات.
في ظل هذا الوضع المقلق، تتصاعد المطالب بتدخل عاجل من الجهات المركزية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، ووزارة البيئة، من أجل فتح تحقيق نزيه، وإغلاق هذا المعمل فورًا، ومعاقبة المتورطين في هذا الاستهتار بصحة المواطنين.
فهل ستبقى السلطات في جماعة سعادة مكتوفة الأيدي؟ أم أن صحة المواطنين باتت تُساوَم مقابل النفوذ والمصالح؟
تعليقات ( 0 )