يوم دراسي حول موضوع التعبئة المجتمعية مدخل أساسي للارتقاء بالتربية الدامجة من تنظيم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة
مع الحدث: توهامي
نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة يوما دراسيا حول موضوع “التعبئة المجتمعية مدخل أساسي للارتقاء بالتربية الدامجة”، يوم الثلاثاء 14 نونبر 2023.
افتتح أشغال هذا اليوم الدراسي السيد مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، بكلمة تأطيرية أكد فيها على الأهمية البالغة للتربية الدامجة باعتبارها إحدى الرافعات الأساسية للرقي بمنظومة التربية والتكوين، والارتقاء بالفرد والمجتمع، من خلال ترسيخ تعليم دامج وشامل، يتأسس على مبادئ الإنصاف والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، يمكن كافة الأطفال والتلاميذ ذوي الإعاقة من الالتحاق بمؤسسات التربية والتعليم منذ مرحلة التعليم الأولي، مع توفير ظروف وشروط النجاح اللازمة من خلال تأهيل وتوسيع بنيات الاستقبال، وتكييف التعلمات، وطرائق وتقنيات العمل، والمراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية، وقدراتهم وخصوصيات كل صنف من أصناف الإعاقة. وركز على أهمية التقائية السياسات العمومية، وتجويد الحكامة وآليات التنسيق والعمل المشترك بين مختلف القطاعات الحكومية المعنية، والشركاء، ونسيج المجتمع المدني في إطار من التكامل الهادف إلى توحيد المقاربات، وتقديم خدمات ذات جودة سواء كانت تربويةـ، أو اجتماعية، أو صحية… كما أبرز أهمية التعبئة المجتمعية من أجل مواصلة تغيير التمثلات والأحكام المسبقة المتعلقة بمجال الإعاقة. ليختتم كلمته بضرورة العمل على مناقشة كافة المواضيع المرتبطة بمجال تمدرس الأطفال والتلاميذ في وضعية إعاقة بشفافية مطلقة وتجرد تفضي إلى تشخيص واقعي، وتقديم مقترحات وتوصيات لترصيد ما تم تحقيقه وتجاوز النواقص المسجلة
في الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم الدراسي، قدمت السيدة فرح الدريبكي، رئيسة قسم التربية الدامجة بمديرية المناهج، عرضا تحت عنوان “تمدرس التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة: مكتسبات وآفاق”، تطرقت خلاله إلى الأطر المرجعية المؤطرة لتمدرس الأطفال والتلاميذ في وضعية إعاقة، انطلاقا من المرجعيات الحقوقية الكونية، والمرجعيات الوطنية، والمرجعيات التربوية، والتطور الحاصل في مقاربة هذا المجال، حيث تم تبني مقاربة تربوية حقوقية دامجة لهؤلاء الأطفال والتلاميذ في المؤسسات التعليمية، وهو ما تجلى في مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتزامات خارطة الطريق 2026- 2022، وخصوصا الالتزام الثالث المتعلق بالتتبع والمواكبة الفردية للتلميذات والتلاميذ لتجاوز صعوبات التعلم، والبرنامج 13 للإطار الإجرائي الهادف إلى تقوية شبكة المؤسسات الدامجة، والنتائج الرئيسية المنتظرة من خلال تنزيله. كما تطرقت إلى مبررات اختيار التربية الدامجة؛ ومرتكزات هندسة التعلمات وفق منطق الدمج؛ وخدمات التصحيح والتقويم والتطوير؛ وملاءمة المنظومة التربوية مع متطلبات التربية الدامجة؛ وتطوير وملاءمة النموذج البيداغوجي لمتطلبات وخصوصيات الأطفال في وضعية إعاقة؛ وتهيئة بنيات الاستقبال المدرسية لتتلاءم مع خصوصيات هؤلاء المتعلمين؛ وملاءمة التدبير الميزانياتي لأخذ مكون الإعاقة بعين الاعتبار؛ وملاءمة الإطار القانوني والتنظيمي كأساس لبلورة رؤية موحدة؛ وتعزيز التعبئة المجتمعية عبر التواصل والتحسيس لصالح تمدرس هذه الفئة من الأطفال والتلاميذ؛ وتقوية قدرات الأطر الإدارية والتربوية في هذا المجال؛ ودمج مكون الإعاقة والتربية الدامجة في منظومة مسار.
وقدم السيد رشيد العلالي، المنسق الجهوي للتعاون الوطني لجهة بني ملال-خنيفرة، عرضا مفصلا حول “صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي، برنامج تحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة”، تطرق خلاله إلى الإطار المرجعي، والتعريف بالفئة المستهدفة، ومجالات دعم الصندوق وعلى الخصوص الخدمات التربوية، والتأهيلية، والعلاجية… وسلة الخدمات القابلة للدعم: التربية الخاصة، والعلاجات شبه الطبية، وخدمات النقل المدرسي، والتكوين المهني، والدعم النفسي، وخدمة المطعمة …، ومسطرة تقديم الدعم، والشروط والمعايير المعتمدة في الانتقاء والمصادقة على طلبات الدعم للجمعيات العاملة في المجال، والتتبع والتقييم. كما عرض حصيلة برنامج دعم التمدرس 2030-2015 بجهة بني ملال-خنيفرة، وعدد المستفيدين من برنامج رفيق برسم سنة 2023، وعدد الحاصلين على شهادات الإعاقة منذ إعطاء الانطلاقة للمنصة الرقمية khadamaty.social.com.
واستعرض السيد ممثل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية في كلمته المجهودات المبذولة في إطار تفعيل الشراكات المبرمة بين قطاعي التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وقطاع الصحة والحماية الاجتماعية في مجال الصحة المدرسية. واعتبر أن مرحلة الرصد والكشف المبكرين للتلاميذ في وضعية إعاقة يعتبر أهم مرحلة لتلبية حاجياتهم، وتكييف الخدمات الصحية والتربوية المقدمة لهم.
وشهدت الجلسة الثانية من هذا اللقاء الدراسي تقديم أربع مداخلات: مداخلة الدكتور حوسى أزارو، أستاذ باحث في علم الاجتماع بجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت عنوان “الإعاقة وقضايا التربية الاجتماعية الدامجة نحو مأسسة ثقافة الاعتراف”، ومداخلة الأستاذ عبد الفتاح احميداني، باحث في سلك الدكتوراه، تحت عنوان “التمثلات والاتجاهات الاجتماعية نحو التلميذ في وضعية إعاقة-من الاقصاء إلى الدمج-مقاربة نفسية اجتماعية”، ومداخلة الدكتور جمال عزمي، مفتش تربوي للتعليم الثانوي بالمديرية الإقليمية ببني ملال، تحت عنوان «اضطرابات التعلم الخاصة: التعريف، التشخيص وتحدي التعامل معها”، ومداخلة السيد عثمان بوتشيش، أخصائي نفسي حركي بالمستشفى الإقليمي ببني ملال، تحت عنوان “التكييفات الممكنة للمشاكل السلوكية والاضطرابات النفسية الحركية في الوسط التعليمي”.
كما تميز هذا اللقاء بمناقشة مستفيضة، تبلورت على إثرها مجموعة من المقترحات والتوصيات لترصيد المكتسبات، وتطوير الأداء وتجويد الخدمات.
هذا، وحضر هذا اللقاء كل من السيدات والسادة فرح الدريبكي، رئيسة قسم التربية الدامجة بمديرية المناهج، رشيد العلالي، المنسق الجهوي للتعاون الوطني لجهة بني ملال-خنيفرة، والمديرين الإقليميين، وممثل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، وممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وممثل قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بني ملال، وممثلة وكالة التنمية الاجتماعية، وممثل التكوين المهني، ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والمديريات الإقليمية المعنيين، والمفتشين المكلفين بتنسيق التفتيش الجهوي، وأعضاء اللجنة الجهوية للتربية الدامجة، والمفتشين التربويين، والأساتذة الباحثين والخبراء، ورئيسات ورؤساء مكاتب التربية الدامجة بالمديريات الإقليمية، وممثلات وممثلي مديرات ومديري المؤسسات الدامجة، وممثلات وممثلي الأطر التربوية، وممثلات ومثلي الجمعيات الشريكة في مجال التربية الدامجة.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق