جاري التحميل الآن

دبلوماسية النخال…

ملاحظة السياسة الدولية تجعلك تتمعن في طبيعة العلاقات بين الدول، هذه العلاقات دوما تكون مبنية على الأخذ و الرد، الطرف الأول يصدر بيانا و الآخر يصدر تعقيبا، دولة تتهم و الأخرى تنفي أو تؤكد، و هكذا دواليك إلى أن تصل الأطراف إلى نقطة معينة إما حرب أو سلم، و إما تفاهم أو تنافر…
العلاقات الدولية بين دولتين تستند على موضوع مشترك يكون أساسا متينا لعلاقتهما، كيفما كان هذا الموضوع وديا أو ذا طبيعة متوترة، لكن المغرب و الجزائر خلقت علاقتهما الاستثناء، فالجزائر تصر على خلق موضوع يكون أساس علاقة بينها و بين المغرب لا وجود له و لا يفكر فيه الطرف المغربي ، تارة تتحدث عن أحداث سنة 1994 و أن الجزائر اتهمت بالباطل، و تارة تلمح إلى أن هناك دولة في شمال إفريقيا تريد الشر للجزائر و المغرب لا يعنيه أي من هذا الكلام، و أخيرا تم اتهام المغرب بقتل ثلاث مواطنين جزائريين في قصف جوي و مازال المغرب غير مهتم و لا يرد بشكل مباشر و لا يعطي أي اهتمام لكل هذه الاتهامات الموجهة….
انطلاقا من كل هذه الأحداث و المعطيات و اصرار الجزائر على حشر انفه في مواضيع بجانب المغرب و المغرب لا يكترث برزت على مواقع التواصل الاجتماعي دبلوماسية جديدة سماها المدونون و المتفاعلون ب ” النخال “، ففي الموروث الشعبي المغربي النخال هو عدم الرد على تفاهات شخص ما أراد أن يجلب اليه انظارك فتقابل ذلك بعدم الرد أو ” النخال “، و هذا بالضبط ما تقوم به دبلوماسية المملكة المغربية حيث أنها لا تعطي أدنى اهتمام لادعاءات الجزائر التي تتوالى يوما بعد آخر، و كأنها تريد من المغرب أن يجيبها و ترد هي كذلك و تسير بالمنطقة الى شيء لا يعرفه إلا جنرالات الجزائر، فرغم أن الخطة مفهومة و ان الاوضاع داخل الجارة الشرقية معروفة و ان سبيل تلافيها هو خلق مشكل خارجي يكون مكانا لتصريف هذه الأزمة التي يعيشها حكام الجزائر إلا أن المغرب لم و لن يهتم بكل اقاويل من يتحينون الفرصة قصد اشعال فتيل صراع يعيق حركية المغرب الاقتصادية و الاجتماعية، و عدم الرد أو النخال كما سماه رواد مواقع التواصل الاجتماعي سياسة حكيمة، تجعل الطرف الجزائري في أزمة التغريد الاحادي و هو موقف لا تحسد عليه يجعلها كالأحمق الذي يحدث نفسه و يناقش ذاته و بطبيعة الحال الحديث كان عن حكام الجزائر و جنرالاتها و ليس عن الشعب الذي يوجد بيننا و بينه كل الاحترام والتقدير.
فهل ستظل الجزائر تحدث نفسها أم أنها ستمر الى خطوة أخرى أحادية قد لا تنفع معها دبلوماسية ” النخال “

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك