مع الحدث الدار البيضاء
في ندوة صحفية تواصلية أعلن عن الدورة 29 للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء وذلك ليلة الثلاثاء 31 أكتوبر 2023، بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، باعتبارها فضاء للتكوين الفني وفضاء من ضمن فضاءات فعاليات المهرجان الذي سينطلق من 7 إلى 11 نونبر 2023، هذا المهرجان الذي يحتفي بمجموعة من الفضاءات الثقافية التي ينفتح عليها بدء من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك والمركبات الثقافية عبر جغرافية البيضاء: محمد زفزاف، المعاريف، مولاي رشيد، المعهد الفرنسي للدار البيضاء، المركز الثقافي الأمريكي، مركز الفنون/ مرسم ومعهد سرفانتيس، وتحضر كالعادة لهذا المهرجان فعاليات من المعمور تقدم منتوجها ومنجزها الفني من: ألمانيا، الأرجنتين، بلجيكا، كندا، السويد، إسبانيا، فرنسا بولونيا، أمريكا، إكواتور، رومانيا، التوغو، السنغال، سوريا، تونس. في موضوع: “من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي”، وهو شعار يشخص المسار الذي قطعه المهرجان من مرحلة الإلكترونية الميكانيكية إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الذي يقود الحاضر والمستقبل ومستقبل المستقبل، وهو عمر فني أتم عقده الثالث وراكم تجارب وتواصل مع عدة أجيال عبر المعمور يحملون هم وقضية هذا الفن تواصلا مع أحدث التقنيات إبداعا وقيادة وتدبيرا فنيا وتقنيا، وقد تمت الإشارة إلى هذه المعاني والمكانة في التوصيف البصري للمهرجان الذي أعده المبدع الفني ذ.خالد بن الضو المتخصص في مجال الملصق الفني برؤى فكرية وتأويلية؛ إذ اعتمد على أيقونة تضم كرسي أزرق له أربع أرجل إلكترونية بمعنى أن فن الفيديو للدار البيضاء، له الاعتبار والتقدير ويصل إلى مرحلة الكرسي الأنيق بالمعنى الأكاديمي، أي كرسي علمي له علاقة بالبحث العلمي والتنمية والمعرفة وتضاف إليه الفنون، وفعلا لفن الفيديو هذه الخاصية كونه مشروع فني وتقني يفكر ويتواصل بذكاء ودينامية، وقد أتم عقده الثالث في هذه الخدمة والمكانة، مع الإشارة أن للون الأزرق دلالة الحلم وقد أتبتث بعض البحوث العلمية مؤخرا أن اللون الأزرق يعد أكثر الألوان التي تنقل الهدوء والاسترخاء للجسد والفكر وله دلالة العقل والذكاء ولهذه الأسباب أصبحت التكنولوجيات الحديثة تنعت بالعالم الأزرق الرحب.
أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء، ذ. رشيد الحضري، خلال الندوة الصحفية أن الدورة 29 من المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء، تتزامن مع الذكرى 30 لتأسيس المهرجان وانطلاقته بدء من سنة 1993، كما صرح أن الجهة المنظمة ستبقى حريصة على الوفاء للبعد الفني وأيضا البيداغوجي لهذا المهرجان، وذلك من خلال البرمجة الثقافية والفنية والتقنية والتنصيبات والعروض الفنية والورشات التي تهدف إلى تنمية المهارات لدى الطالب، الأمر الذي يساهم في تسهيل اندماج الطلبة في النسيجين الاقتصادي والاجتماعي، في هذا الإطار نوه السيد العميد على أهمية مشاركة طلبة كلية بنمسيك للآداب وطلبة مدارس الفنون بالمغرب والفنانين الشباب في مختلف أنشطة المهرجان على اعتبار أن الورشات التكوينية والماستر كلاس والندوات تمنح الشباب الجامعي وشباب المؤسسات الفنية وعموم المهتمين الفرصة للاستفادة من خبرة ومعرفة الباحثين والفنانين المحترفين من داخل المغرب وخارجه وتخلق لشباب العالم فرصة الحوار والتواصل والتبادل المعرفي والفني والتقني؛ لذا صرح السيد العميد أننا نعتبر المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء مشروعا ثقافيا طلائعيا ضمن السياسة الثقافية لجامعة الحسن الثاني للدار البيضاء، والتي تهدف إلى نشر الثقافة والفن والإبداع المرتبط بالتكنولوجيا الرقمية والعلوم، ودعم وتشجيع الطلبة والفنانين الشباب العاملين في مختلف هذه التخصصات.
تثمينا للرؤية الفنية للمهرجان، صرح المدير الفني للمهرجان ذ.مجيد سداتي، أن المهرجان نجح طيلة العقود الثلاثة الماضية في ترسيخ ثقافة صورة جديدة مختلفة عن السائدة، وهي ثقافة تسعى إلى مساءلة الموروث الثقافي والفني والاجتماعي من خلال نظرة نقدية وتحليلية وذكية، وذلك من أجل تجديده وإثرائه وتعزيزه بشكل أكبر وأضاف ” لقد نجحنا أيضا في تسليط الضوء على الاتجاهات الفنية الناشئة، وشجعنا الشباب على تجديد الأفكار والأشكال وابتكار أساليب جديدة تتماشى مع روح العصر”، مشيرا إلى أن المهرجان يحرص أيضا على خلق الجسور بين الثقافات والجماليات وإلغاء الحدود بين مختلف التعابير الفنية. من خلال انفتاحه على جميع أشكال الإبداع الرقمي، والتي تتمثل في: الرقص والفنون الرقمية والواقع الافتراضي والمعزز والتنصيبات التفاعلية والعروض السمعية البصرية، ثم المابينغ و الروبوتيك.
هي دورة متميزة بضيوفها وبرمجتها واحتفائها بالذكرى الثلاثين لتأسيس المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء (1993 – 2023). وتعتبر هذه المحطة فرصة لاستعادة تاريخ هذه التظاهرة والوقوف على مراحل تطورها، وذلك لتقييم المكانة التي تحتلها اليوم في المشهد الفني بشكل عام، ومقاربة القضايا والتساؤلات التي تطرحها في مجال الفن المعاصر بشكل خاص وسيكون مهرجان مناسبة أيضا للاحتفاء بالذكرى الستين لظهور فن الفيديو منذ سنة 1963 في ألمانيا، وذلك خلال معرض فلوكسوس Fluxus الذي عرف مشاركة الفنان الكوري نام جون بايك والفنان الألماني فولف فوستيل. وكما هو الحال مع جميع الابتكارات الفنية، فإن الحصول على الاعتراف ليس نتيجة مضمونة مسبقا، فمنذ البدايات الأولى لفن الفيديو، كان على هذا الفن المُسْتَحْدَث أن يعد نفسه وفعالياته لاكتساب شرعيته وإيجاد موطئ قدم راسخة له بين الفنون الأخرى، وهذا ما كان يعيه جيدا الفنان “بيل فيولا” الذي قال سنة 1974: “ربما يكون الفيديو هو الشكل الفني الوحيد الذي له تاريخ حتى قبل أن يكون له تاريخ”.
Share this content:
إرسال التعليق