عن كلاسيكو المغرب الأول اتحاد طنجة والمغرب التطواني
الصادق بنعلال
: 1 – تشهد البطولة الوطنية لكرة القدم منذ مدة ليست بالقصيرة مقابلات كروية عالية الجودة، بفضل طابعها التنافسي وحساسيتها المحلية والجهوية و”التاريخية”، وبفضل ما تعرضه من إنجاز فني معتبر سواء تعلق الأمر بالمضمون الفني المبلور على أرضية الملعب، أو تعلق الأمر بالحماس والمشهد الاحتفالي المخصوص الذي تعرفه مدرجات الملاعب. ويعد الحوار التقليدي بين الناديين البيضاويين المرجعيين الوداد والرجاء أهم لقاء رياضي مغربي على الإطلاق، اعتبارا لتاريخهما المكلل بالألقاب والبطولات والإنجازات الوطنية والدولية. كما أن هناك مقابلات أخرى أساسية من قبيل الفتح والجيش الرباطيين، والرجاء / الوداد والجيش الملكي .. لكن تبقى مقابلة الاتحاد الرياضي لطنجة والمغرب التطواني حدثا كرويا استثنائيا
. 2 – و من الراجح أن ندرج مقابلة الوداد والرجاء في دائرة “الدربي” انطلاقا من انتمائهما لنفس المدينة، أما مباراة الرجاء والجيش مثلا نلحقها بنماذج “الكلاسيكو” المتعددة. بيد أنه من السهولة بمكان النظر إلى لقاء فارس البوغاز والحمامة البيضاء باعتباره كلاسيكو مغربي بحصر المعنى ! بفعل حدة التنافس الإيجابي بين المدينتين الجارتين طنجة وتطوان على أكثر من ميدان، وتشبعهما بالمشترك الرياضي والثقافي لإسبانيا وأمريكا اللاتينية، وانعكاس ذلك على الاحتفالية الجماهيرية بالغة الروعة، ومن النادر أن يتخلف المساندون عن متابعة المقابلة في المدرجات نساء و رجالا، من أجل التشجيع و المؤازرة غير المشروطين. 3 – و اللقاء المقبل الذي يستضيف عبره فارس البوغاز الحمامة البيضاء في سياق منافسات الجولة الرابعة للبطولة الوطنية يومه 20/12/2020 بملعب ابن بطوطة الكبير، سيحظى بكل تأكيد بمواكبة إعلامية كبيرة و متابعة جماهيرية مؤكدة ولو عبر شاشة التلفزيون والهواتف .. و غالبا ما تنتهي لقاءات هذين الناديين الشماليين بالتعادل أو فوز أحدها اعتمادا على تفاصيل جزئية واستعداد ذهني متوقد وطراوة بدنية .. لأنه لقاء كروي حاسم له ما بعده ! و بقدر ما نأسف لعدم حضور الجماهير الطنجوية الغفيرة، المشهود لها بإضفاء الجمالية الفرجوية على مدرجات الملعب بسبب الحالة الوبائية الصعبة، بقدر ما نرغب في مشاهدة عرض فني يليق بالتاريخ المجيد للفريقين، و بصحوتهما الرياضية الراهنة، نترقب في الآن عينه أن تمر هذه المقابلة في جو من الروح الرياضية السامية، وكما أقول دائما من الجميل أن نفوز لكن من الأجمل أن يكون فوزنا فنيا و أخلاقيا !
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق