المقاطعة.. بين الموقف الأخلاقي وأداة الضغط
✍️ هند بومديان
لا تزال دعوات مقاطعة منتجات بعض الشركات المتهمة بدعم أطراف النزاع تتصاعد في العالم العربي والإسلامي منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في غزة. ورغم التحديات المرتبطة بغياب البدائل المحلية أحياناً، إلا أن تقارير عدة تشير إلى أن بعض العلامات التجارية العالمية سجّلت بالفعل انخفاضاً في مبيعاتها، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي مع هذه الحملات.
المقاطعة، في نظر الكثيرين، ليست مجرد رد فعل عاطفي أو ظرفي، بل تحولت إلى أداة ضغط معنوية واقتصادية تحمل رسائل متعددة: أولها رفض أي شكل من أشكال الدعم الموجه ضد الأبرياء، وثانيها التأكيد على قدرة المستهلك العربي والمسلم على التأثير في المعادلة، ولو بوسائل تبدو محدودة.
لكن السؤال المطروح اليوم: هل تستطيع هذه الحملات أن تغيّر شيئاً في موازين القوى أو في سياسات تلك الشركات؟
الجواب يظل نسبياً. فمن جهة، المقاطعة قد لا تُسقط أنظمة اقتصادية عملاقة، لكنها قادرة على إحراج الشركات أمام الرأي العام العالمي، ودفع بعضها إلى مراجعة مواقفها أو على الأقل اتخاذ حياد ظاهري. ومن جهة أخرى، هي فعل رمزي يترجم غضب الشارع إلى موقف ملموس، ويمنح القضية زخماً مستمراً يتجاوز صخب الأخبار.
بالمحصلة، قد لا تغيّر المقاطعة وحدها موازين القوى، لكنها تظل ورقة مهمة في يد الشعوب، تؤكد أن التضامن ليس شعارات فحسب، بل يمكن أن يتحول إلى سلوك يومي يربك المعتدي ويدعم المظلوم.
تعليقات ( 0 )