الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي
الكتابة الروحية
إن الكتابة الروحية الصوفية من أحسن الوسائل التي تساعد على تصفية الروح و نقائها , فهي تقوم بتطهير القلب و النفس من ادران الطينية ، و تنعش العقل بمعاني التسامي و الرقي الوجودي الذي وهبه الله للبشرية جمعاء , بل و تخلصه من الافكار السلبية التي تهيمن عليه, و تحصنه من قسوة المعيشة إلى رفعة الحياة .
إن الكتابة الروحية الصوفية هي مجموعة من مشاعر الحب العذري يتماهى بها المناجي في الكينونة الوجودية للعوالم المتجانسة فيما بينها ، بل هي تعابير عن احاسيسه المرهفة الحساسة الجياشة للتفرد بمعية الله تعالى .
لكن سرعان ما نلاحظ قطيعة الناس عن الكتاب الروحي والكتابة الوجدانية ، حتى لم يعد الشخص يستطيع التعبير عن مكنونه الروحاني ، فقد ساد الخمول الوجدي و الفراغ القلبي ، ليس على القلب فحسب بل على عقل و وجدان الانسان بأكماله،فما بك أيها الإنسان تعيش الكبت الوجودي ،وأنت لديك قلب وقلم أصدق لك من المادية الذميمة
أيها الإنسان تريد الإنعتاق الروحي وانت لا تسعى إليه جاهدا ، فما بالك تنتظر الخلاص ليسقط عليك كقطرة مطر ،انت وحيد لأنك لم تجد خلاصك الوجدي الذي يواسيك و يسير بك في وحدتك إلى المولى
إن الكتابة الروحية الصوفية هي مخطوطات عاطفية ممزوجة بنفحات روحانية مرجعها الايمان والتقوى واليقين ، ومن ثم تستمد تاثيرها على المتلقي
ايجابيا قلبا وقالبا ، فهي تزرع الثقة بالنفس مما يجعل المناجي يردد : ” انا اريد إذن انا استطيع ”
” انا لم ولن اكون فاشلا ، فانا قادر على النجاح ، طموحي عظيم بعظمة اجلالي لمولاي…
اخبر عقلي انني ناجح وجامح في نجاحي واعلم ان هذه الاشارات والرسائل سيستقبلها عقلي الباطن…”
هذه الكتابة الوجودية موجهة لمن لايزال يتلمس طرق النجاح والسير في دروبه بثقة في النفس ، هذه الكتابة الروحية ورود محملة باريج التفاؤل والامل ومن سار على الدرب وصل.
لقد تركت الكتاب الجاف المنعدم من روح العواطف و ٱثرت الكتابة الروحية الصوفية و جعلتها افضل صديق في درب السلوك الرباني ، لقد وثقت في عطائه علي و جعلته زيت قنديل قلبي
انا اكتب إليك انت ، أيها القابع في عتبة الوحدة و ما تدري حقيقة وجودك ،فما تعِيشْهُ من كدر يؤلمك إنما هو ما عِشْتٓهُ من سنوات الخواء القلبي ، اعلم انك تستطيع بكل بساطة أن تجعل منه مصدر إلهامٍ يحثك نحو الولادة القلبية اي نحو الخلاص الروحي و السلام الداخلي ، فصدق “فرانس كافكا” عندما قال : ” الكتابة هي فأس الجليد الذي يكسر التجمدات حول أرواحنا!” إن الكتابة الروحية الصوفية كيفما كانت شعرا أو نثرا أو سيرة تخلق فينا صفاء لا مثيل له،
إن في الكتابة الروحية الصوفية بناء متراص المشاعر الصادقة التي يقوم المناجي بتأليف كتابها ،محورا معانات نفسه و أحزانها إلى سلم الرقي الوجودي وجاعلا من اللاشيء شيئا ومن طعم المعاناة طعما لذيذا ،
فالكتابة الروحية الصوفية تسطتيع أن تحلق بمتلقيها في ملكوت الوجود و تحول اليابس أخضرا واليائس فرحا و الخمول مجدا ، ولكل مجتهد نصيب
الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي
Share this content:
إرسال التعليق