الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
إنسانية متجددة
في لحظة من اللحظات أقف مع نفسي و ذاتي لأتعرف الى : اين أنا ذاهب ؟
لقد تركت كل حواسي و أحاسيسي جانبا متخليا عن كل شئ إلا عن التفكير في مساري الشخصي ، فأفكر إلى أين المسير و أين المصير؟
فأنا أبحث عن ملاذي و سلسبيلي و ما مألي بين الإنسانية ، وأتأمل الكون في يقظة من أحلامي و في حلم يقظتي ، أحاول ان اتخذ مسارا يمينه إشراق على الإنسانية بالخير و النجاح بجلب المنافع و يساره درأ مفاسد الخلق عنها ، فاذا بها مسدودة هي الطريق امام عيني ، فلا أستطيع ان أتقدم خطوه ، لكنني مصر على التقدم دون تراجع للوراء ، رغم التعثرات التي أصابتني و مازالت تصيبني ، فأنا ٱمل أن أجد فسحة في كل محنة تولد في داخلي طاقات و طاقات تبلورها الى شحنات تهم باتخاذ قرارات ايجابية في الحياة غير أن الخطر المحدق و الصعب هو تفعيل تلك القرارات ،
فبأي عقل و اي إرادة أطبق و أفعل ذلكم القرار ، فإن كان في غير محله فحتما تكون النتائج عكسية في تلك اللحظه، غير أنه حتى في لحظة تفعيل القرار بشكل سلبي فهي اجدى من عدم اتخاذه و التردد في تفعيله ،
فأنا لا أجعل شمس الإرادة تغيب عن قلبي ، و اربط الاسباب بمن صنعني و سواني بالدعاء فله الحمد و له الثكلان ، وينادي منادي الحي القيوم فتسجد كل اعضائي لخالقها ، وتتشبث به ، وتهرب اليه ، وتتخذ القرار المناسب
نعم ، فهي تهرول لتسجد سجدات أشكو فيها حالي لله المولى القدير على فك شيفرات الغموض ، و أقف بين يديه كأن دنياي اقفلت جميع أبوابها في وجهي و كأنها غابت شمس البشرية و الإنسانية عن عيني واشرقت شمس الإنابة و الرجوع لرب الارباب ،
و في سجودي تتمتم جوارحي و تخبر الخبير بالافتقار إليه فيسمع ندائي و هو السميع الخبير
ثم أغادر العالم الملموس المحسوس المدسوس في لحظة الى عوالم التماس و فوارس الناموس ، وأخرج من دنياي الغوغاء الى حديقة الفردوس الغَنًّاء ، و تفتح ابواب الخير أمامي فتخا مبينا ، فأكون مع الله و بالله و لله ،
قد يعيش الانسان لحظات من السعادة رغم انها قليلة إلا أنها قادرة على ان تمحو سنوات من الحزن والالم إن أحسن التوكل و الالتجاء الى مولاه فيكون مرسال خير و صلاح للانسانية جمعاء
أخط رسالتي بين الإنسانية بأمل متجدد فيخط القلم خطوط الامل بإنسانية متجددة الى الأفق الممتد عبر مضيق الكلمات للوصول الى الجمال عبر الجمل والعبارات ، لكن الفعل يأتي بالتفاعل و التدافع للخير و الانفعالات ، تتزاحم في داخلي كلمات يمتد عبيرها على ضفاف جسور الكون المكنون بداخلي ممتدا من ساحل قلبي الى عمق جوارحي ، وبينهما تسبح الاماني وكلما تقدمت نحو العمق أدركت انني قد انطوى العالم كله في كينونتي على شكل عبرات و عبارات و ترانيم و تلاوات ، دون أن يغرق بعضها في مجهول بحر الامنيات و التسويفات
في هذا الموج المتلاطم من الساحل الى العمق تنبعث إنسانيتنا المتجددة رسالات و رسالات ، فأكون متزنا بين الاماني والامال والواقع حتى لا أغرق في يم المثاليات
و مع كل إشراقة و مع كل رشفة من كاس القهوة نرتشفهما تتمتزج تطلعاتنا بالانتظارات و يمتزج فيه مشاعر الحب ورونق السلام و الفلاح مع حمام الحياة وتغريدات الاطفال واستعداد شيخ كبير في السن للذهاب الى مسجد
فسلاما لقلب يعيش ليسعد غيره وهو يتامل خيرا و يأمل الخير للأنام صباح مساء… ثم ليله يطيب لروحه بين ارواح الهائمين لرب السموات
فتبقى رسالتنا إنسانية متجددة
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
Share this content:
إرسال التعليق