ذكرى أحداث الدار البيضاء (7 أبريل 1947) زاخرة بقيم الشجاعة ونكران الذات التي يتعين نقلها للأجيال الحالية
● الدار البيضاء – مع الحدث :
اعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، أن الذكرى 76 لأحداث الدار البيضاء يوم 7 أبريل 1947، التي جرى تخليدها اليوم الجمعة بالعاصمة الاقتصادية، زاخرة بالدروس والعبر والدلالات وقيم الشجاعة ونكران الذات التي يتعين نقلها للأجيال الحالية.
وأوضح السيد الكثيري خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة، أن الأمر يتعلق بقيم الشجاعة والإباء والالتزام والإيثار ونكران الذات والغيرة الوطنية، وهي كلها قيم وطنية “نسعى لإبرازها بالنسبة للأجيال الحالية من أجل تكريس حب الوطن والوطنية في نفوسهم، والاعتزاز بالانتماء للوطن والهوية المغربية”.
وذكر في هذا المهرجان، الذي حضره بشكل خاص عامل عمالة مقاطعات الفداء – مرس السلطان والمنتخبون وممثلو المصالح اللاممركزة، بأن الوطنيين وأبناء الوطن كانوا يناضلون من أجل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية ودودا عن الوطن، إذ كانوا لا يبخلون بوقتهم وجهدهم من أجل إنهاء الوجود الأجنبي بالمغرب.
ومن الدروس أيضا التي تحملها هذه الذكرى، كما قال، الميثاق التاريخي الذي جمع بين العرش والشعب، حيث سجل وقتئذ تضامن كبير مع المغفور له الملك محمد الخامس، وتجلى ذلك في المواقف التي عبر عنها الشعب المغربي.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق أيضا بحدث وطني بارز ومحطة تاريخية وازنة في سجل أمجاد ومكارم هذه الربوع المجاهدة والقلاع الشامخة في الحركة الوطنية والتحريرية، مذكرا بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في حق ساكنة مدينة الدار البيضاء المجاهدة للحيلولة دون رحلة الوحدة التاريخية التي كان أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله مثواه يعتزم القيام بها لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947، لما كانت تهدف إليه تلك الزيارة الميمونة من إعلان صريح وشجاع عن تأكيد مطالب المغرب في استقلاله وحريته ووحدته وتمسكه بمقوماته الدينية وثوابته الوطنية.
واستحضر في هذا السياق، بعض المسارات والمحطات النضالية التي سطر من خلالها أبناء هذه الربوع المجاهدة وأبناء الوطن الواحد الموحد من طنجة إلى الكويرة أروع صور المقاومة والنضال وأسطع منارات المجد والخلود.
وفي سياق متصل، قال إن مسيرات البناء والنماء والتشييد وإرساء أسس دولة الحق والقانون والبناء المؤسساتي والديمقراطي والحماية الاجتماعية تتجدد وتتواصل اليوم في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث الانغمار في المشروع المجتمعي والحداثي والديموقراطي والتنموي وبناء الإنسان وتنمية أقاليمنا الصحراوية لتصبح قاطرة لتنمية استثمارية، وورشا لمشاريع تنموية واعدة ومدمجة.
وبهذه المناسبة، تم تكريم 10 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة وهم الشهيد المعطي خطيب، والشهيد المعطي حسني، والمقاومة المرحومة فاطمة العطري، والمقاوم المرحوم أحمد لوريشي، والمقاوم المرحوم الهاشمي الفراس، والمقاوم المرحوم ابراهيم شكيري، والمقاوم المرحوم الطاهر معتز بالله، والمقاوم المرحوم محمد حلوي، والمقاوم المرحوم أحمد بندحي، والمقاوم المرحوم الحاج فهدي.
وإلى جانب التكريم المعنوي، فإن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حرصت على التكريم المادي، حيث خصصت إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم بهذه المناسبة الغالية عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن، وتعدادها 49 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 112.000 درهم، موزعة على الشكل التالي: (09) إعانة مالية برسم واجب العزاء، بمبلغ اجمالي قدره32.000 درهم؛ و (40) إعانة مالية كإسعاف اجتماعي، بمبلغ إجمالي قدره 80.000درهم.
Share this content:
إرسال التعليق