جاري التحميل الآن

فريد حفيض الدين(هذي فهامتي )عدد: 22 *حين تصبح فرنسارهينةلمصالحها

فريد حفيض الدين

في العلاقات الدولية هناك معطى تابث، وآخر متغير. التابث هي المصالح الاستراتيجية للدول، والمتغير هي العلاقات التي تحكمها المصالح، وتوجهها في تناغما مع مصلحة كل جهة، أو بلد، أو تنظيم.
لنأخد هنا فرنسا كنمودج، وسنرى أن بإمكانها أن تكون إلى جانب المغرب، والى جانب الجزائر في نفس الوقت، كما يمكنها أن تكون إلى جانب هذا الطرف على حساب الآخر. بوصلتها في هكذ تموقعات مصالحها، ولا شيء غير ذلك.
الدليل ، ها نحن نرى كيف بدأت فرنسا تطلب ود الجزائر وتقترب منها. ليس بالطبع حبا في سواد أعين كابراناتها، بل طمعا في ألغاز الجزائري، خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
فرنسا في حاجة ماسة إلى المزيد من الغاز قبل فصل الشتاء، وتعلم أن حكام الجزائر سيقبلون بذلك، شريطة ابتزاز فرنسا للمغرب، والبقاء على الحياد في قضية الصحراء المغربية، وعدم الإتجاه إلى أي اعتراف صريح بمغربية الصحراء من طرف فرنسا. ولو أن هذه الأخيرة تدعم مقترح المغرب الداعم للحكم الذاتي لاقاليمنا الجنوبية داخل مجلس الأمن….
ظهر جليا هذا التناغم بين مصلحتي فرنسا والجزائر، خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر، والهالة الإعلامية التي تبعتها، وسيتوج كل هذا اليوم 9 أكتوبر بزيارة وفد وزاري هام إلى الجزائر تترأسه رئيسة الوزراء الفرنسي السيدة إليزابيث.
هنا كذلك تعلم فرنسا أن حكام الجزائر لا يهمهم سعر الغاز، ولا الشراكات الاقتصادية التي سيتم توقيعها اليوم بالجزائر، لأنها تعلم أن ما يهم كابرانات فرنسا هو ابتزازها للمغرب أولا وأخيرا.
فرنسا استجابت بالفعل لطلب الجزائر وواصلت هذا الابتزاز.
وهي في الحقيقة تنتقم أولا من المغرب الذي ازاحها من غرب افريقيا في مجال الإستثمار، وفي نفس الوقت تبتز المغرب لكسب الغاز الجزائري بأرخص الأثمان. ولا داعي هنا للعودة لشريط أحداث كل الابتزازات الفرنسية تجاه المغرب…..
لكن ما لم يخطر على بال احد أن تذهب فرنسا في الاستجابه لمطالب العسكر، هو ما اقدمت عليه قناة تلفزية إخبارية فرنسية قريبة من قصر الاليزي ، حين منعت هذه القناة السيد فرحات مهني رئيس جمهورية القبايل في المنفى من المرور مباشرة على قناتها. البرنامج كان سيمر مباشرة، وكان مخصصا للتعريف بقضية القبايل المستعمرة من طرف الجزائر على لسان رئيسها.
هذه المهزلة الحقوقية الإعلامية، وثقت بالصوت والصورة، وشاهدها الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي.
هل كان ضروريا أن تذهب فرنسا الماكرونية إلى هذا الحد، من أجل الغاز وتدوس على أهم مبدأ بنيت عليه الثورة الفرنسية، وهو حقوق الإنسان. هل لازالت فرنسا بعد هذا المنزلق بلد حقوق الإنسان كما كانت عليه من قبل. كيف لفرنسا بعد هذه المهزلة أن تقوم باعطائنا دروسا في مجال الحقوق والحريات…
مع من استشار ماكرون حين منع فرحات مهني اللاجىء السياسي في بلد الأنوار من المرور في برنامج تلفزي ليتكلم عن قضية القبايل.
ما هو مؤكد في نظري انه لم يستشر زوجته. وإلا ما كان سيقدم على أول انزلاق حقوقي في تاريخ فرنسا…
يقول المثل” اللي فاتك بليلة، فاتك بحيلة”
من منكم يعرف بكم سنة تكبر حرم ماكرون زوجها الشاب….
هذي فهامتي!!!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك