جاري التحميل الآن

نوستالجيا في تاريخ مدينة ابي الجعد منذ قرون حتى اليوم .

مع الحدث ابي الجعد

تعتبر مدينة ابي الجعد من بين المدن المغربية التي بسطت نفوذها وسط المغرب رغم صغر مساحتها بين هضبة الفوسفاط وسهل تادلة. حيث يبلغ معدل ساكنتها حوالي 50 ألف نسمة، كما تشهد على تاريخ طويل يفوق أربعة قرون، أنجبت خلاله العديد من الأسماء الوازنة التي تشتغل في مراكز و مناصب مهمة في مجالات شتى.

وتعد مدينة أبي الجعد مسقط رأس مجموعة من الشخصيات البارزة؛ على رأسهم السيد محمد ياسين المنصوري، المدير العام السابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، والذي يوجد حاليا على رأس هرم المديرية العامة للدراسات والمستندات، والعلبة السوداء للسر الأمني للمملكة المغربية.

والسيد حسن حداد وزير السياحة السابق الذي تربى وترعرع في نفس المدينة إضافة إلى السيد مولاي الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية الأسبق، والقيادي الاشتراكي قيدوم البرلمانين المغاربة السيد الحبيب المالكي، الذي شغل منصب وزير التعليم في حكومة إدريس جطو سابقا .

ليس المجال السياسي وحده فقط الذي يعرف حضور أسماء وازنة من أبناء المدينة ، فالمدينة أنجبت فنانا تشكيليا عالميا رحل سنة 1967، اسمه أحمد الشرقاوي، المؤسس الأول للفن التشكيلي المعاصر بالمغرب رفقة الجيلالي الغرباوي

تعددت الأسماء والتاريخ واحد
ويرجع تاريخ تأسيس مدينة أبي الجعد إلى ما بين سنتي 1566 و1602، على يد الولي الصالح ”بوعبيد الشرقي”، الذي اختارها موقعا لزاويته الشرقاوية، بعد أن عقد العزم على “الرحيل إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة”، فقصده زوار ومريدون، حتى أصبحت زاويته من أهم مراكز الإشعاع الديني والعلمي في المغرب.

ولعل أكثر القصص تفسيرا لأصل تسمية ”أبي الجعد” أن المنطقة كانت مليئة بـ”الجعد”، وهو نوع من أنواع الذئاب، وهناك من يقول إنه كانت هناك نبتة اسمها “الجعدة”، تستعمل في التداوي.

أسماء أخرى للمدينة وردت في العديد من الوثائق الرسمية خاصة الظهائر، التي حملت اسمي ”بجعد” و”جعيدان”، كما نجد “ولد الجعد” في كتابات الباحث الفرنسي شارل دو فوكو، الذي عمر بها طويلا، أما الرحالة والمؤرخ محمد ضعيف الرباطي فقد استعمل اسم “بجعد”، لتستقر التسمية حاليا في أبي الجعد.

و تحتضن مدينة أبي الجعد كل سنة موسمها السنوي ، الذي دأبت المدينة على تنظيمه سنويا والذي يجعل وجه الشبه ممكنا بين المدينة وفتاة تستيقظ على هرج زفافها والمدعوون يحتفون بها وهي غير مدركة للسبب.

إن طبيعة المدينة وبنيتها التحتية تطرح عدة أسئلة حول مدى تحملها لكم مهول من الناس، جلهم يبحثون عن “بركة تطرد كل الشرور من النفوس وشفاء من الجن والوسوسة والهلوسة”، بحسب تصورهم، فيما يبقى رجاء الساكنة معلقا في مشاريع تنموية بسيطة يمكنها أن تعيد تحريك نبض الحياة في هاته المدينة السياحية بامتياز التي تعيش على مقاربة أمنية متميزة كما تزخر جنباتها بطبيعة خلابة يمكن للسائح المغربي والاجنبي أن ينعم فيها بالأمن والأمان والطمأنينة ليل نهار بفضل يقظة عناصرها الأمنية ومسؤوليها على جميع الأصعدة والمستويات .

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك