Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الملك محمد السادس يرأس مجلساً وزارياً ويصادق على إصلاحات كبرى في القطاعات العسكرية والقضائية والفلاحية

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحسن المرابطي

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الاثنين 12 ماي 2025، بالقصر الملكي بالرباط، مجلساً وزارياً خُصص للمصادقة على حزمة من المشاريع القانونية والمراسيم التنظيمية، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية وتعيينات في مناصب عليا. وشملت القرارات إصلاحات في المجال العسكري والقضائي، وتعزيزاً للقطاع الفلاحي، وتعيينات دبلوماسية وترابية بارزة.

توجيهات ملكية لإنعاش القطاع الفلاحي
في بداية الجلسة، استفسر جلالة الملك عن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة على الموسم الفلاحي، وعن وضعية القطيع الوطني، والتدابير المتخذة لتحسين أوضاع مربي الماشية. وأكد وزير الفلاحة أن الأمطار كان لها “أثر إيجابي كبير” على إنتاج الحبوب والزراعات الربيعية والخريفية، وكذلك على الغطاء النباتي والماشية في مختلف مناطق المملكة.

وأصدر الملك توجيهاته لضمان إعادة تكوين القطيع الوطني بشكل مستدام، مع التأكيد على ضرورة إشراف السلطات المحلية على عمليات الدعم الفلاحي لضمان الشفافية والنجاعة. كما استفسر جلالته عن نسبة ملء السدود، حيث أفاد وزير التجهيز والماء بأنها بلغت 40.3%، مما يوفر 6.7 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل استهلاك سنة ونصف من الماء الصالح للشرب.

إصلاحات قانونية وعسكرية
صادق المجلس الوزاري على مشروع قانون تنظيمي يهم تعديل النظام الأساسي للقضاة، بهدف تعزيز ضماناتهم الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق برخص المرض المتوسطة والطويلة الأمد، وإجازات الأبوة والرضاعة.

كما وافق جلالة الملك على أربعة مراسيم عسكرية تهدف إلى:
1. تنظيم الملاحة الجوية العسكرية.
2. تحسين وضعية الملحقين العسكريين.
3. مراجعة مرتبات العسكريين في القوات المسلحة الملكية.
4. تحديث نظام الأجور والتغذية للعسكريين المتقاضين أجوراً تصاعدية.

وجاءت هذه الإصلاحات في إطار العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتحسين الظروف المادية والمعنوية للعسكريين ورفع جاهزيتهم.

تعزيز الشراكة الدولية.. اتفاقيات جديدة واعتراف بالسيادة المغربية
صادق المجلس على 11 اتفاقية دولية، منها 8 مع دول إفريقية، واتفاقيتان مع دول آسيوية، واتفاقية واحدة مع دولة أوروبية. ومن اللافت أن 6 من هذه الاتفاقيات وُقعت في العيون والداخلة، في تأكيد واضح على الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء.

وتغطي الاتفاقيات مجالات متعددة، منها:
– التعاون القضائي والجمركي.
– الطاقة والنقل واللوجستيك.
– تجنب الازدواج الضريبي.
– احتضان المغرب لمقر الاتحاد الإفريقي للمكفوفين.

موجة تعيينات كبرى في الإدارة الترابية والسلك الدبلوماسي
1. تعيينات في وزارة الداخلية
بناءً على اقتراح رئيس الحكومة ومبادرة وزير الداخلية، عين جلالة الملك 25 والياً وعاملاً، بينهم عدد من النساء في مناصب قيادية، مثل:
– السيدة بشرى برادي (عاملة عمالة عين الشق).
– السيدة حنان الرياحي (عاملة مكلفة بالشؤون الداخلية لجهة مراكش-آسفي).

2. تعيينات دبلوماسية
تم تعيين 10 سفراء جدد، من بينهم:
– السيدة نزهة علوي محمدي (سفيرة لدى رواندا).
– السيدة نادية الحنوط (سفيرة لدى الفلبين).
– السيدة مريم الناجي (سفيرة لدى فيتنام).

3. تعيينات اقتصادية وصحية
– السيدة نزهة حياة مديرة عامة لـصندوق محمد السادس للاستثمار.
– السيد محمد عكوري مديراً عاماً للمجموعة الصحية الترابية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
– السيد أمين المزواغي مديراً عاماً لـوكالة التنمية الرقمية.

خطوات متسارعة نحو التحديث
هذه القرارات الملكية تعكس الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك في تعزيز الحكامة الترابية، وتحديث القطاعات الحيوية، وترسيخ المكانة الدولية للمغرب. كما تؤكد النهج التشاركي بين المؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة والاستجابة لتطلعات المواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

صاحب الجلالة نصره الله يعين السيد هشام بلاوي وكيلا عاما لدى محكمة النقض خلفا للسيد الحسن الداكي

مع الحدث/ الرباط

 

في ما يلي بلاغ من الديوان الملكي:

 

“تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، يومه الاثنين 12 ماي 2025، بتعيين السيد هشام بلاوي، وكيلا عاما للملك لدى محكمة النقض، رئيسا للنيابة العامة؛ وذلك خلفا للسيد الحسن الداكي، الذي تعذر عليه مواصلة مهامه لأسباب صحية.

 

وقد أدى السيد الداكي المهام الموكولة إليه بأمانة وإخلاص، وبكل نزاهة وتجرد، في سبيل تعزيز استقلال القضاء وسيادة القانون، وضمان حقوق وحريات الأشخاص والجماعات”.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

تعيينات عليا جديدة تُجدد النخبة الإدارية والمالية بالمملكة

مع الحدث

بقلم ✍️: ذة  مجيدة الحيمودي

 

في إطار الدينامية المتواصلة لتجديد النخبة الإدارية وتعزيز الحكامة بالمؤسسات الوطنية، تم الإعلان عن دفعة جديدة من التعيينات الرفيعة المستوى شملت قطاعات الداخلية، المالية، والقضاء.

وقد تم تعيين والي جهة طنجة تطوان الحسيمة كاتبا عاما لوزارة الداخلية، وهشام بلاوي رئيسًا جديدًا للنيابة العامة خلفًا لمولاي الحسن الداكي، في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في أجهزة العدالة وتعزيز فعاليتها.

كما تم ترقية السيدة حورية بلصيق، باشا مدينة أصيلة، إلى منصب عاملة على عمالة مقاطعة الحي الحسني، إلى جانب ترقية نوال العسكري، باشا النخيل، إلى عاملة بجهة الدار البيضاء.

وعلى مستوى المؤسسات المالية، عُينت نزهة حياة مديرة عامة لصندوق محمد السادس للاستثمار خلفًا لمحمد بنشعبون، فيما تم تعيين عبد اللطيف لوديي واليًا لبنك المغرب خلفًا لعبد اللطيف الجواهري، الذي أنهى مسارًا طويلاً من العطاء في قيادة المؤسسة المالية المركزية.

تعيين السيد خالد سفير مديرا عاما للقرض الفلاحي

تعيين السيد فؤاد لبريني رئيسا لصندوق الإيداع والتدبير

تعيين السيد فريد الباشا رئيسا للمحكمة الدستورية

تعيين عامل إقليم الصويرة عاملا على عمالة المحمدية

تعيين كاتب عام عمالة الرباط محمد الورادي عاملا على إقليم شفشاون
تعيين السيد حميد الشنوري عاملا على إقليم بركان
تعيين لحسن بوكوطة عاملا على عمالة إقليم بنسليمان
تعيين محمد باري عاملا على عمالة إقليم طاطا
ترقية حنان رياحي رئيسة دائرة السواني بطنجة إلى رتبة عامل وتعيينها عامل رئيسة قسم الشؤون العامة بولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة

تؤشر هذه التعيينات على استمرار التوجه نحو إسناد المسؤوليات لكفاءات مجرّبة، بما يخدم مشاريع التنمية والإصلاح المؤسساتي بالمملكة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الرباط تحتضن أول دورة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وبوروندي

مع الحدث/ الرباط

متابعة ✍️ ذة : مجيدة الحيمودي

الرباط، 12 ماي 2025

 

ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، رفقة نظيره البوروندي السيد ألبرت شينجيرو، أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي، التي انعقدت اليوم بالعاصمة الرباط.

 

ويشكل هذا اللقاء خطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وترجمة فعلية لإرادتهما السياسية في توسيع مجالات التعاون، خاصة في مجالات التنمية، التعليم، الصحة، والدبلوماسية متعددة الأطراف.

 

كما جرى خلال هذه المناسبة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تعكس التزام الرباط وبوجمبورا بتعزيز شراكة جنوب-جنوب فاعلة ومثمرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الرئيس الأمريكي ترامب يؤكد: “زيارتي للدول الخليجية السعودية وقطر والإمارات ستكون تاريخية”

مع الحدث

متابعة ✍️ ذ :لحبيب مسكر

الرباط – عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه القيام بجولة في منطقة الخليج تشمل كلاً من المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفًا هذه الزيارة المرتقبة بـ”التاريخية” بالنظر إلى طبيعة القضايا المطروحة على طاولة النقاش وأهمية العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي.

وفي تصريح أدلى به صباح اليوم من البيت الأبيض، أكد ترامب أن الزيارة ستشكل “منعطفًا في مسار التعاون الأمريكي الخليجي”، مبرزًا أن أجندته تشمل ملفات الأمن الإقليمي، والتنسيق في مجال الطاقة، إلى جانب تعزيز الشراكات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “لدينا مصالح مشتركة ورؤية موحدة لأمن واستقرار المنطقة، وأنا متحمس جدًا للقاء قادة هذه الدول الصديقة لمواصلة البناء على علاقاتنا القوية”.

وتأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي ودولي متقلب، وسط تطورات أمنية وجيوسياسية لافتة، مما يمنحها أبعادًا استراتيجية يتابعها المراقبون عن كثب.

يُذكر أن ترامب سبق له أن زار السعودية سنة 2017 في أولى زياراته الخارجية كرئيس، والتي شهدت توقيع صفقات ضخمة وتشكيل تحالفات سياسية بارزة، الأمر الذي يرفع سقف التوقعات بشأن الزيارة الحالية.

ومن المرتقب أن يبدأ الرئيس الأمريكي جولته انطلاقًا من الرياض، على أن يتوجه بعدها إلى الدوحة ثم إلى أبوظبي، حيث ستُعقد لقاءات رسمية رفيعة المستوى مع قادة الدول الثلاث.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

بوروندي تجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب في أول دورة للجنة المشتركة للتعاون

مع الحدث

بقلم ✍️ ذة : مجيدة الحيمودي

الرباط، 9 ماي 2025

 

 

جددت جمهورية بوروندي، عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإنمائي السيد ألبرت شينجيرو، دعمها الثابت لمغربية الصحراء، وذلك في بيان مشترك وقّع اليوم بالرباط خلال انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي.

 

ويأتي هذا الموقف ليعزز الزخم الدولي المتنامي المؤيد للوحدة الترابية للمغرب، ويكرّس متانة العلاقات الثنائية بين الرباط وبوجمبورا، المبنية على التعاون الفعّال والاحترام المتبادل.

 

وشكل هذا اللقاء مناسبة لتأكيد الانسجام الدبلوماسي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكة في مجالات التنمية والتعاون جنوب-جنوب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

التبوريدة.. فرجة أصيلة تُشعل المهرجانات الصيفية وسط معاناة الفرسان

مع الحدث

بقلم ✍️ ذ : لحبيب مسكر

 

مع حلول فصل الصيف، تنتعش المهرجانات المحلية والوطنية في مختلف ربوع المملكة، حاملةً معها أجواء الفرح والاحتفاء بالتراث المغربي. وإذا كانت السهرات الفنية تمثل إحدى ركائز هذه التظاهرات، فإن “التبوريدة”، أو ما يُعرف بفن الفروسية التقليدية، تظل من أبرز عناصر الجذب التي تأسر قلوب الجمهور وتعكس عمق الهوية المغربية.

 

تنتمي التبوريدة إلى الموروث الثقافي الشعبي المغربي، وتُعد شكلاً من أشكال الفروسية التقليدية التي تعود إلى قرون مضت. يجتمع فرسان بلباس تقليدي مميز، يركبون خيولاً مزينة بعناية، ويؤدون طلقات نارية منسجمة تعكس مهاراتهم العالية في التنسيق والانضباط. وتُقام “الحلقة” وسط فضاءات مفتوحة حيث يحتشد الزوار لمتابعة هذا العرض التراثي الآسر.

 

ما يميز التبوريدة هو قدرتها على استقطاب جمهور واسع من مختلف الأعمار والفئات. فالأطفال ينبهرون بجمالية الخيول وزينة السروج، بينما يجد الكبار فيها صدى لذاكرة جماعية تربت على حب الأرض والشهامة والفرس. وتتحول ساحات المهرجانات إلى فضاءات نابضة بالحياة، حيث تختلط روائح البارود بصفير الإعجاب وتصفيق المتفرجين.

 

ورغم البريق الذي يضفيه هذا الفن الأصيل على التظاهرات الصيفية، إلا أن فرسان التبوريدة يعيشون واقعاً صعباً يتسم بضعف الدعم المالي وغياب التأمين الطبي، خاصة مع ما تفرضه المهنة من مخاطر بدنية أثناء العروض. يعاني العديد من “المُقَدّمين” من غلاء الأعلاف وتكاليف تجهيز الخيول، في غياب تعويضات كافية أو دعم مؤسساتي يضمن استمرارية مشاركتهم.

 

كما يشتكي المهتمون بالتبوريدة من غياب نوادٍ متخصصة لتعليم هذا الفن، ما يصعب نقل الخبرات إلى الأجيال الصاعدة ويهدد استمرارية الموروث. ويظل كل ما يُكتسب يتم عبر اجتهادات فردية وتلقين داخل السربات، بعيداً عن أي إطار تكويني منظم.

 

فضلاً عن بعدها التراثي، تساهم التبوريدة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، إذ توفر فرص شغل موسمية وترفع من الرواج التجاري بالمنطقة. كما أنها تدعم السياحة الداخلية، خاصة في المناطق القروية التي تجد في هذه الفعاليات فرصة للتعريف بمؤهلاتها.

 

تبقى التبوريدة عنواناً متجدداً للفخر والانتماء، وركيزة أساسية لإنجاح المهرجانات الصيفية، بما تحمله من فرجة، وتاريخ، وأصالة. غير أن الحفاظ على هذا التراث يتطلب إرادة حقيقية لدعمه، من خلال تمويل عادل، وتأطير مهني، وضمان اجتماعي يحمي من يجعلون من الفروسية رسالة حياة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

✍️ هند بومديان

 

في مدينة سلا المغربية، تقيم الفنانة التشكيلية آسية سلافي، حيث تنسج لوحاتها بحس مرهف وتجربة متراكمة، تجعل من كل عمل فني لحظة تأمل واحتفاء بالجمال.

ولدت وترعرعت في مدينة فاس، تلك المدينة التي تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، لتكون مهد الإلهام الأول بالنسبة لها. نشأت في بيت يفيض بالفن، حيث كانت والدتها متقنة لفن الطرز الرباطي، فيما بدأت آسية رحلتها في التعبير عن ذاتها من خلال الطرز الفاسي و”طرز النطع”، قبل أن تجد في الفن التشكيلي لغتها الحقيقية.

لم تتلقَّ آسية سلافي تكوينًا أكاديميًا في كليات الفنون، بل صنعت طريقها بموهبة فطرية مدعومة بتكوينات خاصة في مدارس فنية، وأخذت تتطور عبر البحث الذاتي والتجريب الدائم. تأثرت في بداياتها بأعمال الشعيبية طلال، وبالفن السريالي كما يتجلى في عالم سلفادور دالي، إضافة إلى حضور واضح للمدرستين التكعيبية والواقعية في أعمالها.

تُعرف لوحات آسية سلافي برمزيتها العميقة وطابعها التعبيري الحالم، وهي لا تتبع منهجًا تقنيًا صارمًا، بل تترك لنفسها حرية التجريب والإبحار مع اللحظة الإبداعية. الصباغة الزيتية هي خامتها المفضلة، لما تمنحه لها من مرونة وكثافة تعبيرية.

بالنسبة لها، لحظة الإبداع تشبه الحلم، وتعيشها بكامل الحواس، في طقس خاص تحفه الموسيقى والصمت الداخلي. لوحاتها لا تعكس فقط تجاربها، بل تكشف عن عمق ذاتها، وغالبًا ما تكتشف مشاعرها الحقيقية بعد الانتهاء من العمل الفني.

منذ أول معرض جماعي لها بمدينة سلا، تابعت آسية سلافي مسيرتها بعزيمة وإصرار، وشاركت في العديد من المعارض الوطنية في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش وغيرها. تلقت دعمًا من جمعيات فنية ساعدتها على صقل مهاراتها وتوسيع آفاقها، كما نالت أكثر من ثلاثين شهادة تقديرية، تؤكد حضورها الفني المؤثر.

ورغم عدم مشاركتها بعد في معارض دولية، فإنها تطمح لعرض أعمالها في قاعات عالمية كبرى بإسبانيا أو فرنسا، أو حتى داخل قصر الباهية بمراكش، في احتفاء بجذورها وهويتها الفنية.

تؤمن آسية سلافي بأن الفن قادر على إحداث التغيير، إذ يعزز الذوق الجمالي، ويطرح أسئلة وجودية تُحفّز التفكير المجتمعي. كما ترى أن التكنولوجيا اليوم أصبحت أداة مساعدة، وتفكر في دمج بعض تقنياتها في أعمالها مستقبلاً.

تحلم آسية بتنظيم معرض فردي كبير يُجسد خلاصة تجربتها الفنية.

فهي، رغم التحديات، لم تفقد يومًا شغفها، لأنها تعتبر أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريقتها لفهم الحياة والوجود، ومصدر سلامها الداخلي.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة

مراكش تستقبل مولودًا في حالة حرجة قادمًا من الداخلة وسط رعاية طبية متقدمة

مع الحدث

بقلم ✍️ذة : مجيدة الحيمودي

الإثنين 12 ماي 2025

في تجسيد عملي لروح التكافل الصحي والجاهزية الطبية، استقبل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش مولودًا حديث الولادة قادمًا من مدينة الداخلة، في حالة صحية حرجة نتيجة إصابته بكتلة ضخمة على مستوى العنق.

وقد تم نقل الرضيع عبر طائرة طبية مجهزة وفرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في عملية دقيقة تمت تحت إشراف طاقم طبي وتمريضي مختص، بعد تلقيه الإسعافات الأولية بالمستشفى الجهوي الداخلة وادي الذهب.

وفور وصوله إلى مراكش، جندت إدارة المركز كافة الفرق الطبية المتخصصة، من طب حديثي الولادة إلى جراحة الأطفال والإنعاش، لضمان استقرار الحالة الصحية للرضيع والتكفل به في ظروف صحية مثالية.

تعكس هذه العملية الناجحة التزام المركز الجامعي محمد السادس بخدمة المواطن أينما كان، في تناغم تام مع الرؤية الملكية السامية التي تضع الحق في الصحة في صلب أولويات الدولة، وخاصة لفائدة سكان المناطق البعيدة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ليلى لحلو … من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

ليلى لحلو من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

✍️ هند بومديان

 

من قلب مدينة الدار البيضاء، تبرز الفنانة التشكيلية ليلى الحلو كصوت فني اختار أن يشق طريقه بحرية، دون قوالب أو قيود. تركت خلفها معادلات الفيزياء لتمنح الألوان مكانها الطبيعي في حياتها، مدفوعة بشغف لم يخفت منذ الطفولة، ووعيٍ بأن الفن ليس ترفاً، بل حاجة روحية ووجودية.

 

لم تكن رحلتها سهلة ولا ممهدة، فهي لم تتخرج من معهد للفنون ولم تتلق تكوينًا أكاديميًا تقليديًا، بل اختارت التعلم الذاتي، شاركت في ورشات تقنية، وراكمت خبرة من خلال التجريب المتواصل والاحتكاك المباشر بعوالم الفن. تأثرت في بداياتها بالمدارس الأوروبية، وخصوصًا فترة إقامتها في فرنسا، حيث شدت انتباهها أعمال موديغلياني وسيزان، لكن سرعان ما عاد الحنين لرموز الذاكرة المغربية، للون الأرض، لجدران فاس العتيقة، وللحنين البعيد الذي تسكنه التفاصيل.

 

ترفض ليلى أن تحبس نفسها في أسلوب محدد، تؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن التجريب، لذلك تتأرجح أعمالها بين الواقعية والتجريد، تارة تحمل رمزية صوفية وتارة تغوص في عمق الإنسان، بتشظيه وحيرته واندهاشه. تشتغل بالأكريليك غالبًا، وتلجأ أحيانًا لمواد مسترجعة تعبيرًا عن موقفها البيئي، معتبرة أن الفن ليس فقط إبداعًا بصريًا، بل مسؤولية ورسالة تجاه العالم.

 

ما يميز أعمالها هو ارتباطها بالهوية دون الوقوع في فخ الفولكلور، تستحضر الرموز الأمازيغية، النقوش، الألوان الحارة، والمرأة كمركز قوة وألم وجمال. لا ترسم المرأة كجسد، بل ككيان يحمل الحكاية كلها، بحزنها، بصبرها، بثقلها الداخلي الذي لا يُرى في الصور النمطية.

 

بخطى ثابتة، بدأت تشق طريقها في المعارض، من أول مشاركة جماعية كان وقعها عليها عميقًا، إلى مشاركات وطنية عديدة جعلت اسمها يحضر في المشهد الفني المغربي. ورغم غياب الدعم المؤسساتي، تواصل العمل والمثابرة، تؤمن بأن الإبداع لا ينتظر الإذن من أحد، بل يصنع لنفسه مكانًا ولو في الهامش.

 

تطمح للوصول إلى العالمية، لا من باب الشهرة الفارغة، بل من باب الإيمان بأن الفن لغة تتجاوز الحدود. تقتنع بأن اللوحة الصادقة تصل، ولو بعد حين، وأن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى لصوت نسائي حر، متجذر، ومتشبث بخصوصيته دون انغلاق.

 

ليلى الحلو ليست فقط فنانة، بل قصة عن الجرأة في اتباع النداء الداخلي، عن امرأة وجدت خلاصها في الألوان بعد أن ضاقت بها المعادلات، فاختارت أن ترسم الحياة كما تراها: مشوشة، صاخبة، صادقة، ومليئة بالضوء الذي يخرج من قلب العتمة