بقلم رضى البوكيلي
مسألة صيغة التعليم عن بعد او عن قرب او نظام مزدوج تثير الكثير من الكلام خاصة لدى الطلبة المعنيين بهذا التعليم، و بملاحظة سطحية نجد ثلاث فئات من الطلبة كل ينادي بصيغة تناسبه و هي كالتالي:
الفئة الأولى هم طلبة ينادون بالتعليم الحضوري لعدة اسباب و عوامل من بينها القدرة على حضور المحاضرات سواء بالوفود إلى المدينة الجامعية او لإنتمائهم لها اصلا و يتيح الحضور توضيح اللبس و الغموض بالإضافة لما يتيحه التفاعل المباشر في العملية التعليمية من توسع في الشرح و إستفاضة ، بالإضافة إلى التجربة السابقة الفاشلة في أغلب الأحيان حيث أن عدة مسالك التي إكتفى الاساتذة فيها بوضع ملفات pdf و حتى من الاساتذة من إلتزم بإكمال حصص عن طريق المنصات الرقمية و منصات التواصل الإجتماعي و ما يتطبه ذلك من مصاريف أنترنت و بحث عن مكان تتواجد فيه تغطية جيدة، كما أن أجواء الدراسة في المنزل لم تكن ملائمة بينما الكليات كانت تشكل مناخ مناسب للتعلم فما إستعصى فهمه من الاستاذ يتم مناقشته مع باقي الطلبة… و من ليس من الفئة الاولى المطالبة بدراسة حضورية قد يصفون هذه الفئة بالانانيين او بالمرضى … و هذه الفئة اي الثانية تنادي بتعليم عن بعد إما لإنعدام إمكانية الحضور خوفا من المرض او للبعد عن المدينة الجامعية و مايتطلبه ذلك من مصاريف مهمة لا تتوفر لكل الطلبة و إن توفرت فبشق الأنفس و قد تتوفر لهم إمكانية متابعة المحاضرات الرقمية و البحث الذاتي منطلقين من الملفات التي يضعها الاساتذة و البعض يفضل هذا النمط لتحديد الاساتذة لمحاور التي يمتحن فيها الطلبة ما يرفع الفرص المتاحة في تحصيل نقط عالية.
الفئة الثالثة تنادي بسنة بيضاء لأنها متضررة سواء من التعليم الحضوري او عن بعد .
و اسمحوا لي أن أوضح لكم رأيي، الإكراهات التي يمر بها الطلبة لا تخص فئة بعينها بل كل الفئات تعاني، فضعف الإمكانيات المادية يعاني منه الطلبة الذين إختاروا التعليم عن بعد و يتجلى في التنقل من مناطق بعيدة و تدبير السكن و إغلاق الاحياء الجامعية و هذا إكراه يواجهه حتى من إختار حضوريا و يضاف إكراه آخر و هو ضعف شبكة الإتصالات او إنعدامها و هو مايعاني منه الفئتين، كما ان التعليم الحضوري في حال تقرر إعتماده فلن يكون إجباري فنحن في مؤسسات مفتوحة الإستقطاب اي يمكن للطلبة الراغبين في الدراسة عن بعد ان يسلكوا إختيارهم كما يتيح التعليم الحضوري إمكانية شرح ما إستعسر فهمه من طرف الطلبة الحاضرون للطلبة الآخرون ممن إختاروا “عن بعد” ، و لا يجب تذكير بأن ليس كل من إختار تعليما حضوريا سيحضر فعلى سبيل المثال قبل هذا الوضع الإستثنائي لم يكن يتجاوز عدد الطلبة الحاضرون في أغلب المحاضرات حوالي 50 طالب و طالبة في عدة شعب بكلية العلوم الإنسانية و الآداب التي انتمي إليها ، أخيرا إن إستحالة او عدم قدرتي على الدراسة حضوريا يجعلني أفكر في حلول مناسبة لوضعي كطالب ذو عقل مفكر و لا يدفعني للوقوف معارضا لحضور من توفرت له الإمكانيات فكلنا أبناء طبقة واحدة.
ملحوظة للفئة التي تفكر في سنة بيضاء هذا ليس حلا فالعمر يمر
Share this content:
إرسال التعليق