الدار البيضاء 》رفع الستار عن النسخة ال 13 لمهرجان المسرح العربي
●الدار البيضاء — مع الحدث :
جرى مساء أمس الثلاثاء رفع الستار عن النسخة ال 13 لمهرجان المسرح العربي التي تحتضنها مدينة الدار البيضاء حتى 16 يناير الجاري، والتي تشكل فرصة لتجديد موعد المسرحيين العرب على أرض المغرب.
وتلتئم هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بعد تأجيل طالها في العامين 2021 و2022 بسبب جائحة كورونا.
وتميز حفل الافتتاح بإلقاء الفنان والمخرج العراقي الكبير جواد الأسدي رسالة اليوم العربي للمسرح، والتي رسمت أدوار أب الفنون، وسحر المعرفة المسرحية وانتصارها للحياة والحرية في مواجهة الدروب المغلقة.
في هذه الرسالة، التي كتبها هذا الهرم المسرحي، وحملت كل المغازي العميقة لدور الفن الرابع، أكد أيضا أن المغرب له طليعته وريادته في مجال المسرح.
وبعد أن عدد بشكل عام هموم المسرح والخيبات التي يجرها وراءه، ختم هذه الرسالة بعدة تساؤلات منها: هل من أنشودة لأمل منشود؟ هل سنة العام القادم سنة مسرح يضيء الدروب بجمهور يزهر ويحتشد ثانية أمام شباك التذاكر؟.
وبالمناسبة تم تكريم كل من السيد محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، والسيد جواد الأسدي صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح.
كما تم تكريم 10 فتانين مغاربة ساهموا في إثراء المشهد المسرحي المغربي بإنتاجاتهم، وهم نزهة الركراكي، وفاطمة الغالية الشرادي ( رائدة المسرح الحساني)، ومليكة العمري، وعبد الرزاق البدوي، ومحمد التسولي، ومصطفى الزعري، ومصطفى الداسوكين، وعبد الإله عاجل، ومحمد الجم، ومحمد بلهيسي.
ويتضمن برنامج المهرجان، الذي يجمع المسرحيين العرب من داخل الوطن العربي وخارجه إلى جانب ضيوفه من مبدعين ومؤسسات دولية، تقديم 16 عرضا مسرحيا، إضافة إلى عروض أخرى تندرج ضمن جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ثم عروض لعدد من المسرحيات المغربية.
كما يشمل برنامج المهرجان عدة ندوات نقدية للعروض المسرحية للدورة، ويحتفي بصدور 12 كتابا تتعلق بالمسرح المغربي، إضافة إلى تنظيم ورشات تدريبية.
وفي هذا الصدد أبرز السيد محمد المهدي بن سعيد في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن الأمر يتعلق بالتظاهرة الأبرز على امتداد جغرافية الوطن العربي، والمحدثة بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح.
وتابع أنه للمرة الثانية، تقام هذه التظاهرة في المغرب، أرض السلام واللقاء والتسامح، مذكرا باحتضان الرباط الدورة السابعة عام 2015.
وقال أيضا ” إننا سعداء لإستقبال هذا المهرجان الكبير الذي تأسس لينشر، عبر لغة المسرح، قيم السلام والتسامح .. تظاهرة وازنة في العالم العربي تحت شعار “نحو مسرح جديد متجدد”، وهي دعوة صريحة لتقوية المسرح العربي وتطوير آلياته، ليكون مسرحا منفتحا يتعاطى مع قضايا الحاضر والمستقبل “.
وبالمناسبة أشاد بنساء ورجال المسرح عبر مختلف البلاد العربية لجهودهم في النهوض بأب الفنون إبداعا وأداء وتنظيرا، كما نوه بالمسرحيين المغاربة الذين لا يدخرون جهدا في تجويد أدائهم وتحسين اشتغالهم.
من جهته أبرز الأمين العام للهيئة العربية للمسرح السيد إسماعيل عبدالله، أن المهرجان يحط الرحال بمدينة الدار البيضاء، وهو يزهو بالمسرحيين من المغرب وكل أرجاء الوطن العربي، وبإبداعاتهم ورؤاهم.
وقال إن المغرب الصاعد بجهود أبنائه في شتى المجالات لم يغب عن هذه التظاهرة منذ نسختها الأولى، بل سجل حضوره الباهر فنيا وفكريا، مؤكدا أن المسرحيين المغاربة كانوا أيضا فاعلين في صياغة الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.
كما كان المسرحيون المغاربة، يضيف السيد عبدالله، فاعلين ومؤثرين في استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، وسجلوا حضورا مهما في إصدارات الهيئة.
وفي سياق متصل أكد أن الهيئة، التي لا تخلف أي موعد، تكبر بأفكار المبدعين لأنها تنحاز دوما للإبداع والمبدعين، ولأنها تعتبر أن المسرح هو نبض متواصل متوالد وفعل يومي.
في السياق ذاته اعتبر السيد سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة ( الإيسيسكو) أن المسرح العربي هو وريث طبيعي للحكايات العربية التي تم نسجها بشكل خاص انطلاقا من مقامات الحريري والهمداني، مشيرا إلى أن هناك أدوارا أعمق منتظرة من المسرح العربي في عالم مليء بالتحديات.
ولفت إلى أن المغرب له تاريخ من النضج المسرحي منذ الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج، ينضاف لكل ذلك جيل مغربي جديد يكتب بمداد الفخر في مجال الفن الرابع.
أما السيد محمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة (ألكسو) فقد شدد على ضرورة البحث عن صيغ جديدة لتطوير الفن المسرحي من خلال طرح النقاش حول مستقبل المسرح ما بعد أزمة كورونا.
وقال إن أهمية المسرح تكمن في كونه يخلق مساحة يكون فيها الجميع متساويا وحرا، لأنه حامل للقيم الإنسانية ووسيلة للتنوير الثقافي.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق