مفارقة تاريخية.. يوم سقوط القذافي يجر ساركوزي إلى السجن

البشير الخريف

في واحدة من أغرب المفارقات التي يسجلها التاريخ الحديث، يعود يوم 20 أكتوبر ليحمل رمزية مزدوجة تجمع بين نهايتين مختلفتين لشخصيتين شكلتا معا فصلا مثيرا من العلاقات الدولية في مطلع الألفية الثالثة: معمر القذافي ونيكولا ساركوزي.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2011، لقي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حتفه في ظروف مأساوية، بعدما أنهت الانتفاضة الليبية أربعة عقود من حكمه. غير أن القدر شاء أن يتحول اليوم نفسه، بعد سنوات، إلى تاريخ سقوط سياسي للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي وجد نفسه خلف القضبان في 20 أكتوبر أيضا، بعد إدانته في قضايا فساد وتمويل غير مشروع لحملته الانتخابية.

وتكتسي المفارقة عمقا خاصا بالنظر إلى أن القذافي نفسه كان وراء جزء من تلك القصة، إذ تتحدث تحقيقات قضائية فرنسية عن تلقي حملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 تمويلات غير مشروعة من النظام الليبي، وهو ما شكل محورا لفضيحة سياسية هزت فرنسا لسنوات طويلة.

هكذا، وبعد مرور أكثر من عقد على سقوط القذافي، يجد ساركوزي نفسه أسير اليوم ذاته الذي سقط فيه الرجل الذي ساعده يوما على الصعود إلى قصر الإليزيه. وكأن التاريخ أراد أن يغلق الدائرة في يوم واحد، ليعيد إلى الأذهان مشهدا من العدالة الالهية التي لا تخطئ التوقيت.

تاريخ 20 أكتوبر سيبقى إذن، شاهدا على مفارقة لافتة بين زعيمين جمعتهما المصالح ذات يوم، وفرقتهما محاسبة التاريخ في اليوم نفسه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)