فريد حفيض الدين هذا جهدي و هادي فهامتي * هل هي بداية ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ * العدد (46) 03/05/2023
فريد حفيض الدين
في الحقيقة ترددت قبل أن أتطرق إلى موضوع اعتقال محمد مبديع على خلفية تهم فساد تهم المال العام. السبب ، هو كون البحث معه لا زال جاريا ، وبالتالي يعتبر الرجل بريئا إلى أن تثبث إدانته من طرف القضاء.
الرجل قيادي في حزب الحركة الشعبية ، ورئيسا لجماعة الفقيه بنصالح لأكثر من عقدين من الزمن د، وبرلماني ، ووزير سابق ، وانتخب مؤخرا رئيسا للجنة العدل والتشريع والحريات وحقوق الإنسان بالبرلمان ، قبل أن يقدم استقالته من رئاسة هذه اللجنة أياما قبل اعتقاله.
وبغض النظر عن مسار الرجل ، والتهم المنسوبة إليه ، خاصة تروثه وممتلكاته ، أود التوقف عند بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الملف.
اولا : لماذا انتخب البرلمانيون أغلبية و معارضة محمد مبديع رئيسا للجنة العدل و التشريع خاصة إذا علمنا أن عملية فرز الاصوات منحت تقدما لمحمد مبديع بما مجموعه 250 صوتا من أصل 255 صوتا و هو عدد الاصوات المعبر عنها.
المؤسف أن الجميع كان على علم في كون الرجل منابع في قضايا فساد ؟
ثانيا : لماذا تمت تزكية محمد مبديع من طرف حزبه وخاصة أمينه العام محمد أوزين ، لترأس لجنة هامة وحساسة داخل البرلمان ، تم دفعه للاستقالة من هذه اللجنة أياما فقط قبل اعتقاله؟
ثالثا: لماذا كان محمد مبديع يتغيب عن حضور استدعاءات اللجنة الوطنية للشرطة القضائية، بحجة المرض بواسطة شواهد طبية تثبث عجزه عن التنقل إلى مقر الشرطة ، وفي نفس الوقت كان يحضر جلسات البرلمان ؟
يعني كان مريضا ومتعافيا في نفس الوقت ، بل وفي نفس النهار أحيانا.
(أفهم تسطا)
رابعا: لماذا لم تتحرك النيابة العامة ، وهيآت مراقبة المال العام ، منذ أكثر من عقدين ، والرجل يسير شؤون جماعة الفقيه بنصالح ، أو على الأقل منذ 2019 حين أقام عرسا أسطوريا بمناسبة زفاف إبنه ، قيل أن مصاريفه تجاوزت 20 مليون درهم ( أي 2 مليار سنتيم )
خامسا: من كان يحمي الرجل ، ويتستر على سوء تدبيره للمال العام. ولماذا لم تتدخل سلطة الوصاية أي وزارة الداخلية عن طريق عمالها الذين تناوبوا على عمالة الإقليم لكل هذه السنين لعزله ، أو تقديمه للعدالة؟
ما يهم الآن وبعد أن راكم الرجل ثروة ، وممتاكات ، على العدالة ان تقول كلمتها ، وتحق الحق ، و تفتح تحقيقا شاملا لمعرفة شبكة علاقاته المتشعبة داخل دواليب الدولة ، وكل من ساهم اوشارك أو تستر عن كل الاختلالات المالية التي تلاحق محمد مبديع ، ليكون عبرة” لمبدعين ” آخرين لازالوا خارج نطاق المحاسبة.
أختم و أؤكد أن الرجل لا زال بريئا ما لم تثبث إدانته بعد ، ولو أن برائته بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف كما قال أحد الساخرين.
أللهم لا شماتة….
هاذي هي فهامتي و هذا هو جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق