جاري التحميل الآن

(هذي فهامتي ) عدد” 17 15/09/2022 “إتفق العرب على …..”.

فريد حفيض الدين

حتى حين يتفق العرب فإنهم يتفقون على أن يختلفوا، ويتفرقوا الى شعوب وقبائل . هذا هو حالهم قديما وحديثا.
ولعل ما يصاحب عقد القمة العربية المزعومة بالجزائر فاتح نونبر القادم من لغط، وأخبار متناقضة ، وتسريبات هنا وهناك ، وشائعات لهو خير دليل على تشردم العرب ، حتى وهم يحضرون لقمة عربية ، يعرف زعمائنا أنها لن تقدم ، ولن تؤخر في شيء من حالنا وأحوالنا أمام شعوب العالم .
هكذا انقسم حكامنا من مؤيد لعقد القمة ، ومعارض لها ، ومن يريد تأجيلها ، ومن يريد نقلها لبلد عربي غير الجزائر . حتى حضورهم للقمة لم يحسم فيه بعد ، من سيحضر ، ومن سيغيب ، ومن سيمثل من ناهيك عن جدول أعمالها والذي من المفروض أن يكون معدا ومعروفا مسبقا .
هو بدوره يعرف تجادبات واصطفافات مصلحية ضيقة لهذا البلد أو ذاك . لا شيء حسم حتى الآن ونحن على بعد شهر ونصف من موعد عقد القمة بالجزائر فاتح وثاني نونبر القادم…
على سبيل المثال كانت الجزائر تلوح عبر وزير خارجيتها ، بدعوة المجرم بشار الأسد لحضور أشغال القمة وعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية. هنا جاء فيثو بعض الدول العربية ، وعلى رأسها السعودية .
كما كان ، الجزائر تود إدراج مشكل الصحراء المغربية ضمن جدول أعمال القمة، حتى لا يحضر المغرب اشغالها. هنا جاء رد الجامعة العربية ، ودول الخليج على أن لا قمة عربية من دون المغرب .( على الاقل هنا مشكل الصحراء المغربية يحضى باجماع العرب)
عادت بعد هذا الجزائر بوصفها البلد المحتضن للقمة بالتأكيد على كون القمة العربية ، ستكون قمة لنصرة القضية الفلسطينية. هنا انتبه العرب إلى كون إصرار الجزائر على تبني القضية الفلسطينية ، مجرد دعاية موجهة للداخل الجزائري ، ووصل تجاري يستعمله حكام هذا البلد لدغدغة مشاعر الجزائريين ، والبحث عن شرعية شعبية مفقودة….
مؤخرا أكدت صحف حضور الملك محمد السادس شخصيا فعاليات هذه القمة. كيف ولماذا ، ومن سرب هكذا اخبار ، ولفائدة من؟
لخبطة ، وتضارب في الآراء ، وتسريبات تلازم عقد هذه القمة ،إن هي ستعقد من الأصل….
شخصيا ، وبقراءة متأنية للوضع العربي الراهن، والتحولات الجيو سياسية في العالم العربي ، أظن أن إمكانية عقد القمة من عدمها لا زال قائما ، وحتى إن هي عقدت ، لا أرى حضورا شخصيا لجلالة الملك محمد السادس ، وهو الذي قاطع مؤتمرات عربية عقدت في دول شقيقة ، بالأحرى التوجه إلى بلد عدو.
وحتى عند انعقادها ، لا أظن أن حضورا وازنا لتمثيلية العرب وارد في ظل بقاء عداوة الجزائر للمغرب المساند من طرف العرب ، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي ، اللهم إذا طرأت تغيرات أو احداث مستجدة ، أو تغييرا في موقف حكام الجزائر من قضية وحدتنا الترابية وهذا في نظري من سابع المستحيلات في ظل وجود عسكر يحكم الجزائر من منطلق العداء للمغرب ، وهو الضامن الوحيد لكابرانات فرنسا للبقاء في الحكم.
هذي فهامتي!!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك