جاري التحميل الآن

أسباط الاحتفالية عائدون

 

 

 

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي تخصص مسرح في موضوع: “صورة اليهودي في المسرح المغربي” كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس, مؤلف مسرحي و مخرج و روائي و فنان تشكيلي و شاعر, إنه المجدد صاحب عدة مؤلفات يكفي أن نذكر مسرحية احتفال الجسد و مدينة العميان و الغالية و رواية وداعا رانقة و صورة اليهودي في المسرح المغربي, إنه حفيد الاحتفالية, صانع الاحتفالية الجديدة سيرا على شيخ الاحتفالية و عميد المسرح المغربي و فيلسوفه الدكتور عبد الكريم برشيد الباحث عن التأصيل.
الدكتور محمد الوادي المبدع ابن مدينة تاونات المغربية, و الكازاوي الراقي و المثقف, اسمان قرينان بعضهما البعض, فيكفي أن نذكر الرجل الاحتفالي و منظرها يليه الدكتور محمد الوادي الذي يتمم المسيرة التي بدأها الرجل الاحتفالي و مازال يعطي المزيد, ثلاثة أركان للاحتفالية الجديدة ” حيوية الحياة و مدنية المدينة” أما الركن الثالث فهو الذي يربط العالم الاحتفالي بالتأصيل.

إن هذان الرجلان المولعان بالفكر و التنمية المسرحية و الثقافية محليا و عربيا, جعلا من المغرب قاطرة مهمة للنقد المغربي و العربي, و هذا ما جعل المغرب يعتبر إحدى الروافد و المراجع المهمة على مستوى التأصيل المسرحي, ابتداء من ثنائية وردة و برشيد, و تيمد و اعبابو, و الطيب الصديقي و عبد الكريم برشيد, و الآن تلاقح جيل الوسط مع الريادة.
نحن أسباط التأصيل المسرحي, خاصة المسرح الاحتفالي الذي صنعه فيلسوفنا المسرحي العربي عبد الكريم برشيد و ها هو محمد الوادي الغني عن التعريف يستمر في رحلة الاحتفال, و عدم الخضوع لرغبة الامبريال الغربي, فكل واحد منا استطاع أن يخلق عالمه, لكن عالم المسرح الذي يرتقي كلما ازدادت نظرية ما أو تيار أو مدرسة, عندنا في المغرب منظرين و نقاد مسرحيين يستحقون الخلود الفكري باسمهم و بقاماتهم.
نحن أسباط عبد الكريم برشيد و سنكون أحفاد محمد الوادي, لكي يستمر نبض الفكر المثمر و الذي يجب عليه أن يستمر.
السؤال الذي يمكننا طرحه هنا هو ماذا سيقدم الأسباط للاحتفالية؟ و ما مدى قدرتهم على تأسيس تريكة فكرية و لو بعد رحيل ربها و أنبياؤها و صحابتها الكرام, العالم امتلأ بالمتناقضات و أصبحت الانسانية تعيش في محك كبير و في قوقعة لا مفر منها, إذا فالاحتفال المسرحي غايته السامية هو يريد أن يجعل من المحلية عالمية, و من الموروث الشعبي المغربي, رمزا لمسرحنا, حيث تخلصنا من الغرب, و من النهايات الدونكيشوتية, و هذا كله كان بتظافر جهود كبار القوم في الفكر, على غرار تجربة رائد التأصيل العربي, هناك تجربة للكغاطين, محمد الكغاط و فهد الكغاط و عبد الحق الزروالي في مقامه المتفرد.
إذن الأسباط و الأحفاد جنود الاحتفالية لكي تبقى حاضرة على مدى العصور, و قد نقول أن أمين ناسور نجح إلى حد كبير في أن يكون حفيدا من الأحفاد حين اقتبس مسرحية على باب الوزير و أنجز مسرحية شابكة, و الأكراد الذين جسدوا مسرحية اسمع يا عبد السميع.

 

 

الاراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك