بقلم يوسف باجا طالب علم النفس الاكلينيكي
للعب أهمية كبيرة جدا في حياة الطفل حيث يساهم إسهاما مباشرا في تنمية شخصيته و بناء ذاته وتبرز أهمية اللعب لدى الأطفال من خلال القدرة على التخلص من الطاقة الزائدة و بالتّالي زيادة فعالية الانتباه فالطفل يدرك و يتخيل و يفكر و يتذكر بواسطة اللعب ، و هذا يؤدّي إلى تطوير عمليات نمو النشاط النفسي في الطفل كما بينت بعض الدراسات وجود علاقة وطيدة بين ارتفاع الذكاء عند الطفل و اللعب ،وأثبتت الأبحاث النفسية الفوائد العديدة للعب فى حياة الطفل، فاللعب يساعد فى النمو العقلي للطفل وله تأثيره البالغ فى تكوين شخصيته وبناء ذاته وثقته بنفسه واستقلاليته كل ذلك من خلال تنمية القدرات الجسمية والاجتماعية والأخلاقية من خلال الألعاب الفردية والجماعية وهذا يؤدي إلى تطوير عمليات نمو النشاط النفسي لديه فهو يزيد من معرفة الطفل بأمور الحياة، فمن خلال اللعب يتعلم ممارسة الأصوات والمفردات الجديدة، سواء مع أنفسهم أو مع الأصدقاء
للعب فوائد فكرية ومعرفية، ويعتقد أن اللعب يمكن في الواقع ان يشكل التطوير الهيكلي للدماغ
1- التنمية الجسمانية:
اللعب نشاط حركى ضرورى فى حياة الطفل لأنه ينمى العضلات ويقوى الجسم ويصرف الطاقة الزائدة وبالتالى يعمل على زيادة فاعلية الانتباه فالطفل يدرك ويتخيل ويفكر ويتذكر بواسطة اللعب.
2- التنمية الاجتماعية :
– يتعلم الطفل النظام والترتيب من خلال الألعاب الجماعية .
– يتعلم كيف يعقد علاقات صداقة مع الآخرين وكيف يوسع من دائرة اتصالاته بالآخرين فيتعلم إدارة مشكلاته بالحوار بدون اللجوء إلى العنف .
ولكن إذا منعنا الطفل من اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخر.
– ممارسة الألعاب التى تتمركز حول أدوار اجتماعية مختلفة تعين الأطفال على اكتشاف وظائف تلك الأدوار وحدودها فلعبة التسوق كعمل بسوبر ماركت مثلا تساعد على الوعى بالمبادئ الاقتصادية وإتقان مهارات البيع والشراء إلى آخره فتزيد من إدراك الطفل للمواقف الاجتماعية المختلفة.
– يستطيع الطفل من خلال اللعب أن يحل ما يعترضه من مشكلات ضمن الإطار الجماعى ويتحرر من نزعة التمركز حول الذات وينمى فى شخصيته روح الفريق.
3- التنمية العقلية:
اللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجى وكلما تقدم الطفل فى العمر استطاع أن ينمى كثيراً من المهارات مثل التركيب والتقليد والتنظيم والاستكشاف، كما تساعد الطفل على حل المشكلات البسيطة كلعبة وضع المكعبات فى مكانها الصحيح.
4- الناحية العلاجية:
فاللعب يخفف من المخاوف والتوترات التي تسببها الضغوط المفروضة عليه من بيئته، خاصة إذا كان البيت فيه الأوامر والنواهي بشكل مبالغ فيه، ويساعد الطفل على التعبير عن انفعالاته وتصريف الكبت وسائر التوترات النفسية التي تتولد لديه نتيجة القيود المختلفة.
فالطفل في اندماجه في اللعب وتوحده مع أدواره التي يلعبها مع لعبه فيحدثها وتحدثه يحقق علاجا نفسيا كبيرا له، إلى جانب أن المشاركة بين طفلين في اللعب تساعد الطفل المرتبك الخائف، وتهيئه للدخول في علاقة ودودة مع الآخر.
يجمع الطفل من خلال اللعب كثيرا من الحقائق المادية والعلمية التي حوله، فهو يتعلم أن اللعبة تتدحرج إلى الخلف وإلى الأمام، وأن الكرة تتدحرج في كل اتجاه، ويكتشف أن الكرة المصنوعة من المطاط تنط، بينما الكرة المصنوعة من الصوف لا تنط.
الطفل ما قبل المدرسة يذهب للحضانة أو رياض الأطفال الملحقة بالمدارس من أجل أن تنمو مهاراته الاجتماعية، ويتعلم المهارات المناسبة لسنه من خلال عدد من الأنشطة المميزة والجذابة والشيقة التي تتنوع؛ لتوصل إليه بعض المعلومات والمهارات، وليس بغرض الكتابة للحروف والأرقام والكلمات؛ لأن التناسق الحركي ونمو العضلات والعظام لا يصلان إلى المستوى الطبيعي إلا عندما يبلغ الطفل أو الطفلة 6 سنوات، وعندما يصبح قادرا على القيام بمفرده من دون أن تتأثر عضلاته من الجلوس لفترة طويلة أثناء القراءة والكتابة.
وقد أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أن التعليم المبكر في سن أربع أو خمس سنوات يؤثر بالسلب على تعليم الأطفال، واستمرارهم في التعليم.
وأضافت الدراسة أن تعليم الأطفال في سن مبكرة يشجعهم على ترك الدراسة، ويضعف حبهم للتعليم كما هو الحال في إنجلترا وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية، وهي البلدان الأوروبية الوحيدة التي تصر على التعليم الإلزامي في سن مبكرة (أربع أو خمس أو ست سنوات)، على عكس باقي بلدان أوروبا، والتي يبدأ فيها تعليم الأطفال في سن السابعة، مما يشجعهم على الاستمرار في الدراسة.
Share this content:
إرسال التعليق