أخر الأخبار
الثلاثاء. أبريل 16th, 2024

فريد حفيض الدين(هذي فهامتي و هذا جهدي)دبلوماسية المخزن ودبلوماسية العسكر

مارس17,2023
FIM acBXIAMUNDp 550x309 1

فريد حفيض الدين

17/03/2023عدد “42”

وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة أقاله كابرانات فرنسا ، ومعه الكثير من الوزراء بعد فشلهم في توفير أدنى متطلبات العيش الكريم لشعبهم ، وفشل دبلوماسي فظيع أمام المغرب في ما يخص قضية الصحراء المغربية…

هذه هي دبلوماسية العسكر تنام على حال، وتستيقظ على حال. ما يؤطرها هو مزاجهم. يحسبون أن الدبلوماسية هي الضغط ، والإبتزاز ، وشراء مواقف من لا ضمير لهم.

لا يفرقون بين الدبلوماسية كآلية مؤسساتية لضبط إيقاع العلاقات الدولية ، ورهنها بالمصالح الاستراتيجية للبلد ، دون توثيرها مع أي طرف اوجهة ولو كانت معادية. السبب في هذا التسيب الدبلوماسي ، كون عقيدة وفكر العسكر مبني على التحكم في السلط ، وإخضاع المجتمع ومؤسساته لقبضتهم عن طريق برباغندا ممنهجة.

لهذا لا يمكن أن تكون للجزائر دبلوماسية كما هو متعارف عليها في العلاقات الدولية. وبالتالي فشلت في ربط علاقات متوازنة مبنية على الحوار والتعايش والسلم. دبلوماسية العسكر لا تخضع لمنطق المتغيرات الجيو استراتيجية والسياسية التي يشهدها العالم. دبلوماسية تنهل من مخلفات الحرب الباردة ، واصطدام المعسكرين الغربي والشرقي. إضافة إلى خلق المشاكل ، وافتعال الازمات ، والاختباء وراء نظرية المؤامرة والاستهداف ، وخلق اعداء داخليين وخارجيين ولو وهميين. لأن في ذلك تصريف لازماتهم الداخلية ، وإيهام لشعبهم بوجود اعداء يتربصون بهم ، وبوحدة أراضيهم. كل هذا للبقاء على هرم السلطة والحكم.

الدليل أن حكام الجزائر يغيرون وزراء خارجيتهم كما يغيرون حفاضاتهم الصحية.(كل كابرانات العسكر الذين يحكمون الجزائر تجاوزوا سن السبعين من عمرهم )

في الجهة الأخرى ، يعتمد المغرب ومنذ قرون على دبلوملسية رزينة ، ومسؤولة ، مبنية على تراكم الأحداث التي عرفها المغرب في علاقاته الدولية ، ونظرة استشرافية للأحداث قبل وقوعها ، والتروي في اتخاذ القرارات المصيرية ، والحوار. كل هذا يتم دون التخلي عن المصالح العليا للوطن ، ودون الاضرار بعلاقاته ولو تطلب الأمر مجالسة العدو والاستماع إليه ، ومحاولة إقناعه

هذا هو الفرق بين دبلوماسية المخزن ، ودبلوماسية العسكر والفرق بينهما كبعد السماء عن الأرض.

عاشت المملكة المغربية الشريفة ولا عزاء للحاقدين…

هذي فهامتي و هذا جهدي

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *