جاري التحميل الآن

البحث عن السعادة

 

لميا أ. و. الدويهي.لبنان

شاء الإنسان البحث عن السعادة بكل قواه مع محاولة دؤوبة لتحقيق أسمى المرتبات…
من بين الناس مَن خاف وتلكأ خوفًا من الانتقادات ومن بينهم مَن ناضل حتى ولو على حساب آخرين، وطئتهم أقدام النَهمين…
وهناك مَن سئِمَ من محاولات جعلته في النهاية يتعب ويصبح بلا هدف…
وهناك مَن يعيش على الهامش، وهناك حقًّا مَن هو ثابت على قناعات، يُكافح، ينتهز الفرص بموضوعية وحنكة ويَعلم كيف يتربَّص بالأهداف وكيف يتَصيَّدها لينالها؛ لا يخشى المغامرة، لا بل ويهوى المحاولة والتحدي…
وهناك العديد من الشخصيات والحالات المتعدِّدة والتي تتشابك فيها الصفات، فيستحيل تحديدها لأنها مُتداخلة وتفاجئ بردود الفعل… إلا أنَّ ما يجمع هذه الشخصيات هي حالة نفسية يجاهد فيها الإنسان ليتخطَّى صعاب معيَّنة، ومواقف محيِّرة؛ يتعب وهو يحاول إثبات ذاته لينل استحسانًا ما أو قَبولاً ما، ضمن جماعة أو فئة… والويل له إن لم ينجح، فما ينتظره قد يكون أسوأ مما قد يتوقع: قلق وارتباكات واضطرابات… كلُّها حالات نُقاربها في لحظات من حياتنا، والمؤلم أنَّها تُزعزع كيان الإنسان وإن بنِسَب مُتفاوتة؛ فمنهم مَن يغرق فيها ومنهم مَن يتخطَّاها بشجاعة وبسرعة، ومنهم مَن يحتاج لوقت، وقد يتخطَّاها وقد لا يفعل، وأحيانًا، وإن فعل، يكون الضَّررُ كبيرًا…
نعود إلى نقطة البداية، إلى القبول أو الرفض الذي قد يتعرَّض له مطلق أي إنسان، وإن لم يتغذَّ جيدًا بالحب والعاطفة ويَنمُ ببيئة سليمة معنويًّا وإنسانيًّا وروحيًّا وجسديًّا وفكريًّا، قد تجتاحه الأفكار المتشائمة وتحدُّه النفوس الجامدة…
إنَّ الإنسان يحتاج إلى أي نوع من العمل أو الحركة والتحديات كي لا يغرقَ في سواد الأفكار فيضيع في مستنقعاتها والتي قد لا يستطيع النهوض منها مجددًا أبدًا… يبقى تحديد الأولويات، على ضوء اكتشاف الذات… وأحيانًا، إطلاق العنان لرغبات دفينة، غير مؤذية وتحديدًا لصاحبها، تُساعد على فهم هذه الصراعات والنزاعات ومعرفة ما يريده مما لا يريده وما الذي يجب الاستغناء عنه ممَّا يجب الاحتفاظ به، كي يرتاحَ في محيطه النفسي والشخصي قبل الخارج…
كم نحتاج ونحتاج إلى استدراك مواقف وأفكار ومصاعب وتحديات للثبات في المثابرة والبحث عن أهداف جديدة تمنح الحياة التي نحياها قيمة تنقلنا إلى الرضى فالقناعة فالارتكان إلى أعماق في داخلنا تحيي وتغني لتُبلغنا إلى القبول فالمصالحة مع الذات…
لميا أ. و. الدويهي
٢٤ /١١ /٢٠٢٢

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك