فئام و فئام
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
فئام و فئام
في حياتنا فئام مختلفة من حيث البنية و العطاء ، فهناك فئة أصابتها الشيخوخة البدنية و هناك من أصابتهم الشيخوخة الفكرية و الإبداعية و هناك من أصيب بالشيخوخة العطائية ،
وهناك فئام شابة، متألقة، فيها حماس و قدرة و كفاءة للعطاء ، وكل يوم لديها أفكار وابتكارات جديدة، و ثالثة ما تزال تعيش في فترة المخاض في حاجة إلى من يحتضنها و يجعل لها سريا يحميها من فيروسات الخمول و الكسل و الاتكال و كذلك يحميها من مضرات التسرع و الأنفعالية و الكراهية ، ويساعدها على المشي، ويعلمها الكلام
هناك أدمغة مخترعة مبتكرة ، و أدمغة منظرة و هذان النوعان قلة القلة من القليل في المجتمعات ، كما أن هناك ادمغة مؤطرة قيادية و هي أكثر بقليل من قلة القلة و هناك أيضا أدمغة لا يمكنها أن تفكر او تنظر أو حتى تقرر ، لكنها تستطيع ان تبلور طاقاتها في تنفيذ و تفعيل ما تقرر و هي الفئة الغالبة
و هناك فئام تبدع فيما تصنع لأنها تحب ما تفعل ، وفئام تمضي سنوات من عمرها، وهي تفكر بإجابة هذا السؤال : من الذي سيبيع ما صنع و كيف صنع الذي صنع و هي تتذمر من الصانع و المصنوع ولا تصل إلى حل لهذا السؤال العبقري ، و هي لا تعلم ما تصنع و كيف تصنع
و هناك فئام توجل من الإبداع و تعتبره بدعة و خروج عن المعتاد ، فتتنكر للأبداع و تحاربه بل تدعو لوأده و تنادي بأن يعتقل صاحب الابداع أو تدعوه بالجنون
و فئام تسعى للتحرر الفكري و الابداعي و لا ترضى بأحد منها أن يسلب و لو شيئا حتى لو كان جزء صغيرا من حريتها، وتقاتل بشراسة لمنعه
وهناك مجتمعات يرعبها التفكير الحر اعتادت الاستعباد و الرق الفكري كما اعتادت على وجود آخرين يفكرون بالنيابة عنها
كما أن هناك فئام تسمع وترى وتتحدث دون يقين مما تسمع و أخرى تسمع وترى فقط و أفيام تسمع و ترى فتستوعب ما سمعت بعين الحكمة و أخرى صم بكم فهم لا يبصرون
هناك فئة تصنع التاريخ وأخرى تحطم التاريخ و أخرى خارج التاريخ ، فقيمة أي مجتمع تكمن فيما يقدمه فئامه الإنسانية للإنسانية من اجل التنمية البشرية من اختراعات وابتكارات، وما ينتجه مبدعوه من آداب وفنون، وما يصنعه ويبتكره علماؤه، ونوعية القوانين التي تحكمهم وتحدد علاقاتهم مع بعضهم البعض وتحترم آدميتهم وإنسانيتهم وحقوقهم المشروعة و تخدم المجتمع من اجل تنمية مجتمعية إنسانية حقيقية
في اللحظة التي تبدأ باستيعاب فئتك التي تنتمي إليها و وضوح رؤية حياتك و ماهية دورك فيها و تتعامل معها على أنها مرح و فرح بعطاء الله فإن كل العبء الذي على قلبك يختفي .
إن الباحث عن الكمال لا يمكنه تحقيق أهدافه لأنه في مثالية لا واقعية ما لم يعلم فئامه التي يستوعبها و يتفاعل معها لأنه حتما سيخفق في التناغم بل سوف يتالم بالعيش بإحساس مستمر بالفشل
فعلى قدر ثقتنا في أنفسنا تكون قدرتنا على استيعاب الفئة التي ننتمي إليها لأن المجانسة بالمجالسة الإنماء بالإنتماء فلآ تهتم بمن يكون رائعا في البــدآيـة بل اهتــم بمن يبقـى رائعا الى مــــــا لانهايــة و إن لَم تَكُن بالنهار عابدا .. كُن باللّيل ساجدا
فكن شخصاً طيباً مؤثرا في الذين تمر بهم وأنت صاعد إلى القمة خذ معك بعضهم ، و اترك بصمة في الذين خلفتهم وراءك لأنك ستلتقيهم عندما تهبط منها فلا أحد يبقى على القمة طوال
إن الثقة الحقيقية هي أن تكون قادرا على الإبداع و التأثير و أيضا على الوصول الى التسويات وأن تدع الآخرين يسيّرون أمورهم بأنفسهم عندما يتطلب الأمر ذلك .
إبتسامه كبيرة ومكافحة بيدٍ ثابتة ستعكس للناس مدى ثقتك ورضاك عن نفسك؛ فالثقة إدراك مستمر لقيمة الذات و حسن الإنتماء
إن للنجاح طريق طويل سوف لن ينتهي يوماً، و الألم سيزول حتماً، و كما أن الأيام ستمضي ولن تعود، فإن التعب الذي تعبته سيعوضك الله بفرحة تفيض عينيك من شدة الفرح كن على ثقه باالله و افخر بحسن الإنتماء
إذا أتعبك ألم الدنيا فلا تحزن .. فربما أشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه ، فلا تنتظر السعادة حتى تبتسم ، ولكن ابتسم حتى تكون سعيد .
فلا تطيل التفكير والله ولي التدبير ، بل بادر لحسن الاختيار للفئة التي تريد التواجد فيها ولا تقلق من المجهول وكل شيء عند الله معلوم ، فإطمئن وأنت في عين الله الحفيظ .. وقل بقلبك قبل لسانك « و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه »
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق