Categories
أخبار 24 ساعة

استضافة إلياس المالكي تثير الجدل: بين إنتقادات لاذعة وتثمين دولي لإنجازاته

المتابعة: ذ لحبيب مسكر

أثار حضور صانع المحتوى المغربي إلياس المالكي في افتتاح كأس أمم إفريقيا للسيدات جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد دعوته من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لحضور هذا الحدث الرياضي الكبير الذي جمع المنتخب المغربي بنظيره الزامبي. اعتبر بعض المتابعين هذه الخطوة زلة غير محسوبة، وطرحوا تساؤلات حول معايير اختيار الضيوف الرسميين لمناسبات وطنية هامة.

وتركزت الانتقادات على شخصية المالكي، التي توصف أحيانًا بأنها مثيرة للجدل، ومحتواه الرقمي الذي ينتقده البعض لما يضمه من كلمات وسلوكيات لا تتماشى مع القيم الأخلاقية والاجتماعية للمجتمع المغربي. ورأى المنتقدون أن استضافته ضمن حدث رسمي يعد رسالة ضمنية تقبل هذا النوع من المحتوى، مما يستوجب وقفة تأمل من الجامعة في اختياراتها.

مع ذلك، يرى آخرون أن المالكي استطاع أن يحقق حضورًا وتأثيرًا دوليًا ملحوظًا، إذ تلقى دعوة من نجم الكرة العالمي جيرارد بيكي للمشاركة في دوري الملوك الذي أقيم في ميلانو الإيطالية، وهو حدث يجمع بين الترفيه والرياضة. وشارك ضمن فريق مغربي مكون من لاعبين سابقين وحاليين، وحقق الفريق إنجاز الوصول إلى نصف النهائي، قبل استقبالهم رسميًا في مطار الرباط-سلا بحضور وفد من الجامعة.

المالكي، الذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، يقدم محتوى متنوعًا بين الألعاب الإلكترونية والتعليق الرياضي والتفاعل مع قضايا اجتماعية، ما جعله شخصية مؤثرة خاصة بين الشباب.

يبقى الجدل حول استضافته انعكاسًا للتوتر بين القيم التقليدية للمجتمع المغربي والتحولات الرقمية التي تجتاح وسائل الإعلام، ما يدفع المؤسسات الرسمية إلى إعادة تقييم سياساتها في اختيار الشخصيات التي تمثلها في المحافل الوطنية، لضمان التوازن بين احترام الهوية الثقافية والتواصل مع أجيال جديدة.

Categories
أعمدة الرآي جهات

تقزيم دور الصحافة: صرخة استنكار لأسلوب باشا الحي الحسني

حسيك يوسف :مدير نشر جريدة مع الحدث

في واقعة مرفوضة تمامًا، أقدم باشا الحي الحسني على تقزيم دور الصحافة، حيث سخر من الصحافيين المهنيين واعتبر أن عملهم لا يعدو كونه “لعب الدراري”. هذا التصريح الغير مسؤول يأتي في وقت تتعرض فيه حرية الصحافة لتهديدات متزايدة، ويعكس تجاهلاً صارخاً لأهمية الإعلام كسلطة رابعة.

إن منع الصحافيين من أداء واجبهم في نقل الأخبار يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقهم، واعتداءً على الحق في الحصول على المعلومات. من غير المقبول أن يقوم أي مسؤول، مهما كانت صفته، بتعطيل عمل الصحافة، خاصةً في ظل غياب أي قرار قضائي يبرر ذلك. إن هذا السلوك يعبر عن عقلية قمعية تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وإخفاء الحقائق.

المجلس الوطني للصحافة، الذي يُفترض أن يكون صوت الإعلاميين وحامي حقوقهم، لم يتحرك حتى الآن لإدانة هذا التصرف. إن صمته يُعد تواطؤًا مع هذا الانزلاق الخطير الذي يهدد حرية التعبير ويقوض من قدرة الإعلام على ممارسة دوره الرقابي.

يجب أن يُنظر إلى هذه الإهانة بجدية، ويجب أن تُقابل بإدانة قوية من جميع النقابات الصحفية وجمعيات الناشرين في المغرب. إن السكوت عن هذا النوع من السلوكيات يعني السماح بتقويض الأسس التي يقوم عليها الإعلام الحر.

إن تقزيم دور الصحافة ليس مجرد إهانة للصحافيين، بل هو اعتداء على المجتمع بأسره، حيث يُحرم من الحق في معرفة الحقيقة. ينبغي على جميع الأطراف المعنية أن تتكاتف للدفاع عن حرية الصحافة، فبلا صحافة حرة، لا يمكن تحقيق ديمقراطية حقيقية. يتوجب علينا جميعًا الوقوف في وجه هذه الانتهاكات، والعمل على حماية الإعلام من أي محاولات لتقويض دوره الحيوي.