فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي *الجزائر تطلب حماية روسيا* والعدد(60) 16/06/2023
فريد حفيض الدين
بعد قرابة نصف قرن تأكد لحكام الجزائر ، بل قطعوا الشك باليقين كون قضية الصحراء المغربية حسمها المغرب دبلوماسيا وعسكريا. وهي القضية التي بنوا عليها أساس حكمهم ، ومصيرهم لكسب شرعية شعبية ، مجتمعية ، وتاريخية لا يملكونها من الأصل.
وبعد أن لعبوا كل أوراقهم الخاسرة ، وتبين لهم أن الغرب لن يظل إلى ما لا نهاية ، يجبر خواطرهم من أجل الغاز والبترول ، راحوا وارتموا في أحضان روسيا الاتحادية ، وقيصرها فلاديمير بوتين ، على أن يحميهم من سخط الغرب بما فيه فرنسا ، وخاصة أمريكا التي لن تسمح لهم بهكذا استفزاز ، وهي التي تحارب روسيا في اوكرانيا ، وتريد تحطيم القوة الاقتصادية والعسكرية الروسية….
وبغباء دبلوماسي ، طار الرئيس الجزائري إلى روسيا طالبا حماية بلده. نعم سافر إلى روسيا لطلب حماية من روسيا ، حماية بمفهومها الاستعماري. وهكذا قال الرئيس الجزائري الناطق باسم كابرانات فرنسا أمام أعين وعلى مسمع الرئيس بوتين أن ” الجزائر تطلب من روسيا حماية استقلالها وحريتها ” يعني أن الجزائر ترهن حاضرها ومستقبلها، وتضعهما بين ايدي روسيا. كيف؟
الجزائر أو على الأصح حكامها يعرفون جيدا أن حبل المشنقة بدأ يقترب من عنوقهم. وهم الذين جاؤا الى منطقة شمال إفريقيا والساحل الافريقي بروسيا، وإيران ممثلين في المليشيات الروسية أو ما يعرف بقوات ” فاغنر ” وميليشيات حزب الله اللبناني وراعيها إيران.
الغرب ، وأمريكا ، وحلف الناتو لن يقبلوا بتواجد طقواعد عسكرية روسية وايرانية على حدودهم جنوب المتوسط ، لما في ذلك من تهديد لأمن المنطقة بصفة عامة ، وحدود الدول الأوروبية ، خاصة اسبانيا ، وفرنسا وإيطاليا….
بل وطلبت الجزائر من بوتين أن يعمل على تعجيل دخول الجزائر إلى منتدى ” بريكس ” وهو التجمع الاقتصادي والسياسي الذي يجمع كلا من: روسيا ، و الهند ، و الصين ، و البرازيل وجنوب إفريقيا. هذا التجمع الذي يسعى إلى الخروج من الهيمنة الاقتصادية والمالية للغرب وخاصة أمريكا ، وكذلك التعامل خارج الدولار والأورو. وهو التجمع الذي يتكون من 3 مليار نسمة ، وقوة اقتصادية في حدود 20 تريليون دولار. لا اعرف ماذا يمكن لبلد كالجزائر يعتمد في اقتصاده على المحروقات ، ولا يصدر غيرها أن يقدم كإضافة إلى هذا التجمع الذي أصبح يتفوق على ما يعرف بتجمع السبع ، أي السبع دول الأكثر تصنيعا في العالم : ( G7) وهي: أمريكا ، و اليابان ، و المانيا ، و فرنسا ، و إيطاليا ، و بريطانيا وكندا…
إلى حدود الآن ، لا زالت زيارة الرئيس الجزائري مستمرة ، وسيحضر اليوم أشغال المنتدى الاقتصادي لمدينة سان بترسبورغ الروسية ، بصفته ضيف شرف لا أقل ولا أكثر.
هذا المنتدى الذي يعرف حضور 130 دولة ، لا أعرف ماذا يمكن أن يضيف حضور رئيس كلما تكلم ، كذب وسخر منه العالم بما فيه الجزائريين انفسهم.
بالمختصر المفيد ، هذه الزيارة ، والإرتماء في أحضان الدب الروسي المنهك اصلا بحربه على اوكرانيا ، وكل الكلام الذي صرح به الرئيس ، يمكن القول أنه ، ” شراها للجزائر والتي لا محالة غادي تخلصها كاش”
وإن غدا لناظره قريب…
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق