فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي “حين يتمسك غريق بغريق” العدد(61) 20/06/2023
فريد حفيض الدين.
من سخرية الأقدار أن يستنجد غريق بغريق آخر ، النتيجة غالبا ما تنتهي بغرق الاثنين.
الغريقان المعنيان هنا ، هما الرئيس الروسي والرئيس الجزائري.
كيف يا ثرى؟
نعلم جميعا أن روسيا لا زالت غارقة في المستنقع الاوكراني بعد أكثر من سنة ونصف. بوتين الذي ظن أن زحفه على أوكرانيا محسوم ، ولن يأخد من قواته سوى أيام معدودات ،
ليحتل العاصمة الاوكرانية ” كييف ”
هاهو اليوم أصبح في حالة دفاع عن عاصمة بلده موسكو من الطائرات المسيرة الاوكرانية ، ويقف الآن عاجزا عن تحقيق أهدافه لأن دعم أمريكا ، واوروبا ، وحلف الناتو لاوكرانيا ارهقوا قواته ، ودمروا اسلحته ، وأزموا اقتصاده.
بل أكثر من هذا ، فرضوا على روسيا عقوبات اقتصاديةومالية. بوتين بنفسه أقر بأن توقيت هذه الحرب لم يكن موفقا. وهو اعتراف ضمني منه بفشله على الميدان…
في هذا التوقيت بالظبط ، يحل بروسيا غريق آخر قادم من شمال افريقيا ، يريد دعم وحماية بوتين. الغريق الثاني هنا هو الرئيس الجزائري عبد المجيد” كذبون” الذي ارسله اسياده العسكر لطلب حماية روسية.
السبب هنا ، هو اقتراب حبل المشنقة من عنق كابرانات فرنسا بعد أن أداروا وجوههم على الغرب ، وخاصة فرنسا وأمريكا ، لما جاؤا بقوات ” “الفاغنر” الروسية إلى منطقة شمال إفريقيا والساحل الافريقي. وكذلك بإيران ، عبر ميليشيات حزب الله لكي تدرب عناصر البوليساريو ضدا على وحدة التراب المغربي. بالطبع فرنسا وأمريكا لن تقبلا بهكذا تصرف ، لأن في ذلك تهديد لمصالح الغرب من طرف روسيا وإيران وهما على مقربة من الحدود مع أوروبا….
بوتين حتى وهو غارق ، وبدهاء سياسي ، وغباء من حكام الجزائر ، لم يدع الفرصة تمر على الأقل لمواصلة حلبه لملايير الدولارات الجزائرية التي يجنيها من بيع خردة سلاحه إلى الجزائر. وبالمناسبة تم توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين لا شك من بينها ، وتحت الطاولة توفير اموال لروسيا بهدف التخفيف عنها من مخلفات حربها على أوكرانيا. وهكذا وعد بوتين الجزائر بمساعدتها على إنشاء صناعات حربية ، وهو يعلم جيدا أن ذلك غير ممكن لأن الجزائر لا تتوفر على اقتصاد مهيكل ، ولا على بنيات تحتية مؤهلة لهكذا مشاريع ، ولا لنظام بنكي ومالي ومصطفي حر.
والسؤال المطروح هنا ، هو كيف ظن حكام الجزائر أن ارتمائهم في أحضان الدب الروسي ، سيحميهم من غضب أمريكا وفرنسا ، وباقي دول الإتحاد الأوروبي….
وسأعطي هنا بعض الأمثلة على ذلك.
* هل بمقدور روسيا أن تقف ضد عقوبات أمريكية واردة على الجزائر؟
ونحن نتذكر أن 27 سيناتور أمريكي بالكونغرس ، طالبوا السنة الفارطة حكومةالرئيس الأمريكي جو بايدن بإنزال عقوبات اقتصادية على الجزائر…
* هل بمقدور روسيا أن تقف ضد تشجيع فرنسا لحركة “الماك” القبايلية التي تطالب باستقلالها عن الجزائر ، خاصة وأن باريس هي من تحتضن حكومة القبايل في المنفى ، وتوفر لهم اللجوء السياسي ؟
* هل بمقدور روسيا أن تقف ضد تمرد جماعات الازواد والطوارق بالجنوب الجزائري التي تطالب بدورها بالاستقلال عن الجزائر؟
* هل بإمكان روسيا قمع الحراك الشعبي لو عاد من جديد ، والذي يهابه كابرانات فرنسا؟
روسيا حتى وهي في أوج ازدهارها ، لم تستعمل ولا مرة واحدة حق الفيثو داخل مجلس الأمن حين يصدر المجلس منذ 2007 قراراته المؤيدة لحكم ذاتي في اقاليمنا الجنوبية تحت السيادة المغربية.
كيف لروسيا أن تحمي الجزائر وهي غارقة في الوحل؟
لعل هذا هو التجسيد الفعلي لمقولة ” تمسك غريق بغريق ”
من جهتنا حنا لمغاربة ” الما والشطابة حتى لقاع لبحر ”
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق