فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي * الدخول المدرسي ومتطلباته * العدد(71) 31/08/2023
بعد أن ودعنا عطلة صيف تميزت بطقس حار ، و بفوضى عارمة طالت العرض السياحي الداخلي ، أو ما يسمونه ظلما وعدوانا بالسياحة الداخلية ، وهي في الحقيقة لا تعدو أن تكون ” تسخسيخة سياحية ” .
ها نحن على بعد ساعات من الدخول المدرسي. هو موعد يختلف عن باقي المواعيد لأن مستلزماته المادية على الخصوص تفوق بكثير باقي المواعيد ، بما فيها الأعياد الدينية.
هنا سيجد المواطن نفسه وحيدا أمام نفقات تستنزف ماليته ، خاصة لدى الأسر التي تظطر لإرسال أبنائها صوب المؤسسات التعليمية الخصوصية. هؤلاء ينتظرهم لوبي يحتكر قطاع التعليم الخصوصي ، ويعبث به كما يشاء خارح كل القوانين ، ومن دون وازع أخلاقي أو حتى وطني. هؤلاء لا يميزون بين التربية والتعليم باعتبارها أولا خدمة عمومية ، وبين البيع والشراء بمفهومه الربحي والتجاري. كيف ؟؟؟
× هذا اللوبي يعرف جيدا أن هناك أسر ، خاصة تلك التي تنتمي إلى ما يعرف بالطبقة المتوسطة ، مظطرة لطلب خدمات قطاعهم بعد أن أبانت منظومة التربية والتعليم العمومية عن فشلها ، وذلك ما أكدته كل الدراسات التي أنجزت وطنيا ودوليا في هذا المجال.
× نعلم جميعا أن جل أرباب المؤسسات التعليمية الخصوصية ، هم من كبار موظفي الدولة ، ورجال أعمال يتاجرون في كل شيء مربح ، وبرلمانيين ، ومستشارين يدافعون عن امتيازاتهم وحقوقهم الغير حقة من داخل قبة البرلمان بغرفتيه.
× يعلم هذااللوبي كذلك أن القوانين المؤطرة لقطاعهم لا تجيز للحكومة التدخل في تسيير وتقنين مؤسساتهم ، أو حتى التدخل في عملية التسجيل والواجبات الشهرية المفروضة على آباء وأولياء التلاميذ.
وقد وصل بهم جشع الربح إلى حد فرضهم بيع بعض الكتب المدرسية ، علما ان هذه مسألة لا تخصهم.
× يعلم هذا اللوبي أن وجوده أصبح ضروريا برغم أنف الحكومة ، حيث وصل عدد المتمدرسين
بقطاع التعليم الخصوصي حدود خمسة وعشرين بالمائة من عدد تلاميذ المملكة. وهو رقم يصعب على أية حكومة استيعابه داخل مؤسساتها التي تعرف اكتظاظا خاصة بالعالم القروي.
لهذه الأسباب واخرى منها على الخصوص ، انعدام إرادة سياسية وحقيقية لاحداث ثورة في منظومة التربية والتعليم ، ستظل دار لقمان على حالها. نذكر هنا عدم وجود ولا جامعة مغربية واحدة ، ضمن أحسن ألف جامعة عبر العالم.
للأسف لا داعي للتذكير أن المغرب هو أول بلد في العالم شيد جامعة ، وهي جامعة القرويين بفاس
” أفهم تسطا ”
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق